الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسبوع الوطني لإحياء الذكرى السنوية الأولى لإجتياح الموصل

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2015 / 6 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



(ملاحظة: سأحاول أن لا أشير لمسميات المكونات العراقية من القوميات أو الأديان والطوائف ، وهي ممارسة شخصية أؤمن بها وأتمنى أن يعمل الجميع على تطبيقها).

ستمر علينا الذكرى السنوية الأولى لإجتياح مدينة الموصل وعدد غير قليل من الأقضية والنواحي والقرى التابعة لمحافظة نينوى وذلك في العاشر من حزيران 2015. الذكرى التي ستحمل معها كماً هائلاً من الذكريات الحزينة والمؤلمة التي لن ينساها ليس العراقيون والعرب فقط بل العالم بأجمعه. وعلى الرغم من أن تلك المنطقة قد شهدت الكثير من الحروب والمأسي وحملات القتل والتهجير والتدمير عبر تأريخها الطويل إلا أن ماحدث لها ولسكانها من أتباع الديانات والمذاهب المختلفة منذ حزيران 2014 فاق في قسوته وإجرامه ماشهدته المنطقة عبر تأريخها الطويل الممتد بعمق التأريخ.
أن محاولة تصوير المشهد الإجرامي الذي تعرضت له مدن وقرى محافظة نينوى وسكانها خلال السنة الأولى منذ إجتياحها من قبل أوباش العصر الحديث المتعطشين للدماء الذين أطلق عليهم مختصر – د.ا.ع.ش. - ، يستدعي ليس فقط جهداً كبيرا من قبل عدد كبير من المؤرخين والمهتمين بتدوين فصول الأحداث بل يحتاج أيضاً إلى أن يكون لهؤلاء قدرات وطاقات كبيرة تؤهلهم للتعامل مع معاناة وآثار وانعكاسات ما مر به سكان المحافظة من قسوة وظلم يصعبان على الوصف، خاصة وأن الجرائم التي ارتكبت كانت بحق جرائم إبادة بشرية وتطهير عرقي وثقافي وحضاري لقطاعات واسعة ومكونات معينة وأتباع ديانات ومذاهب بقصد عنصري وطائفي بحت في وقت تتجه فيه المجتمعات المتحضرة نحو تطبيع العلاقات الإنسانية والبشرية بين الشعوب المنحدرة من قوميات وثقافات حضارية مختلفة لتكون شعوباً جديدة تنحدر من أصول قومية مختلفة تؤمن أو لا تؤمن بأديان ومذاهب متعددة ، تظللها راية حقوق الإنسان والحرية الفردية واحترام الرأي والرأي الاخر ، مجتمعات تعتمد أسس العدالة الإجتماعية والمساواة بين جميع المواطنين ، مجتمعات تطبق مبادئ الديمقراطية بحذافيرها عن قناعة وإيمان وليس عن طريق الإستيراد كما حدث في العراق.
ويعتبر نزوح الآلاف من المواطنين هرباً من بطش المجموعات الإرهابية المتطرفة تاركين خلفهم ممتلكاتهم وحاجياتهم الشخصية وذكرياتهم عن المدن والقرى والقصبات التي ولدوا وترعرعوا فيها بفعل الخوف من القتل أو الذبح إو الإغتصاب جريمة أخرى من الجرائم المرتكبة بحق الطوائف والمكونات العراقية.

وتتشابه الممارسات الإجرامية بين تلك التي مارسها النظام البعثي السابق وبين ما تمارسه اليوم منظمة – د.ا.ع.ش. – وأخواتها من المنظمات الإرهابية ، حتى باتت مسألة التفريق بينهما على درجة من الصعوبة مما يوحي بوضوح أن أغلب الداعشيين هم من منتسبي الجيش العراقي السابق.
أن حل الجيش العراقي والقوات المسلحة العراقية والشرطة وباقي التشكيلات العسكرية من قبل الحاكم المدني بعد إحتلال العراق في 2003 كان بمثابة بداية الإرهاب في العراق خاصة وأن ذلك قد تضمن إلغاء قوانين التجنيد الإجباري كتحصيل حاصل. فجيش عقائدي – سواء بالإيمان أو الإجبار أو الإنتهازية - اصبح بموجب قرار لحاكم أمريكي محتل ، عاطلاً عن العمل وبدون مخصصات ورواتب وبحوزته اسلحة متطورة متنوعة ، خفيفة وثقيلة ، ولديه خبرات عسكرية كبيرة أكتسبها من حروب النظام الديكتاتوري العديدة ، يؤمن بالطائفية وموالياً لنظام تم إسقاطه عن طريق الإحتلال بقرار رئاسي أمريكي ، لم يجد غير الإرهاب – بأنواعه – ممارسة وعملاً يعتاش منه ويحافظ على مستوى المعيشة المرتفع الذي كان الديكتاتور يوفره لأفراده ولعوائلهم. النتيجة الثانية لهذه الممارسة الخاطئة ، ان النظام الجديد الحاكم في العراق أصبح بدون جيش ، وانه لم يحاول إتخاذ أي قرار يهدف لتأسيس جيش عراقي جديد يؤمن بالمواطنة ويعمل من أجل حماية الوطن والمواطنين بإخلاص وطني ، بل أعتمد على ميليشيات متعددة في أشكالها وإنتماءاتها فبات العراق عرضة للخروقات الأمنية التي دفع ثمنها المواطن العراقي غالياً. أن عدم بناء جيش وطني على أسس عسكرية متطورة وبثقافة وطنية موجهة وبعناية ورعاية حكومية متميزة من أجل تعويض النقص وسد الفراغ الذي تسبب به قرار الحاكم المدني الغبي بإمتياز قد أدى إلى تقاعس القيادات العسكرية التي واجهت – د.ا.ع.ش. – وتركها ساحة المعركة مليئة بالأسلحة المتطورة التي جهزتها الولايات المتحدة الأمريكية ليتم الإستيلاء عليها من قبل الإرهابيين وبالتالي إستخدامها من قبلهم للتوسع والتقدم.
وكان للمحاصصة الطائفية الأثر البالغ في إثارة النعرات العنصرية وإشاعة التفرقة بين مجتمع متنوع الثقافات والحضارات كالمجتمع العراقي. إن إستيراد النظام الطائفي العنصري بغرض التطبيق في العراق كان من شأنه تعميق الفجوة التي كانت مستترة بين مكونات الشعب العراقي حتى باتت لغة التسامح والتعاطف تبدو غريبة في مجتمع كان يشهد له بالبنان والوحدة. أن إعادة التأقلم المعيشي والتضامن بين مكونات الشعب العراقي أصبحت مهمة صعبة تضاف على عاتق الأجيال القادمة هذا أن بقي العراق موحداً.
إن دولة عاش على أرضها شعب متعدد الثقافات والحضارات لقرون بعمق التأريخ ، تستحق أن تكون مثالاً للتعايش السلمي والحياة الكريمة وشيوع العدالة والمساواة بين مواطنيها وهذا لن يتأتى عن طريق الإحتلال من قبل دولة خارجية أو بسط نفوذ الطائفية السياسية عليه بل عن طريق قيام دولة دستورية مدنية تضمن السلام والأمان لمواطنيها دون تفضيل على أساس قومي أو ديني أو طائفي أو اي شكل آخر من أشكال المحاصصة.
بعد أيام معدودة ، سيمضي عام على إجتياح أقزام الإرهاب أرض الموصل دون أن تتخذ القوى العالمية العظمى إجراءً على الأقل بمستوى ماقامت به في معركة عاصفة الصحراء الثانية عندما أنهت إحتلال نظام صدام حسين للكويت خلال تسعة أيام فقط في حين يراقب العالم كل العمليات والممارسات الإجرامية الشرسة التي مارسها الإرهاب الداعشي ضد البشر والحجر في العراق دون القيام بعمليات رادعة تنهي الإرهاب الداعشي ، سوى مساهمات مدفوعة الثمن تقوم بها على إستحياء هنا وهناك.

أن دعوة "هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق" لإقامة الأسبوع الوطني لإحياء الذكرى السنوية الأولى لإجتياح الموصل ونازحيه" تحت شعار " من أجل الوحدة والتضامن لتخليص العراق من عصابات داعش والمتعاونين معها " قد جاء في الوقت المناسب خاصة وأن أحزاباً وتيارات سياسية وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية وتقدمية لبت دعوة الهيئة بقوة وإسناد متميزين. ان إنجاح هذه الحملة إعلاميا وميدانيا خاصة من خلال الجاليات العراقية المنتشرة في أغلب دول العالم سيكون له تأثير واضح على الرأي العام العالمي من خلال التحشيد للقيام بفعاليات مختلفة ووقفات إحتجاج وتظاهرات سلمية وعقد ندوات سياسية توضح أبعاد المؤامرة التي يتعرض لها العراق وشعب العراق وكذلك عن طريق كتابة المقالات وبلغات مختلفة حول ماتعرض له العراق وشعبه بكل مكوناته من أتباع الديانات والمذاهب المختلفة.
على الساحة الأسترالية، لبى العديد من الأحزاب والمنظمات والجمعيات دعوة " هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق – فرع أستراليا " للقيام بنشاط جماهيري للتضامن والوحدة بين القوى العراقية الوطنية الخيرة والتي أطلقت عليه أسم " يوم التضامن مع العراق ضد الإرهاب" وشكلت لتنفيذ ذلك " اللجنة العراقية الأسترالية للتضامن مع الشعب العراقي ضد الإرهاب " ضمت ممثلين عن أحزاب ومنظمات مجتمع مدني عراقية متواجدة على الساحة الأسترالية في سيدني.
تحية تقدير وتثمين لمبادرة "هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق" وإلى " اللجنة العليا للحملة الوطنية لتحرير الموصل وبقية مناطق العراق المحتلة" واللجان المتفرعة عنها.

-;--;--;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا