الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بين المطرقة و السندان, عشائر الانبار
علي الصراف
2015 / 6 / 6مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان ايقن (داعش) ان المعركة اصبحت اليوم محسومة لصالح " العراقيين " حصرا و تكاتف جميع العراقيين لدحر تلك الفئة المشرذمه , اصبح اليوم يفكر بطريقة اخرى للتخلص من مناصريه , اي انه يهيئهم حتى يكونون قربان و كبش فداء بدلا عنه .
ليس الامر بالغريب فعلا , فبعد ان تكون القوات العراقيه على بعد كليومترات قليلة عن مدينتي الرمادي و الفلوجة و التي حوصرت من جميع الجهات , يبادر تنظيم الدولة اليوم باعلان كبش الفداء عن طريق حفنة من شيوخ العشائر التي ما زالت تبايع اي شخص يمس اموالها او منابرها او حتى قطعان اغنامها.
ما هي الا اشهر قليلة حينما اشرف داعش على اعدام العديد من "ابناء العم" من عشيرة البوفهد و ما زال ابناء العم من "الجغايفه" يقاتلون بضراوة في حديثه في حين ان شيوخ الانبار و الفلوجة تبايع و تناصر داعش علننا تحت شعار مؤتمر عشائر تلك المنطقتين .
لا اقف كثيرا عند "التفكير العشائري المحدود" بقدر ما اقف امام داهية "داعش" و العقول الخصبة التي تفكر بطريقة للتخلص منهم باي وسيلة كانت, اليوم هم مناصرون للدولة و غدا عند اقتحام الجيش و الحشد و ابناء العشائر للفلوجة و الرمادي نفس المناصرون سوف يكونون ضحايا تطهير عرقي و مذهبي , نعم هذا ما سوف يحدث تحديدا و بالاخص لما ينشره داعش يوما في صفحات التواصل و المواقع المؤيده له من عمليات قتل و اعدامات ميدانيه تطال مختلف اطياف الشعب العراقي , فلم يميز داعش بين سني و شيعي في عمليات الشنق , و لم تقف العادات العربية و التي يتباها بها الشيوخ نفسهم حينما يقتل جندي عراقي كردي اما احد "مضايفهم" و امام انظارهم , لم تجد قطرة خجل تندى من اي جبين من المجتمعين, داعش اليوم يضع كبش الفداء حينما يكون الحصار من جميع الجهات , فقد افلح بتصوير وجوه جميع المؤيدين له و المبايعين للخلفية المزعوم و افلح جيدا في اخفاء وجوه جنوده و مسلحيه.
اذ ان داعش نجح اليوم بتقديم الخونة لابناء الانبار قبل ان يقدمهم لابناء الجيش و الحشد الشعبي , افلح اليوم بتقديمهم علنا للعالم اجمع حتى يقف على حقيقة تلك المشايخ و الذيين بايعو تنظيم الدولة في حين ان عوائلهم و ابناء عمومتهم يقفون في طوابير امام مداخل المحافظات المجاورة تحت حرارة الصيف الحارق, و اخرون يقفون جنب الى جنب مع القوات الامنية بانتظار دخول مدينتهم و تحريرها من داعش.
اجد ان داعش افلح جيدا في تمييز الصديق من العدو و معرفتهم جيدا و معرفة من سوف ينجذب نحو الكفة الاقوى و حينما ايقن ان جميع المشايخ الذيين اجتمع بهم اليوم هم انفسهم من سوف يستنكرون جرائم داعش حينما تستعيد القوات الامنية السيطرة على الانبار بصورة عامة , فلجئ الى تقدميهم كدروع بشرية تغطي عمليات هروبهم اثناء اقتحام الفلوجة و الانبار, فلم يقف تمدد داعش على حفنة من الشيوخ لم يكن و لن يكن لهم اسم او قاعدة جماهيرية بعد اليوم بقدر ما يهمه اشعال الفتنه الطائفية و التي اصبحت مكشوفة علننا اليوم للجميع .
بصريح العبارة , سقوط "بعض" عشائر الفلوجة و الرمادي فريسة اللعبة السياسية لا يمت الا عن تفكير محدود , تفكير قد لا يتجاوز في افضل الحالات مصالحهم الشخصية , فمن جانب استطاعت حكومة العبادي القضاء على قاعدتهم العشائرية و السياسية بنجاح كبير اذ ان كل المضايقات التي حدث اثناء دخول النازحين الى المحافظات المجاورة يضاف اليها ضعف الامداد و غياب تسليح العشائر لم يكن فقط بسبب انعدام الثقه بين الحكومة و العشائر بل انه اكبر من ذلك اذ هو افضل سبيل لقلب القاعدة العشائرية و الجماهيرية من سكان تلك المحافظات على مشايخهم مما يعزز من انعدام التضاهرات و الانصياع الى شيوخ العشائر و ائمة المساجد مرة اخرى و الذين تركوا المدينة و النازحين , و من جانب اخر فقد سارت داعش على نفس النهج ولكن بطريقة مختلفه بعض الشيء اذ بعد ان بايع "بعض" شيوخ و وجهاء تلك العشائر للتنظيم المتطرف فهي وضع موضع العشائر كبش فداء , اذ في حالة دخول القوات الامنية الى المدينة يستطيع داعش الهروب بوسائل متعدده في حين ان اغلب "المباييعين" لن يستطيعوا ذلك و من هنا تبدئ مرحلة انتهاكات جديده, سوء التفكير و اتخاذ القرار المناسب دفع "ببعض " شيوخ العشائر الى الانصياع الى الجهة المسيطرة .
ليس الموضوع هو بالتنبؤ او ما شابه اذ ان التاريخ يعيد نفسه و ما زال يفعل ذلك الا ان تقع العشائر مصيدة الحكومة و داعش في وقت واحد هذا ما يبعث الخوف و الريبة ليس حول شيوخ العشائر انفسهم ولكن نحو ابناء تلك العشائر و الاضرار التي سوف تلحق بهم جراء افعال مشايخهم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات