الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام مرسي وبراءة مبارك

اسلام احمد

2015 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أثار الحكم الذي صدر ضد الرئيس السابق محمد مرسي وعدد من قادة جماعة الإخوان بالإعدام ردود فعل متباينة على المستوى الداخلي والخارجي فبينما رحب به البعض معتبرا أنه القصاص العدل انتقده كثيرون سواء من أنصار الجماعة أو من خارجها ممن يرون أن الحكم أضر بمصلحة مصر وصورتها في الخارج

والحقيقة أن جماعة الإخوان ارتكبت من الجرائم في حق الدولة والشعب ما يجعل قادتها يستحقون الإعدام فعلا إذ تبين عقب ثورة 30 يونيو أنها جماعة عقائدية مغلقة ومتشددة دينيا وليست وسطية ولا معتدلة كما كانوا يدعون , هدفها الوحيد الوصول إلى السلطة والتمكين من مؤسسات الدولة بأي ثمن حتى لو سقط المعبد فوق رؤوس الجميع , والأخطر أنها لا تعمل لمصلحة البلد وإنما لمصلحة الجماعة والتنظيم الدولي للإخوان , أي أن ولاءها في الأساس للجماعة ولجهات خارجية!

والأدهى من كل ذلك أنها تتبنى العنف منهجا للتغيير وهو ما بدا عقب 30 يونيو من خلال العمليات الإرهابية التي قامت بها في مصر انتقاما لعزل مرسي , والتي سبق أن هدد بها بعض قادة الإخوان مثل التصريح الشهير للقيادي الاخواني محمد البلتاجي حين قال :"أن العمليات الإرهابية التي تجري في سيناء ستتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرسي إلى كرسي الحكم" , فضلا عن تصريح القيادي صفوت حجازي حين قال من داخل ميدان رابعة " سيكون هناك عمليات انتقامية لن يتخيلها أحد"! , وهو ما يكشف بشكل واضح عن علاقة الإخوان بالجماعات الإرهابية ويؤكد تبنيها العنف منهجا

إذا أضفنا إلى كل ذلك أن الرئيس السابق محمد مرسي كان قد اعترف بعمالته لحركة حماس حين قال مرة في تصريح عنتري : "أن التخابر مع حركة حماس شرف" , فلا شك أن الحكم عادل وليس فيه أي ظلم للجماعة وقادتها

غير أن المرء لا يستطيع أن يمنع دهشته إزاء حصول مبارك وحبيب العادلي ورموز نظامه على البراءة في كل التهم الموجهة إليهم رغم ارتكابهم جرائم في حق الدولة والشعب لا تقل فداحة عن جرائم الإخوان فقد قام مبارك خلال ثلاثين عاما بتجريف المجتمع المصري سياسيا وفكريا كما تسبب بسياساته الاقتصادية الظالمة والمتحالفة مع رأس المال في إفقار نصف الشعب المصري وإصابة النصف الآخر بالأمراض جراء المبيدات المسرطنة وغيرها , فضلا عما نهبه وأبناؤه من أموال الشعب المصري , ناهيك عن حالات التعذيب التي جرت في عهده في السجون والمعتقلات وقتل المتظاهرين السلميين في 25 يناير! , وهي كلها تهم يستحق مبارك ورجاله بموجبها الإعدام!

ولذلك تبدو المفارقة مدهشة بين حصول مرسي على الإعدام وحصول مبارك على البراءة , وتلقي بظلال من الشك وتضع الكثير من علامات الاستفهام حول مصير العدالة في مصر

غير أن تلك الدهشة قد تزول إذا علمنا أن الوزير الحالي المسئول عن (العدل) أحمد الزند يرى أن القضاة هم السادة بينما بقية الشعب عبيد , ولا يرى أحقية لتعيين أحد في مؤسسة القضاء سوى لأبناء القضاة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي