الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتور محمد حسين هيكل باشا: شخصية من مصر

محفوظ أبوكيلة

2015 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


محمد حسين هيكل (20أغسطس 1888 - 8 ديسمنر1956) شاعر وروائى وكاتب وصحفى ومؤرخ وسياسي مصري، ولد في قرية كفر غنام مركز السنبلاوين، بمحافظة الدقهلية. وككل أبناء عصره التحق بكتاب القرية ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة ويحفظ القرآن. وانتقل إلى القاهرة ليتم تعليمه الابتدائي فى مدرسة الجمالية، ثم المدرسة الخديوية الثانوية، وبعدها التحق بكلية الحقوق الخديوية. ومن جامعة السوربون بباريس نال الدكتوراه فى الإقتصاد وعلوم السياسة عام 1912. وبعد عودته عمل بالمحاماة والصحافة قبل أن ينتقل للتدريس فى مدرسة الحقوق المصرية.. تزوج الدكتور هيكل من السيدة عزيزة رضا ابنة المستشار عبدالرحمن باشا رضا. وكانت سيدة معروفة فى مجال العمل الاجتماعي من خلال جمعية هدى شعراوى واتحاد النساء المصري ورابطة الإصلاح الاجتماعي. وقد أنجب منها خمس بنات منهن باحثة الآثار المعروفة د. فايزة هيكل، وابنان هما د. حسين هيكل وهو مهندس مقيم فى المانيا،والثانى هو المحامى أحمد هيكل.
تأثربأفكار الشيخ محمد عبده وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد. فى مجال الأدب سجل له التاريخ أنه صاحب أول رواية عربية حديثة عندما كتب روايته الأولى "زينب" التى جاءت من رحم الريف المصري. وقد اعتبر النقاد تلك الرواية هى البداية الرسمية للإبداع الروائى المصري والعربي بالمفهوم الحديث لفن الرواية. كما كانت "زينب" أول رواية مصرية تتحول إلى فيلم سينمائى عام 1928.
وسجل التاريخ دوره ككاتب وصحفى ومفكر، فعندما تولى رئاسة تحرير جريدة السياسة الأسبوعية ، التى أنشأها حزب الأحرار الدستوريين، مارس من خلالها دوره ككاتب وسياسي حر، وقد كان من أشد المدافعين عن الشيخ على عبدالرازق الذى تعرض لحملة تكفيرية ظالمة عندما أصدر كتابه "الإسلام وأصول الحكم" الذى فند فيه فكرة الخلافة الإسلامية كنظام حكم. كما خاض د. هيكل العديد من المعارك مدافعا عن حرية الصحافة.. ومدافعا شرسا عن الحريات. ففى عام 1924 كتب د. هيكل سلسلة مقالات هاجم فيها سعد باشا زغلول، رئيس مجلس الوزراء آنذاك، ، فتقدم سعد باشا ببلاغ إلى النائب العام وقدم د. هيكل لمحكمة الجنايات متهما بإهانة رئيس مجلس الوزراء. وفى جلسة المحاكمة فى عام 1924 ، استهل توفيق دوس باشا محامى هيكل يوم المحاكمة دفاعه قائلا "تركت مأتم أخى لأحضر مأتم الحرية"، وحكمت المحكمة ببراءة هيكل، وجاء فى حيثيات الحكم أنه مادام تعرض سعد باشا للعمل العام فعليه أن يتحمل النقد، ومن حق الصحفي أن يهاجم الحاكم..
وفى مجال الكتابة والتأريخ كان رائدا فى كتابة السيرة النبوية وحياة الخلفاء الراشدين. باذلا جهد غير مسبوق لإخضاع السيرة للمنهج العلمى الحديث محاولا تخليصها من الخرافات والإفترآت، بمنهج موضوعى من منظور جديد يجمع بين التحليل العميق، والأسلوب الشيق. وذكر كثير من النقاد أن د.هيكل لم يجد تعارض بين عقيدتة وفكره الإسلامي من جهة وإيمانه بالفكر الليبرالى الحر من جهة أخرى. وقد عبر عن ذلك الموقف من خلال كتاباته المتفردة. كما قام د. هيكل بتوثيق الأحداث السياسية التى شهدتها مصر منذ مطلع القرن الماضي وحتى قيام ثورة يوليو 1952، فى كتابه "مذكرات فى السياسة المصرية"، الذي صدر منه جزء فى حياته، وظهر الجزء الثانى بعد رحيله أما الجزء الثالث فقد قام إبنه أحمد هيكل بجمعه ونشره بعد رحيله بفترة.
وكان رجل سياسة من طراز متميز، اعترك الحياة السياسية منذ سنوات حياته المبكرة فقد اختيرعضوًا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، واختير وزيرًا للمعارف في ثلاث وزارات، الوزارة الأولى التي شكلها محمد محمود عام 1938، وعاد وزيرًا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940 في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942، ثم عاد وتولاها مرة أخرى في عام 1944، وأضيفت إليه وزارة الشؤن الاجتماعية سنة 1945. اختير سنة 1941 نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943، وظلَّ رئيسًا له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952. تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945 وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950 وقد انتخب فى عام 1947 عضوا فى الاتحاد البرلمانى الدولى ومن خلاله قام بتأسيس "الاتحاد البرلماني العربى. تولى تمثيل مصرفي التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة. وقد أمضى السنوات الأخيرة من حياته متفرغا للكتابة حتى وفاته فى ديسمبر 1956 حيث توقف عن ممارسة العمل الصحفى والسياسى بعد أن تم حل الأحزاب وتعطيل الصحف بعد ثورة يوليو.1952
.وقد كان بارعا متميزا فى كل مجال عمل به. و مر تطوره الفكري بمراحل متعددة، متنقلا مابين القيم والأفكار الليبرالية الغربية، والهوية الفرعونية والإنتماء الإسلامى، إلتقت هذه الروافد وأمتزجت، متأثرة بتجربتة الحياتية الثرية وأنصهرت مشكلة فى النهاية سبيكة أسمها دكتور محمد حسين هيكل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال