الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقسيم العراق حلم صهيو- أمريكي

طاهر مسلم البكاء

2015 / 5 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


شكل الجيش العراقي كابوسا ً مرعبا للصهاينة واحلامهم في استيطان الأرض العربية ،وللأمريكان ومخططاتهم في العراق والمنطقة على حد سواء ،وتمكن الأمريكان في حربين كبيرتين صنفتا من طراز الحروب العالمية الكبرى من دخول العراق وامتطاء صهوة القيادة فيه ومن ثم تحقيق الحلم الصهيوني بفك الجيش العراقي وتهميشه والبطش بكوادره في وضح النهار،والنيل من نسيج الوحدة العراقية ،وتحطيم بناه التحتية ،في ظرف دولي مناسب أعدته وهيأته امبراطورية العصر بالتوافق مع الظروف الدولية التي أفرزت احادية القطب .
وبعد الأنتهاء من تفكيك الجيش برز النعيق لتحقيق الحلم الأكبر وهو تجزئة العراق الى دويلات طائفية ومذهبية متصارعة ،تصبح مهيئة بصورة لائقة لأستقرار أمريكي في الأرض العراقية ،وبناء قواعد ثابتةعلى عموم ارضه ،غير ان المقاومة التي لم تكن متوقعة والتي كبدت الأمريكان الآف القتلى وعدد يفوق أضعافهم من الجرحى و خسائر مادية كبيرة هزت الأقتصاد الأمريكي رغم دعم الكيس الخليجي المتعدد الوجوه ،أجبرتهم على سحب قواتهم تكتيكيا ً على امل العودة بعد تهيئة الأوضاع بصورة أفضل .
التجربة السورية تطبق في العراق :
بعد نجاح بعثرة الدولة في سوريا وأحداث الفوضى في أعلى صورها كما نظّر لها الأمريكان ( الفوضى الخلاقة )، وذلك عن طريق اثارة الحساسيات الداخلية بين السوريين من جهة ، وادخال الأرهابيين من كل انحاء العالم الى الداخل السوري ودعم كل مغرر به لحمل السلاح ضد الدولة الشرعية من جهة اخرى ، فان الأمر ذاته يطبق اليوم على الأرض العراقية ولو بصورة غير مباشرة ،حيث بدى الأمر وكأن داعش قد تعملقت لذاتها وبدون اي دعم خارجي ،وهكذا سقطت المدن العراقية الواحدة بعد الأخرى وبسرعة البرق وكادت ان تسقط بغداد ، التي اصبحت على مرمى حجر ،لولا نداء الجهاد الذي اطلقه السيد السيستاني ،والذي كان مفآجأة غير متوقعة للمخططين .
ان التحديات المفروضة اليوم تؤشر حالة اما ان نكون او لانكون ، فالعدو جرب معنا كل اشكال التحدي الممكنة التي يطمح من خلالها الوصول الى اهدافه في تمزيق العراق والنيل من وحدة ارضه وتحويله الى دويلات قزمية تقاتل بعضها البعض الآخر بمسميات الطائفية والمذهبية .
ان أحدث مبتكرات التحدي هو عصابات داعش والتي ثبت ان نسبة كبيرة من كوادرها عراقيون ،وهذا يعيد الى الأذهان افكار الحروب الأهلية والتقاتل الداخلي .
المؤامرات حقيقة أم وهم :
ورب قائل ينتقد ارجاعنا مانتعرض له من مصائب الى المؤامرات وتدخل الدول الأخرى ، وهذا هو الواقع بعينه ،مضاف له ضعف رد الفعل الداخلي لدينا وانسياقنا وراء مخططاتهم ، ان هذه الدول درست واقعنا الداخلي وحساسياتنا بين بعضنا واستخدمت في ذلك مراكز بحوث ومفكرين وعلى فترات زمنية طويلة للوصول الى هذه الأهداف، وجندت حتى الوسائل الحديثة كوسائل التواصل الأجتماعي لتدعيم الفرقة وبث الكراهية ،وان أكثر ما يضر البيت العراقي هم الأشخاص المحسوبون على العراقيين ولكنهم يعملون لصالح الأجنبي سواء بالفكر والمعلومة أو بالتنفيذ العسكري ،وهم كثر مع الأسف ،والذين همشوا لأسباب عديدة ،منها ضعف العملية السياسية في البلاد ،حيث تلتقي مصالحهم الشخصية مع مصالح الدول المتآمرة وبالتالي يحصل التلاقح بقليل من المال وكثير من الوعود البراقة ويصبحون مهيئون لتنفيذ كل ما يؤمرون به لتخريب العراق !
انهم يشبهون الى حد بعيد ما كان العراقييون يطلقون عليه حرامي البيت ،والذي هو من أهل الدار ويعرف كل صغيرة وكبيرة ولكنه ينقلب تحت نداء الطمع الشخصي فيقوم بسرقة محتوياتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | ضربات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت


.. مراسل الجزيرة: غارة إسرائيلية على منطقة الليلكي في ضاحية بير




.. الجيش الإسرائيلي: نهاجم وسائل قتالية لحزب الله أسفل مبان في


.. عمليات رفع الا?نقاض بعد القصف الا?سراي?يلي على الضاحية الجنو




.. معلومات عن زعيم حزب الله حسن نصرالله