الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


4 تصريحات إسرائيلية خطيرة وسياسة عدوانية واحدة

محمد بركة

2015 / 6 / 7
القضية الفلسطينية


إزاء حقيقة سقوط اشتراط إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة كمقدمة للتفاوض بين إسرائيل وم.ت.ف، وذلك بعد أن رفضته القيادة الفلسطينية بشكل قاطع، وبعد أن لم تتبنَّ هذا الشرط أية جهة دولية، بما فيها الولايات المتحدة - فإن نتنياهو يريد التلاعب بفكرة التفاوض وفرض شرط جديد، هو أن المقدمة لأي عملية تفاوضية، هو إقرار فلسطيني بشرعية الاستيطان والمستوطنات




صدر في الأيام الأخيرة، عدد من المواقف الإسرائيلية، التي صدرت عن مفاصل هامة في المؤسسة الإسرائيلية السياسية و"الأمنية" والعسكرية. وإذ جمعنا هذه المواقف، تتشكل أمامنا صورة كاملة للسياسة التي ستأخذ بها إسرائيل في المرحلة المقبلة.
نحن لا نتحدث عن تغيير جوهري في الرؤية الاقليمية الاسرائيلية، ولا عن تغيير جوهري في "التعاطي" مع القضية الفلسطينية اسرائيليا، لكن الأمر يحمل دلالات هامة حول أولويات المرحلة المقبلة.
اللافت والمؤسف في آن، أن هذه المواقف- التصريحات، مرّت دون أن تحظى بالاهتمام الذي يناسب خطورتها.
من المعروف ان منصب رئيس الدولة في إسرائيل، هو منصب فخري يفترض أن لا يتدخل الرئيس بالسياسة، لكن الخبرة علمتنا أن رئيس الدولة، يخرج عن مألوف منصبه، ويطلق تصريحات سياسية على فترات متباعدة، بحيث تتحدث الأجهزة الأمنية السرية من حنجرته في واحدة من حالتين: اطلاق تصريح لتمهيد الطريق أمام الحكومة لولوج مسارات جديدة او غير مألوفة، أو لإطلاق تحذير للمستوى السياسي من الدخول في مسار ما.
في اطار هذا الفهم، خرج رئيس دولة إسرائيل رئوفين ريفلين بتصريح يبدو للوهلة الأولى خارج سياق الواقع والمواقف الاسرائيلية المعروفة عندما قال، إنه لا يعارض اجراء مفاوضات مع حركة حماس، مؤكدا "أن هناك مصلحة لإسرائيل وللفلسطينيين في تحسين ظروف حياة سكان قطاع غزة"، (موقع "واينت" الاخباري، 27/ 5/ 2015).
التصريح الثاني، صدر عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لدى لقائه بمسؤولة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني (حسب هآرتس 26/5/2015)، إذ قال، إنه معني باستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، بغية التوصل اولا الى تفاهمات حول حدود الكتل الاستيطانية التي سيجري ضمها الى اسرائيل، في اطار اتفاق "سلام مستقبلي".
التصريح الثالث، صدر عن وزير "الأمن" الإسرائيلي موشيه يعلون، في اطار مقابلة مع إذاعة "راديو دون توقف" الإسرائيلية، يوم 1/6/2015. فقد سألته الصحفية المعروفة رينا ماتسليّح: ألم يحن الوقت لنقوم بما هو أكثر من عبارات التماثل مع المعارضة في سورية؟، فأجاب يعلون قائلا: إسرائيل تقدم دعما انسانيا، بالتنسيق مع قوى ثالثة، ولكن إسرائيل في موقف حساس، لأن تدخلها لصالح أي طرف، قد يضر به، والأمر مفهوم.
وكان التصريح الرابع قد صدر عن نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي يائير غولان، الذي بشّر الاسرائيليين بأن الجيش السوري لم يعد قائما عمليا، والاهمّ قوله: "ان وضعنا من ناحية استراتيجية في الجبهة الشمالية (سورية) هو الافضل من أي وقت مضى (كما ورد في موقع صحيفة "معاريف" الالكتروني، يوم 1/6/2015).
إن التصريحات آنفة الذكر تحمل الدلالات التالية:

1- اسرائيل تريد تعميق الفصل والانقسام السياسي الفلسطيني بين الضفة وغزة، مستغلة العوامل التالية:
أ‌- تعثر انجاز المصالحة الفلسطينية.
ب‌- الكارثة الانسانية الفظيعة التي ولّدتها اسرائيل في القطاع.
ج‌- الانسداد في العلاقة بين حماس ومصر.
د‌- استعداد حماس المعلن للتوصل الى اتفاق مؤقت طويل الأمد.
لذلك، فإن إسرائيل تراهن على مفاوضات مباشرة، أو عبر وسطاء، مع حماس "للتوصل" الى تثبيت الانقسام، وضمان "الأمن" الاسرائيلي (هل تحمل زيارة وزير الخارجية الألماني الى غزة قبل يومين دلالة ما؟).
2- بات واضحا سقوط اشتراط إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة كمقدمة للتفاوض بين إسرائيل وم.ت.ف، وذلك بعد أن رفضته القيادة الفلسطينية بشكل قاطع، وبعد أن لم تتبنَّ هذا الشرط أية جهة دولية، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.
إزاء هذه الحقيقة، فإن نتنياهو يريد التلاعب بفكرة التفاوض وفرض شرط جديد، هو أن المقدمة لأي عملية تفاوضية، هو إقرار فلسطيني بشرعية الاستيطان والمستوطنات.
واضح انه في الشرط السابق (يهودية الدولة)، وفي الشرط الجديد (حدود المستوطنات)، فإن هدف نتنياهو هو اجهاض أية مفاوضات تستند الى الشرعية الدولية، وخاصة بعد اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة (غير عضو) في حدود 1967، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فرض مرجعيات اسرائيلية صهيونية تمهد أمامه الطريق لاستعادة شعار "أرض اسرائيل الكاملة"، الذي سقط في حينه لمجرد توقيع اتفاقيات أوسلو.
3- تواصل إسرائيل تدخلها الخفي غالبا، والسافر أحيانا، في الحالة العربية (سورية والعراق واليمن وغيرها)، لفرض أجندة جديدة، تجنبها أية ضغوط لحل القضية الفلسطينية، من ناحية، ومن ناحية أخرى، المساهمة في تفكيك الدولة العربية الوطنية ، وتحويل الوطن العربي الى دويلات مذهبية او قبلية متصارعة.
4- هذا التفكيك هو بمثابة ربح صاف لإسرائيل في اربعة محاور:
أ‌- صرف النظر عن القضية الأساس في المنطقة، وهي القضية الفلسطينية.
ب‌- تحويل إسرائيل الى شريك "شرعي ومُعْلن"، للرجعيات العربية الموالية لأميركا في مواضيع مختلفة ، مثل إيران والارهاب، الأمر الذي لا يتأتى لها، إذا عادت فلسطين لتكون محور الصراع في المنطقة.
ج- تحطيم الجيوش العربية وتفسيخها وارتهانها لولاءات هجينة.
د- وضع موضوع الارهاب و"الخطر الايراني" في رأس السلم لتصوير اسرائيل بأنها الدولة التي تحمي "القيم الغربية" في المنطقة العربية في مقابل داعش، والقاعدة وغيرها.
على ذلك ثمة ضرورة ملحة فلسطينيا واقليميا ودوليا، لفضح السياسة الاسرائيلية العدوانية، وتصعيد الحملة الدولية لفضح حقيقة التحرك الاسرائيلي في ظل حكومة هي الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، ومعاقبة السياسة الاسرائيلية المعادية للسلام والاستقرار والشرعية الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - corrupt ,misfits not leaders
nfares ( 2015 / 6 / 6 - 23:24 )
dear mr . barakah the reason that the israeli declarations and conditions did not get the needed attention from the palestinian leaders because already they have been paid for the settlements on the form of western and gulf states funding and so called technical , police force and intelligence training assistance so they will be able to suppress any protest against the corruption and misfitness of the so called palestinian authority´-or-even a peacefull struggle against the fascist occupiers. since the1940.s our heroic palestinian people with misfit leaders who always allied themselves with fascist regimes{amen alhusseini with facist germany}´-or-with, arab reactionary regimes {fath with saudia arabia and gulf states} ,or with islamic reactionary regimes {hamas with iran,turkey and qattar}.

اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص