الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتساب أقوى من المواطنة

نور الدين بازين

2005 / 10 / 4
كتابات ساخرة


يبدو أن الحملة الشرسة التي ينتهجها بعض الطفيليين والتي تستهدف بلادنا، يبدو أنها وضحت وبالملموس واقع حال سياسة متردية وهشة، تتخبط فيه هذه الجهات المعادية لوحدتنا الترابية، وأكدت سلوكياتها الصبيانية أن واقع سياستها التي لم تتأثر بالمتغيرات المناخية للعالم، أنها واقعة لا محالة في وحل مستنقع الأيام وزبالة عفونة التاريخ، وان الانتصار هو حليف كل الشعوب التواقة إلى مستقبل جميل، يعلو فيه المنطق والاحترام المتبادل والإحساس بالمسؤولية ويخبو فيه الحقد الدفين والمرض النفسي للزعامة والأنانية. ويبدو أن زميلنا مدير تحرير جريدة الصحراء المغربية، والمعتقل السابق الحقوق امحرزني تنبها قبليا إلى ضرورة إشعار المجتمع المدني بكل شرائحه واتجاهاته السياسية والفكرية، بتوكيد إحياء هذا الشعور النبيل من خصيصتنا التاريخية والنسبية، التي تضع من ضمن أولويتها أحقية التماهي في الانتماء لمواطنة حقة وصريحة. ولهذا كان الزميلان المذكوران سالفا يدعوان إلى عقد ميثاق المواطنة، توسع من مدارك الهوية ويضطلع بمهام جسام، هي الرابط بين الذات والوجود، ككيان متوحد لمواطنة ناصحة ورشيدة.
والجلي في الأمر أن فكر الاستعمار والقائمون على سياسته، والذين يتقوتون بمنهجياته مثل مصاص الدماء، يبدو أنهم ضاقوا بفكر الانفتاح والتحرر والتطور الذي صار يؤمن به بعض أبناء هذا الوطن، في الداخل و الخارج، وأشاعوا الحقد والانتقام الدفينين عن طريق استعمال أدوات الجبناء والرعاديد في تمرير سياساتهم المريضة، حيث كان التناقض صارخا بين التصريحات وبين نيل المكاسب.
وضمن هذا الإطار، يبدو أن حظ هذا الوطن حظ غير سعيد، وإذا حضرنا تاريخ أعدائه والذين يقفون اليوم ضد مصالح أبنائه، ليدعونا إلى مراجعة انتماء هؤلاء الأعداء، لوجدنا أنهم مغاربة 100%، فمثلا عبد العزيز المراكشي فهو مغربي ابن مدينة مراكش، إضافة عبد العزيز بوتفليقة المغربي ابن مدينة وجدة، والقاسم المشترك بينهما هو الاسم الشخصي ( عبد العزيز).. ومن هذا الفعل الإجرامي الذي اعتنقه الخونة، والذين لم يعطوا حق مغربيتهم أحقيتها المقدسة وتجلياتها العقائدية، لا يسعنا إلا الاشمئزاز منهما ومن أفعالهما القبيحة ومن تنكرهما لوطنهم المغرب.
وفي ضوء إشكالية مصطلح( المواطنة)، التي أضحت جوانبها السلبية بادية من خلال أفعال طائشة لشرذمة عاثت في الأرض فسادا، وعانينا معها الأمرين، فقد لزب علينا إعادة النظر باعتبار صياغة قراءة جديدة في مفهوم المواطنة، من اجل كشف محدودية هذا المصطلح المتجاوز، عن قرب من خلال هاتين الشخصيتين السالف الذكر، وذلك بتركيب أسئلة آنية تخص تراكيب مجتمع المواطنة، و وضع مقاربة لاستعاب هذا المصطلح وتجاوزه إلى مصطلح عميق يدعى فكر مجتمع الانتساب، وهذا ما عبر عنه شعبنا بالخارج أمام سفارات الجزائر عن طريق احتجاج مشروع ومنظم إضافة إلى الوقفة التاريخية للمواطنين بمطار مدينة العيون أمام طائرة تقل رهطا من الأسبان الأغبياء. ومن هذه الصور تكون حكمة الانتساب إلى الوطن هو انتساب إلى التراب وإلى الهواء وإلى التاريخ والحضارة وحتى وإن غادر هؤلاء المواطنين المغرب فإن المغرب لم يغادرهم، حيث سرى في دمهم ولبوا نداء الانتساب من دون أي خلفية تذكر وصاروا حماة الوطن بدون مقابل، فالجسد حينما يتعب أحد أعضائه ويصيبه ضرر، فقد ترى جميع أعضائه تشتكي، لأن انتساب الأعضاء إلى الجسد أقوى من توطينها وزرعها.
و لا يسعني إلى أن أعيد ما قالته مجموعة لمشاهب في أغنية ( الخوت):
الخوت لزمان ظنتهم / حاجة أبنادم
كيف جرونا ما نستهل / قدام لحاكم
ياك ضربونا بنكران / وألف شاهد عالم / والعالم كل عالم.
ما فكر فيام شلى / قضيناها في ذل حباب
وزعنا ف جنان غلى / واقسمنا بنا لطاب
وحنا زادنا صبر / وهم ف ضد والنكير
عرفناهم قلوب لحجر / في ظلهم ما يكر خير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا