الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة تشتت وتفتت العلوم الانسانية والاجتماعية

محمد احمد الغريب عبدربه

2015 / 5 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العلوم الانسانية والاجتماعية تختلف عن العلوم الطبيعية في عنصر جوهري لا يمكن استبعاده او تركه، ومعرفته قد يكون خطوة ذهبية لحل مشكلة العلوم الانسانية، ولا اقصد هنا التحدث عن العلوم الانسانية او الطبيعية في مضامينهم ولكن دراسة مشكلة العلوم الانسانية في تفتتها وتشتتها وازماتها الرهيبة في عدم وجود ناظم او قانون لها، فكل فكرة في هذه العلوم تطرح يكون حولها كثير من الاختلافات والجدل والنقاشات، فيقال مثلا ان الثقافة لها 150 تعريف، هذا يمثل ازمة ومشكلة جوهرية موجودة منذ ان بدأ العقل في التفلسف .
فالعلوم الطبيعية حولها كثير من الاتفاق ونتائجها تتميز بالدقة وبعكس، وقد يكون هناك اختلافات، ولكن هذه الاختلافات محددة ويتم تجاوزها مع بروز اكشتاف علمي او فكرة علمية تقضي على هذه الاختلافات ولن اخوض في تفاصيل سمات العلوم الطبيعية والعلوم الانسانية .
العلوم الاجتماعية التي تتميز بالتفتيت وعدم تراكم نظري مثل ما هو موجود في العلوم الطبيعية، وذلك لعدد اسباب ان العلوم الانسانية موضوع دراستها الانسان وما حوله وما يخصه وذلك تجسد في ظهور علم اجتماع وفلسفة وثقافة واقتصاد وكل ذلك مشتت لان العلوم الانسانية تسعي الي ادراك ما يتم الادراك به، يعني الجهة التي تملك الادراك والوعي هي التي يتم دراستها ومعرفتها، ام العلوم الطبيعية ليس لها وعي وادراك وليس بها اي توليديه وتلقائيه في ذاتها وانما هي تتغير وتتطور وفق الله وحكمته مثل الكوارث الطبعيية والكشوف الجغرافية ووفق تدخل الانسان فيها، والطبيعة التي محل
دارسة العلوم الطبيعية ليس لها لغة او مشاعر وايضا هذه الطبيعة موجودة وما على الانسان ان يكشتفها ويطور منها فليس هناك اكتشاف علمي وشي علمي يأتي من العدم ومن الفراغ، وقد يكون الانسان يتفق في هذه النقطة لان اول انسان على وجه الارض كان ادم الذي علمه الله الاسماء والعلم، لذلك الانسان ايضا لا يأتي بافكار من نفسه او من عدم او قد يكون هناك انسان يجلس في صحراء ولا يتعلم شئ ولا يتفاعل مع اخر وينتج فكرة، ولفهم ذلك ممكن ان نقوم بتجربة وهو تخيل وجود انسان في مكان لا يتعلم فيه شئ او يأخذ قدر ضئيل من العلم ونترك له المجال لكي يفكر ويبدع نري انه يفكر وقد يطرح افكار واسئلة حول اشياء طبيعية علمية بحتة وقد تقل الاسئلة حوله يعني اسئلة تتعلق بالعلوم الانسانية، وقد لا يطرح اي اسئلة بخصوص ذلك، وذلك اقرب من ظهور العلوم الانسانية، فكان عندما يطرح الانسان اسئلة حول الله وحول المعرفة كانت ترتبط بالعلوم الطبيعية وكان لها تفسيرات طبيعية مثل المدرسة الذرية والمدراس الطبيعية وذلك يتعلق بالفلسفة اليونانية .

واما الانسان له مكنون وفضاء داخلي ولديه وعي وادراك لما حوله، وذلك يعني انه يحاول يعمل في حلقة مفرغة .
فادراك الادراك به نقص اكيد ومشتت، اما ادراك ما ليس له ادراك ووعي ممكن وليس مشتت، ووعي الوعي به نقص ايضا ومشتت، اما وعي الوعي قد يكون محكم وغير مشتت، وذلك يعني ان العلوم الانسانية بها انقطاعات معرفية رهيبة وليست هينة وسهلة وذلك ما اكده ميشيل فوكو، ولحل هذه المشكلة يحتاج الي انفاق اموال مثل ما تنفق على العلوم الطبيعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس