الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة بنائية

أمجد نجم الزيدي

2015 / 5 / 28
الادب والفن


قراءة النص الفائز الثالث في مسابقة البيت الثقافي في ذي قارللقصة القصيرة جداً
المسابقة رقم (12)
بقلم الناقد: أمجد نجم الزيدي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طُمُوح / للقاص خلدون السراي
بعد عودته مِن الحرب. وردهُ اِتّصالٌ كانَ ينتظره بشغفٍ.
_مرحبًا.. بعدما ٱ-;-طلعنا على إبداعاتك؛ تم قبولك للمشاركة في مسابقةِ القطر لفنون الرسم التشكيلي، صمت وهمس لزوجتهِ أن تغلق الهاتف؛ ثم أخذ يرنو إلى لَوحاتهِ قبل إن يفقد ذراعيه.
////////////////////////////////////////////////////////
القراءة
///////
من اهم الاهداف التي يسعى اليها النص القصير هي تحقيق التأثير المباغت في القارئ، لهذا فهو يحاول استخدام عدة أليات لتحقيق ذلك التأثير ومنها المفارقة، علاقات التضاد، خيبة التوقع... الى اخره، وكل هذه الاليات ربما ومنها التي ذكرتها توا تعتمد على معادلة بنائية قائمة على طرفين او قاعدتين، يكون الاول بها هو المؤسس الذي يمد سدى السرد ويبني علاقاته، والطرف الاخر هو المعارض، المشكك، الصادم.
ربما يكمن الطرف الاول خلف خطاب النص وربما يكون ظاهرا، فليس معنى كونه خطابا مؤسسا ان يستحوذ على النص، وما نقصده بالتأسيس هو تقديم الارضية التي تقف عليها الحكاية، لذلك فربما يختزلها الخطاب، أو تتسيد النص اي انها تأخذ المساخة الكبيرة لذلك الخطاب، كلا الاحتمالين واردان، لتأتي المفارقة ربما او اي من الاليات التي اوردناه في نهاية النص كصدمة مفاجأة باقل الكلمات.
فلو أخذنا النص القصير (طموح) انموذجا وحللنا مقارباته البنائية والعلاقة بين طرفي هذه المعادلة التي افترضناها وتجسدها بخطاب النص سنلاحظ ان هذا الخطاب قد اختزل زمن الحكاية بظرف الزمان (بعد) والذي يخفي وراءه ظلا للنص، الظرف الزماني المعاكس له وهو (قبل) المضمرة في المتن الحكائي الغائب، وهو الحرب، اذ يقول (بعد عودته من الحرب)، فنلاحظ ان فعل التأسيس قد تم في الماضي، حيث ان المفارقة التي ختم بها النص كانت من فعل ذلك الماضي، والتي يشير اليها ظرف الزمان قبل (يرنو إلى لَوحاتهِ قبل إن يفقد ذراعيه)، ولكن هل تمت المفارقة هنا بالعلاقة بين الطرفين، اذ ان الثانية ربما كانت نتيجة متوقعة للاولى، وهل كان الزمن الحاضر في النص مجرد وسيط بين التأسيس والمفارقة، لا اعتقد ان هذا النص قد قدم الزمن الحاضر بهذه الصورة وانما جعله حلقة لاضمة لكلا الطرفين والتي تؤسس لفعل المفارقة، ليس من خلال فعل الاتصال ولكن القبول (تم قبولك للمشاركة في مسابقةِ القطر لفنون الرسم التشكيلي)، الذي يجسد الفعل الحاضر، اذن فأنا الحاضر لايمثل لنا تأسيسا للمفارقة بل ناتجا لها، أي ان مفارقات حياتنا تتأسس في الماضي، ليكسر فعلها سكونية حاضرنا الذي يتماهى به القارئ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با