الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باسْم السيف وباسم الكوثر

إبراهيم رمزي

2015 / 5 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


باسم السيف، وباسم الكوثر

السيفُ علم الإنسان ما لم يعلم
بالسيف يعانقون الدين فرادى وأفواجا
ولا يستقِيلون منه زرافات ولا وحدانا
ثم لا يعقلون

باسم السماء اللامرقّمة
يستوي الإكراه والطواعية
وتزهر - في عربداتها – الظلامية
مستهينة بأباليس تاريخ البشرية
وهم في ذِلّتهم سادِرون
وللجزاء مؤمِّلون

بالسيف يَذِلّون، يستسلمون، يخنعون
بالسيف يَتّبِعون، يبايعون، يَخضعون،
يُقهرون ولا يفكرون

يهينمون، حين يصبحون، وحين يمسون
يتوهمون، يعتقدون، يسبّحون.
بالتخاريف وبالسيف:
لا يميّزون، ولا يفهمون

بالسيف يملؤون بيت مالنا وهم صاغرون
بالسيف نَسبي من حريمهم البِكر والعَوان
ولا حرجٌ، أيضا، إذا اغتصبنا الصبيان
ثم نقمعهم فيَدينون

نعلق راياتنا على أسيافنا
أو أسيافنا على راياتنا
"فأنظرنا نخبرك اليقينا،
بأنّ السيف يجسّد إنباءَ الكتب"

قريش كانت قمة في التهذيب
نقاشا، حوارا، واقتراحَ تنصيب
أما أنا فأعلن نفسي رائد الترهيب
و"الشورى" لفظ دخيل، غريب

باسم الشريعة اذبحْ وانحرْ
فشانيك هو الأبترْ
باسم السيف، وباسم الكوثر
باسم الجهاد، اقتلْ، واظفرْ:
بالجِنان، وبالسندس الأخضر،
وغلام مقرطق، غير معذَّر
وخوابي من معتّق لا يُسكِر
وحوريات لم يطمثهن مذكَّر
"إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر"

اقرأ باسم ربك الذي خلق
أن السيف يَمحق ما الربّ خلق
هوايتنا الوجء من الوريد إلى الوريد
فاقرأ باسم ربٍّ يمنح الحياة والوجود
أنّنا قذى هذا العصر، وللشيطان جنود
أنّنا الشؤم والإرهاب والدمار والمماتْ
تفوّقنا على كل نذالات الطغاة
سرطاننا يهدم كل الحضارات
فقل ما تشاء:
إنّا نواقض الوضوء، والصلاة، والحياة
لا أمخاخ في جماجمنا سوى العَذِرات
بنتانتها نبدع الإجرام فنونا وصِفات
نخضب الأرجاء نجيعا أرجوانيا معتكر
أشلاءً، جثثاً، رماداً، خرابا، ثمَّ .. ثمَّ نفتخر

لا فتوى ولا كتاب، إلا الوهم المصطنع
لبث الموت والدمار والهلع
لتنفيس الكبت في أسجاف الحلك
وتسويغ الحرق
والسبي والهتك
والذبح والسفك.
جرائم، عنها لا ننثني أو نزدجر
وسْمُ من نشاء بالجحود والفجور
والمروق، والشرك، خير مبرر
فنحن القضاء، ونحن القدر

اقرأ آية السيف وكبّرْ
اقرأ آية السيف ودمّرْ
اقرأ بالسيف وما بقَرْ
اقرأ بالسيف وما بتَرْ
اقرأ بالسيف وما نحَرْ
اقرأ بالسيف إذا السيّاف انفجر
اقرأ أن السيف لا يبقي، لا يذَرْ
اقرأ بالسيف وما خط من السّوَر

اكْرَهِ الحب، وبَشِّرْ بالفناء
وتلذذْ بحقدٍ وقتلٍ وإجلاء
اكبحْ بحمق، ودجل، واعتداء
"شِرْكَ" العقلاء قبْل الجهلاء
وأفِضْ أنهرا من دافقات الدماء

لا عِشْقَ للجمال ولا الرواء
ولا الآمال، ولا الأضواء
لا حلم بالحياة أو بالبهاء
ناويء التعايش والتسامح والإخاءْ
وأجّجْ للسلام محرقة رمضاء
مسبّحا بالتخلف والظلمة العمياء

السلمَ جففْ ينابيعَه
والرعبَ نَمِّ أساطيرَه
وارْو عن ذاك أحاديثه
وضخّمْ لغْوَه وتخاريفه
وخذْ بأحفوريات ردية
لتنسف القيم الإنسانية

زاعِمُ الخلافِ والاختلاف قد كفَر
ونقمة تعُمُّ الأديان واللأديان، وحتى الحَجَر
هذا صحيح الدين عند أعداء البشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE