الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية - اقفاص الرمل (13)

حمودي زيارة

2015 / 5 / 22
الادب والفن


الفصل الخامس
بارتخاء وديع جلست جسومة على حافة النهر الصلدة التي تحزمها ألياف الحشيش والادغال. الحافة كانت متاْكلة ومقعرة من ضربات الموج المتواصلة. وعلى نحو اخاذ تبعث المويجات اللدنة التي يثيرها نزق النهر اصوات شائقة مااْن تمسد نتؤات الجرف. بشئ من الاتقان طرحت وعاء الماء الاسطواني بتاْد على اطراف المشرعة بعد ان غمزته بيدها. اعتادت جسومه في اغلب الاوقات حينما تعاود الرجوع الى النهر, وتجد نفسها بين خطرات النسيم وعبقات الاحراش, ومناظر الافق وهي تزدرد انوار الشمس, بالشروع في الشرود مع خيالاتها والانغمار في نوبة تاْمل وسكون تستمر لوقت ليس بقصير, والانخراط في التحديق في رخاوة وميض الغسق عندما يدب في رذاذ تشاجر الموج, ورائحة الادغال الفاغمة التي تمتد في فضاء شاسع الى نهايات الافق. والقاء البصر بعيدا متمعنة باغوار الارجاء. في ثنايا لحظات التاْمل, نادت فتنة الجالسة على مقربة من جسومة.
- ماذا حدث... اهناك امر يلوذ في جنبات القرية دعاك نسيان القاء السلام؟.
ارتبكت جسومة منتبهه الى فتنة.
- لا فتنة, ولكن التفكير باشاعة تقدم الجيش البريطاني من جهة البصرة تقوض قلبي, وتحيل مشاعري الى اوار لاهب.
ردت فتنة بنبرة تخامرها شفقة.
- لماذا هذا القلق, الله سوف يكون في المرصاد لاننا اناس بسطاء, وانه لا يحرمنا من رحمته, وحتما سوف يكرمنا بجزء من سره لمنازلة الانكليز.
انشرحت قسمات جسومة, وتلاشى الاكتئاب ببسمة عريضة.
- انا اعتقد, بانك كالنهر لا تعكره اردان غسيلنا, فقد اشعلتي مجامر البخور في ظلمة روحي البائسة.
نعيق ضاج اعقب كلام جسومة, صدر من غربان تتنازع على كسرة خبز, تضرعت جسومة ان يكون الفاْل ينطوي على بشارة خير. هرولت فتنة نحو الغربان حاملة نبتة يابسة, ولكن الغربان لم تفزع, وبقيت على مقربة.
***
ما اْن تفشت الظلمة واغتالت خطوط الافق, مالبثت فتنة باْنهاء غسل اواني الفافون, وكذلك جسومة ملئت الوعاء, ثم قفلتا بالرجوع. الجو كان لاسع وهادئ, حمرة الغسق راحت تغور امام قطع الظلام... ودخان الاخصاص يمتزج بالشرار المتطاير, زاحفا على شهقات الهواء المقتضبة, متوغلا في بدايات دجنة الليل. على احراش المسارب, وشساعة الفضاء, واصوات نباح بعيدة, وانثيال خلاب لاوائل انوار القمر, واسراب البق, تفجرت شفتي جسومة.
- فتنة, هل لديك معرفة بالاخبار التي جلبها غنتاب معه من البصرة.
- لا لم اسمع شيئا (تساْلت) اثمة اخبار؟.
- غنتاب قال في المضيف لاهل القرية. بأن الانكليز سوف ياْتون الى قريتنا عاجلا او اَجلا, لانه قد شاهد بعض الجنود الهنود في مشواره الاخير الى البصرة, وانه ساْل احد التجار الذي لديه علاقة وطيدة مع الجندرمة الاتراك, والذي أسر له بأن الباب العالي في تركيا يوجس خيفة من امر الانكليز, وقد اوصاهم ان يكونوا على حذر تام وتاْهب عالي. (وقال غنتاب ايضا) باْن الانكليز افضل مراسا واشد شكيمة من الاتراك, لاْن لديهم سلاح فتاك, ودراية عالية في خوض الحروب.
ردت فتنة بعزيمة حازمة.
- ماذا سوف يرتكب الانكليز اذ اصبحنا تحت براثن سيطرتهم, ما أظنه, باْن ليس ثمة تباين, الانكليز والاتراك, غرباء وكما تعرفين باْن الغريب لا يكترث الا باهله. (واردفت) ماذا فعل لنا الاتراك حتى نرضى بهم, فانهم اوغاد والانكليز حتما سوف يكونون كذلك.
اطبق الصمت على اشداق جسومة, بينما داْب جسمها يميل بغنج, واغراء من ثقل الوعاء, للحظة حتى تفوهت بقلق بعدما اصبحتا على مقربة من اعتاب القرية.
- ما علينا الا انتظار الحقيقة, فاْني خائفة, ولا ادري ماذا سيحدث... فقد قال غنتاب باْن الانكليز ليس لديهم اعراف وقيم متينة تمنعهم من ممارسة الحرام وارتكاب الاثم.
وما اْن لفظت جسومة اخر كلمة تهادت فتنة الى بيتها, مودعة جسومة... شرعت خطوات جسومة, تتشابك على امتداد الطريق تداعب انياط فنارات القمر الناضحة في دربها كمركبة تقودها جياد جامحة, جسومة استاْثرت بقدر فائق من الجمال, تظن باْن الربيع توسلها من زغب غروره, واصر على توردها في مروج الوانه, فقد فاقت بجمالها كل حدود الجمال التي تحف قريتها, حيث كانت تخطر في حطام القرية كنسمة فاغمة الطيب, فتنصرف العيون ترمق تبخترمرورها بذهول اخاذ في دروب القرية.
***
في اركان القرية التي تواجه القمر, يركن بيت اهل جسومة, التي يضمها مع اخيها جاسم وامها بهية, دون ابوها, فقد وافاه الاجل في السنة الماضية نتيجة مرض في معدته, حيث لم تنفعه الاعشاب الطبية التي جلبها له غنتاب.. جسومة تبلغ من العمر قرابة الرابعة عشر حسب تقويم امها, وذلك عندما فاض النهر بعد امطار غزيرة استمرت لاسبوع كامل. ارضهم تقع بالقرب من بيتهم التي يحاذيها جدول ضيق يتفرع من النهر. جاسم القى على عاتقه تعهد الارض وكان يكبر جسومة بثلاث سنوات... وما لبثت جسومة ان دخلت بحبوحة البيت, وقبل ان تطرح الاناء, حتى بادرها جاسم بامتعاض وتوتر:
- لا اريدك ان تتاخري بعد اليوم الى هذا الوقت, فاني اوجس خيفة من قدوم الانكليز, وعلى حسب كلام غنتاب, فانهم سياتون الى مشارف قريتنا في اي لحظة من الان, ونحن هنا في منطقة السلام على مقربة دانية من البصرة, واخاف ان يحدث مكروه (وبشئ من الحزم نظر الى جسومة) عليك ان تجلبي الماء في وضح النهار, كيما لا تتاخري لوقت حلول الظلام.
انبرت الام بهية تترنم بكلمات غضة محاولة ان تبعثر غضبة جاسم:
- ان شاء الله سوف لن يمسنا مكروه, فاستعن بالله, واهل البيت وكل شئ سيكون على مايرام.
ردت جسومة بجدية دون خوف:
- انا لا اثق بغنتاب ولو كلمة, فانه يبالغ ويسهب في رواية الامور, هل نسيتم قصته تلك, بان لديه بيت كبير في البصرة يعتلي ضفاف شط العرب, ريازته اثارت اعجاب الباشا العثماني, وفي الوقت الذي ذهب عليوي اخو فتنة الى اقاربه في البصرة, فقد وجد غنتاب نائم في المسافرخانة وعندما تساْل عليوي عن الامر, رد غنتاب بانه اعياه التعب, والمسافة الى بيته مازالت بعيدة, لذا قرر ان ينام في المسافرخانة.
غرقت قسماتهم في ضحكات عابثة, تلاشت معها خطوط التوتر. وبعد تناول العشاء سوية كالعادة, انصرف جاسم يتأكد من رواح الاغنام والابقار, وقد وضع القليل من الشعير الى حصانه, وخرج بنشاط, يلقي على كتفه مسحاته نحو الارض من اجل ان يردم السواقي التي تتخلل الحقل, وماان خرج جاسم يتفقد الحقل... ذهبت جسومة دون عادتها الى الفراش مبكرة, تنازع سحنات وجهها اللدن, تجاعيد للغيظ والتوجس. فقد اعتادت جسومة ان تجالس امها لوقت طويل قبل الذهاب الى النوم ومساعدتها على طحن الحنطة والرز, ونثر قشات التبن في مرابض البقر والاغنام, وفي الليالي القمراء تجمع جسومة براز البقر, وتهرسه مع عيدان التبن وتعمل منه دوائر المطال. القت جسومة جسدها المكتنز بلمسات غانجة على الفراش... وهوس ضاج لافكار راحت تتشابك في رأسها, نزعت العصابة من رأسها, فبدأ شعرها الكث الفاحم وذوائبه الغارقة بوميض القمر, وعقيصته الريفية اغراء جامح لظلمة الليل, علقت جسومة انظارها في السماء, فاخذت الافكار من جديد تتواتر في ذهنها نتيجة هواجس الخوف التي تسربت الى تفكيرها, وما أن بسط القمر ظلال انواره على اكواخ القرية, وتفشى نباح الكلاب في النواصي, وخيم السكون الحذر, غطت جسومة في نوم هش.
***
وعلى صياح غاضب ومدوي مرددا:
- دخلوا الانكليز الى السلام.
الفجر بداْ ينهض من سباته, وصياح الديوك شنف اسماع القرية... الناس هرعت الى الدروب, تتساقط الاخبار بوجوه كالحة وخائفة... فبرزت توجسات ذلك اليوم تتثاْب بفتور تهادن نوبات الغضب التي توغر الصدور, وبدون شعور, تاْلب اهل القرية في اطراف الحقول لمواجهة الانكليز. مكث الاهالي في المنافذ والممرات, يتربصون طلائع جيش الانكليز. النساء انهمكن بايقاد التنانير, والمواقد لتوفير الاكل والغذاء, التواءات زفير الدخان حامت بشكل غريب حول مدارات القرية, لم تظهر قوات الانكليز في ذلك اليوم... قفل الرجال الى بيوتهم وقد بانت على وجوههم تغضنات التعب والقلق. الحياة ايضا, خبا اوراها تماما في قراره القرية فلم يذهب احد من الرجال لتفقد حقله, ولا حتى امراة الى النهر لجلب الماء, وبفعل الارهاق والاعياء الذين اْلم بالرجال فقد استسلموا الى غطيط النوم مبكرا. وقبيل بزوغ الشمس في اليوم التالي, اطرقت ابصار اهل القرية مذهولة, عند رؤيتهم قوات الانكليز على مسافة قريبة من حدود القرية, ولولت النساء يلطمن الصدور... ويندبن الائمة بكلمات ملئهن الحزن والالم, تكالب الرجال قبالة الانكليز على مبعدة تستطيع ان تميز قسماتهم, استعدادا لمقارعتهم. وعلى اول نفثة ضياء للشمس, تمخض الطريق عن شاب يخطو بتردد الى حيث اهل القرية, وما أن اصبح الشاب على مقربة منهم قال:
- انا مترجم اعمل مع قوات الانكليز (اردف) الانكليز يقولون باننا ليس لدينا اطماع او اغراض وانما اتينا لتحريركم من عبودية الاتراك.
من وسط الجموع التي تنوء بالغضب والجنون, انحسر شيخ مسن, وضج بنبرة واثقة:
- عشنا هنا حياتنا بكل تفاصيلها في ايام القحط او الخير, نعيل انفسنا دون مساعدة احد, ولن نرى الاتراك قط, فما يدعون به الانكليز مجرد مخاتلة, باضافة نحن لدينا اعرافنا التي نحب ان نموت عليها, فلا نريد العون من احد (وبنبرة خفيضة) ارجوك يا ابني ان تشير عليهم بالرجوع, فنحن لا نقبل ان يسودنا غريب.
- الانكليز لا يريدون ان يتفاوضوا, فالارض لهم مادام لديهم القوة, فما يريدون ان لا تتعرضوا لهم وسوف يمنحونكم الامان.
غضب الشيخ راضي ونظر في وجوه الرجال:
- نحن اهل الارض فلنا الحق بالتفاوض, والا ستقوم الحرب بيننا.
تعالت الاصوات ببدأ الحرب, تشوبها اهازيج تأتي من اعماق القرية.
رجع المترجم الى الضابط الانكليزي, وبعد دقائق توجه الى اهالي القرية, وعندما مسدت الخطوة الاخيرة قصارى دربه, لاحت على قسماته امارات الغيظ, ورانت على خطواته حبائل الاحباط, وعند الوصول فغر فاه قائلا:
- قال الضابط, بأن لديكم مهلة ليوم غد, وان لم تنصاعوا لما امرنا به, فسوف نقتحم القرية, وسنعلن الحرب.
وعندما انهى المترجم جملته الاخيرة, اشاح بنظراته بعيدا من غضب ونظرات احتقار اهل القرية له. حوقل الشيخ راضي بشدة, بعد ان زم شفتيه محاولا ان يحبس دمعته قائلا:
- هذا يعني ليس لدينا خيار سوى الانصياع.
جال الشيخ راضي بانظاره في تعابير الوجوه التي تتاْرجح بنار الغضب, ثم صوب عينيه الى جهة المترجم وقال:
- ماهي الاوامر اذن.
رد المترجم بانكسار بدا واضحا:
- الاوامر ان يبقى الجيش هنا في اطراف القرية, لحين استتباب الامر باجلاء الاتراك.
صرخ الشيخ راضي:
- يارب الهمنا الصبر وشئ من القوة لندرأ هذا الخطب, فليس لدينا القدرة لمباراتهم (واضاف) ولكن يا ابني نريد عهدا موثقا بعدم الاعتداء على حقوقنا, وعدم المساس باعرافنا والضمان بوضع اعتبار لنا كوننا نحن اصحاب الارض.
وعندما هم المترجم بالرجوع, امر الشيخ راضي باعطائه حصانه. ركب المترجم الحصان بخجل وتمتم بكلمات يثني بها على الشيخ. رجع المترجم بعد مرور دقائق, وقبل ان يعرض ما في جعبته, غاص في برهة للصمت, وقد اغرورقت عينيه بالدموع:
- لكم ماتريدون, ولكن بشرط.
زعق الشيخ راضي:
- ومازال هنالك شرط... وماالشرط؟.
- الا يتعرض احد بالاساءة على الحامية, او الاعتداء على الجنود.
جذب الشيخ راضي اذيال عباءته, وتنحى موليا الادبار وما ان دار على عقبيه حتى طلب من الجميع ان يكونوا في مضيفه. وحالما استقر الناس في اروقة المضيف عندئذ طفق يتكلم:
- لا اريد على الاطلاق من اي احد ان يبادر, او يقوم بفعل يجلب لنا المتاعب والهوان, والامتناع عن العمل معهم, اريدكم في يقظة تامة, والتحلي بالهدوء, كيما نحافظ على شرفنا, فانا على يقين, بانهم من المحال ان يبقوا في قريتنا, لانهم لا ينتمون لترابها, وليس لديهم جذور تنجيهم من العاصفة, وستتنصل عنهم الافياء والدروب والنخيل.
الايام غارت تتراكم في قرارة الماضي, وبعد مرور زمن ليس بطويل, بدأ الانكليز بالتالف مع سجايا القرية, واصبحوا على معرفة تامة بالناس والطبائع والقيم التي تدجن الحياة في القرية... البعض من الجنود, تعلم بعض من الكلمات العربية, فنشاْ تالف حذر اقرب الى الزوال وضمن مدارات هذا التالف, حاول الانكليز ان يدخلوا في علاقة تبادل او شراء من اهالي القرية, فالانكليز بعثوا الى الشيخ راضي برغبتهم لشراء الحليب واللحم والرز والبيض مقابل اقمشة, وادوات منزلية. لم يرد الشيخ راضي في الحال فقال له:
- سوف تسمع جوابي غدا باذن الله.
وبعد ان استشار الشيخ راضي اهل القرية, كيما يعرف حقيقة ما يعتمل في قراراتهم, وبعد ما اشاح الوقت عن عقاربه لبرهة, قرر الشيخ بالموافقة. استاء غنتاب بشدة بعد اعلان, واخذ ينثر كلماته وشكايته في كل الاسماع, ولكن الغيظ والغل اخذ يتفاقم في جنبات جوانحه, والكلمات لم تعد كافية لاشفاء غليله. كان النهار في اوجه, واوار الحرارة القائظ يخدر الاجساد ويخاتل الظلال, عندما اعزم غنتاب بالذهاب الى الشيخ, كان غبار اقدامه يغمر انفاسه لحظتما طالع مضيف الشيخ, القى السلام باقتضاب عندما ولج في المضيف, وقبيل ملامسه اليته بساط المجلس, فرت الكلمات من اشداقه بنحو مضطرب ومتوتر, قبل ان ياخذ مجلسه, تصرفه كان ارتكاب واضح لمفاهيم والاعراف خدشت كلمات غنتاب اسماع الشيخ عندما قال:
- امر المقايضة مع الانكليز انتهاك فاحش, وافراط مبتذل لدفقات النهر, وحفنات التراب, وشهقات النسيم وسنابل الحنطة, لم يثيرني كساد بضاعتي بقدر الاعتراف بالانكليز.
رد الشيخ بابتسامة ساخرة تلوح على شفتيه.
- انهم يبادلوننا الاشياء بثمن ارخص بفارق كبير من اسعارك.
اجاب غنتاب وقد بداْ بافراد قوامه:
- خوفي, ان لا ياتي يوم وتسلم لهم القرية.
خرج غنتاب من اروقة المضيف, والشرر يتطاير من عينيه. الوجوه تتطلعت واجمة على اثر كلام غنتاب ومن دون ان تعقبها كلمة, وكانما نوبة ناغرة طفحت بها رؤوسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا