الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشوء فكرة الالهة(1)..الاستنتاج الفرويدى

يوسف شوقى مجدى

2015 / 6 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عَبد الانسان عددا هائلا من الالهة و كانت الاولى منها تحمل صفات بشرية انسانية و وصف البشر تلك الالهة فى عدة قوالب منها الشعرى و الفلسفى و المزيج بين الاثنين ، و أخذ مفهوم الالهة يتطور من التعدد الى التوحيد و لكن السؤال هنا.. ماذا كانت البداية ؟! .. كيف اهتدى الانسان الى فكرة وجود القوة العليا القابضة و الحاكمة علي الكون ؟! .. كانت هذه مهمة الكثير من العلماء فى مختلف المجالات نظرا ان ذلك الموضوع "نشوء فكرة الاله" مرتبط بمعظم العلوم فيجب ان يؤخذ فى الاعتبار تاريخ التطور البايولوجى و الاركيولوجية و اخيرا علم النفس و جذب ذلك الموضوع انتباه عالم النفس الشهير "سيجموند فرويد" ..فتحدث فى كتابه "موسي و التوحيد" عن كيفية ظهور فكرة الله بين البشر ، فقام فرويد باستنتاج معتمدا على من سبقوه امثال اتكسون و داروين و روبرتسون سميث ، فقال فيه انه فى سالف الزمان كان البشر منقسمين الى قبائل و جماعات متفرقة و كان لكل جماعة أبا مسئولا عنها و كان ذلك الرجل متجبرا و طاغية ، فكان يفرض شخصيته بالقوة على الجميع ،ناهبا جميع المقدرات الغذائية للقبيلة ، مستعملا فى ذلك العمل المتوحش و تلك الهيمنة المفرطة ، قوته الجبارة العظيمة و من المتوقع ان بعد كل هذا التسلط ان يكون ذلك الاب ذا غيرة شديدة على كل شىءٍ يمتلكه و خصوصا الاناث المقربين اليه (امه و اخوته و بناته) ، فكان يقوم الاب باخصاء ابنائه بسبب تلك الغيرة اللعينة التى تتقد بداخله ، و فى يوم من الايام قام الابناء بثورة على الاب و هبوا هبة رجل واحد فقتلوه و مزقوه تمزيقا ثم قاموا بأكله!.. و لاجل ما يتبقى فى النفوس حتى بعد هزيمة الخوف ، شعرهؤلاء الابناء بذنبٍ شديد ، فقاموا بتمثيل الاب الصريع بحيوانٍ مثل جدى او خروف ليقوموا فى كل سنة بذبحه و أكله و رش دمه وكان يمنع و يحرم اكل ذلك الحيوان فى اى وقت الا فى يوم محدد فى السنة و كان يجب ان يكون ذلك الحيوان بلا عيب او دنس ..و كان الابناء يأكلون ذلك الحيوان ليتشبهوا بالاب و يستدعوا قوته فيحضر فيهم و فى نفس الوقت ، احتفالا بالانتصار العظيم الذى حققه الابناء ، و يرى فرويد ان الختان يمثل طقس الاخصاء الذى كان يقوم به الاب و يظهر الاخصاء مجددا فى أحتفالات الحزن على "الاله ادونيس" بلبنان او كما يحدث فى ايامنا هذه فى ما يفعله الشيعة بأنفسهم حزنا على الحسين(1) و من هنا ..حسب الاستنتاج الفرويدى..جاءت هذه الطقوس القديمة التى كانت تحتوي على قتل الحيوان ثم اكل لحمه و كان هذا الحيوان هو الاله كما فى الحضارات الشرقية ثم تطورت تلك الطقوس حتى تصل بنا ما وصلته فى المسيحية فى طقس العشاء الربانى حيث يأكل المسيحيون الخبز و يشربون النبيذ لتحضر قوة المسيح فيهم فالخبز يرمز لجسد المسيح و النبيذ يرمز لدمه..(الطائفة الاورثوذكسية و هى من اقدم الطوائف تؤمن بعقيدة الاستحالة التى تؤكد تحول النبيذ الى دم و الخبز الى جسد) ، و اصبح الاب صريع متمثلا فى الحيوان و عندما توحدت القبائل لتصبح شعوبا لم يكن من النافع الابقاء علي عبادة اجداد كل قبيلة على الصعيد الدبلوماسى و السياسى لان هذا كان سيُحدث انقساما داخليا يفضى الى نزاع و تعصب فتفرقة !.. و يظهر ذلك جليا فى زمن قريب نسبيا ، حيث اننا نتحدث فى أزمنة سحيقة ، ان النبى محمد (ص) عندما اراد توحيد القبائل العربية قام اولا بتوحيد العقيدة فكانت كل قبيلة انذاك تؤمن بمجموعة من الشفعاء(هم مجموعة من الاشخاص الحقيقيين قاموا بقيادة القبيلة و حققوا امجاد ثم ماتوا فقدسهم اهل القبيلة ) الذين كانوا يمثلوا الوساطة بينهم و بين الالهة فقام النبى محمد(ص) بالغاء الشفعاء ليكون هناك شفيعا واحدا و هو النبى ذاته و الها واحدا و هو الله ..و بهذا ينتهى شرحنا للاستنتاج الفرويدى و سنتحدث فى المقل التالى عن نقد ذلك الاستنتاج و تفنيده.

(1)..الاسطورة و التراث للدكتور سيد القمنى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية