الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق متناثرة في عاصفة هادرة ..

مسَلم الكساسبة

2015 / 6 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فك تشفير الأدمغة :
------------

تشفير الأدمغة "العقول" Minds´-or-Brains Encoding
العقول "الادمغة" المشفرة Encoded Brains´-or-Minds

مصطلح يشير لعمليات حجز الدماغ وحشوه من الصغر لأفكار ومعتقدات توجه طريقة تفكير الانسان ومحاكماته للأمور وحتى سلوكه .. تتحكم به حتى ىخر خياته ويصعب فكاكه منها ومن تاثيرها ..

الكثير من الشعوب تعيش بأدمغة مشفرة فعلا ..ما يحد قدرتها على الإبداع والخلق ..

وهو ما يفسر لنا ربما قدرة تلك الشعوب الاخرى التي تخلو ثقافتها أو على الاقل تقل وتندر ضمنها تلك الشيفرات التي تحشو بها الدماغ وتغلقه على الابتكار والإبداع ...

الثفافة المليئة بالتابوات والمحرمات والمقدسات والمعصومين والمعصومات هي من اهم اجهزة تشفير العقول ، حتى ليتحول المجتمع ذاته بفعل تلك الثقافة الى جهاز هائل لتشفير وإقفال العقول قفلا محكما.

والمجتمع كثير الانتقاد والتدخل في الخصوصيات والعتب واللوم والنق هو بدوره أعقد وأضخم آلة تشفير لأدمغة افراده تحبس قدرات الانسان وتكبله ..

ايضا الاستبداد الناشئ عن تلك الثقافة وتربصه بالعقول هو بدوره آلة اخرى معقدة ولئيمة للتشفير تكبح الدماغ قدرته وتستنزف قواه لتجند تلك القوى إما في خدمتها وما تحشوه به ، او في مجرد محاولته البقاء حيا سليما من الاذى قادرا على توفير مقومات العيش فقط ..

الادمغة المشفرة تستطيع ان تلوم اي شيء او تشك في اي شيء او تبحث عن الخلل في اي مكان إلا الفكر الي يحجزها او يشفرها لصالحه فهو معصوم ومستثنى من اي لوم حتى مجرد التفكير في ان له علاقة بالمشكلة ؟ وهي بحد ذاتها مشكلة ..

وهذا هو اخطر ما في الموضوع ،

انك امام مريض يستثني نهائيا السبب الحقيقي لمرضه ويفكر بكل الاسباب والاحتمالات الاخرى إلا هذا الاحتمال مع انه غالبا ما يكون هو الاحتمال الصح.

ولتقريب الفكرة للذهن اكثر تتذكرون اجهزة الخلوي المشفرة لشركة ما ..حيث لا تعمل إلا على شريحة خاصة بتلك الشركة ؟

مثل ذلك الدماغ المشفر لفكر او معتقد ما هو :

- دماغ يصعب عليه التفكير الحر المرن خارج املاءات واشتراطات ذلك الفكر ..
- دماغ محجوز سلفا لفكرة ما مسكون ومشغول بها ,
- دماغ قبل ان يتقبل فكرة ما يجب أن يعرضها على الشيفرة الموجودة داخله فإذا رفضتها رفضها حتى لو كانت هي الأصح وما في دماغه او ما يقوله له دماغه هو الخطأ .
- دماغ مقولب مسبقا ، اي لديه كليشيهات وقوالب سابقة وأحكام مسبقة على الافكار والأشياء ودون ان يناقشها ، وحتى لو ناقشها فلكي يثبت ان فكرته المسبقة عتها عي الصائبة.

وللتقريب أكثر فالتشفير Encoding مصطلح في هندسة نقل وتحميل البيانات الكترونيا وهو عملية يتم بها تعديل او تغيير نمط الاشارة الاصلية (حزمة المعلومات أو المعطيات الاساسية أيا تكن ) و/او الاشارة الحاملة لتلك لمعلومات ، وقد تتم بعمليات متعاقبة ومكررة لنحصل في النهاية على اشارة قابلة لحمل المعلومات الاصلية ونقلها على خطوط التراسل لمسافات بعيدة ,.

يقابلها عمليات فك التشفير بدورها Decoding وهي عمليات معاكسة للتشفير وتتم عن طريق اجهزة خاصة بواسطتها نستخلص حزمة البيانات الاصلية او نكشف على الاشارة الاصلية ونستعيد منها المعلومات في طرف الاستقبال .

تشفير الادمغة اخطر ما تواجهه الأمم والشعوب سيما مجتمعاتنا . وهو يعني تحميلها وتضمينها بافكار متتالية كلها من شانها أن تمحو وتلغي قدرتها على حمل معلومات وافكار اخرى اصح او ادق أو اجد ...الخ لانها باتت مشغولة لتلك الافكار المسبقة ومحجوزة لها !!

نحن لذلك وبناء عليه ربما نكون بحاجة لـ :

عمل كنترول واسع على عمليات التشفير ،
ثم القيام بعمليات واسعة لفك التشفير وتحرير الادمغة.

الإنسان كائن الخيارات الحرة والفردية :
------------------------

تكمن خطورة الانسان بل وميزته في آن معا في أنه الكائن الحي -الحيوان الوحيد - على أرضنا هذه على الاقل - الذي لديه القدرة أن يعي خياراته جيدا وينتقيها عن قصد وتصور مسبق للنتائج التي ستنشأ عن تلك الخيارات ..

وانه الكائن الحي الوحيد الذي لديه القدرة على الاختيار خارج المألوف وخلافا للقانونين الطبيعي و/او الوضعي وما يعرف بالشرائع السماوية معا او اي منهما على انفراد .. وعن سبق تصور وإدراك لنتائجها ومعانيها ..

فالإنسان مثلا هو الكائن الحي الوحيد الذي ينتحر وهو عارف ماذا يعني ذلك وما هي ألنتائج!

وهو الكائن الوحيد الذي يقترف الجريمة -مثلا ايضا - وهو يعرف تماما ما ذا تعني وما نتائجها عليه وعلى غيره !

وفي الخيارات اللامنطقية او المخالفة لطبيعة الاشياء او للقانون الطبيعي او القانون البشري الموضوع وللقوانين والشرائع الاخرى ..او للمألوف والمتعارف عليه .. فالغريب في الأمر ليس تلك الخيارات اذا بقيت خيارات فردية رغم كونها خارجة عن المألوف والمتوقع أو مرفوضة او مستهجنة من البقية الباقية ، لأن ذلك لا بد أن يوجد دائما ما دمنا امام كائنات منحت القدرة على ذلك ألاختيار... وسيبقى الانسان قادرا على الاختيار والتفكير حتى خارج حدود منظومة الخيارات المتاحة او المتوقعة او المألوفة..بل هو الكائن الوحيد الذي من الصعب ان تتكهن ماذا يقكر به او يختاره .

لكن الغريب هو ان يسعى الانسان الاعلى من الفرد ، أي الانسان المنظم في هيئات او حكومات او ...الخ. لشرعنة تلك الخيارات .. وشرعنة نتائجها ..اي ان يفرضها بقوة القانون و/أو الشرائع بمختلف تصنيفاتها على بقية الناس فيلتمس عذرا لمن ينتحر او يجرم أو يختار ان يعتزل او يغطي وجهه او أي خيار آخر مناف للطبيعة السوية والمنطق ؟ كشرعنة القتل تحت عناوين ولافتات شتى مثلا ..

الامر الاكثر غرابة هو ان تكون لدينا مشاكل وأزمات فادحة ومستحكمة بعضها تخص المجتمعات كلها كمجتمعات بشرية وضمنها أسئلة تخص بقاء النوع البشري ذاته كنوع .. ثم نأتي لنركز اهتمامنا ونتباكى على مشكلة فئة او حقوق جماعة ما من تلك الفئات مثلا .. بينما نهمل مشاكل الناس العاديين والأسوياء وكأننا حللنا كل مشاكل الناس ولم يتبق لدينا إلا ترف تدليل جماعات اجتماعية خاصة ذات خيارات او ميول مختلفة ..

اسئلة يثيرها الواقع الفنتازي لمجتمعاتنا المأزومة والتي تواجه تسونامي حضاري ثقافي عنيف يعصف بكياناتها ومرتكزاتها التي ظلت تؤمن بها قرونا ؟

إتتيان الاصلاح من مؤخرته :
------------------
يعج المجتمع الاردني والأردن شانه في هذا شأن المجتمع العربي كله بالكثير من المشاكل من سياسية واقتصاية وثقافية الى معرفية وعلمية وتقنية .. الخ.

وهي مشكلات خطرة وهامة عدا عن كونها مشكلات وطن بأكمله بل هي مشكلات الشريحة الكبرى من المجتمع بفئاته وطوائفه ومكوناته كلها ، وليس مشكلة فئة ما منه .

وبعلمي ان لم اكن مخطئا لم نسمع من اصدقائنا الامريكان وسفرائهم اي دلو او موقف جاد وواضح تجاه تلك القضايا حتى في اوج حراك الشارع للمطالبة بالإصلاح والتغيير..
هذا عدا عن دورهم في الانقلاب على الثورة ومخرجاتها في العديد من الاقطار العربية ..

فما معنى ان يندفع السفير الامريكي في الاردن وفي الاردن بالذات لمسألة هامشية تتعلق بمن خلقوا بخلل جيني او دماغي يتعلق بتحديد الجندر أو الهوية الجنسوية لهم دونا عن مشكلات وصراخ بقية مكونات المجتمع من الأسوياء ومطالبهم بقضايا ليست خاصة أو جندرية بل وطنية وعامة تشمل كل مكونات المجتمع والدولة بالمناسبة بنا فيها تلك الفئات الخاصة التي تهتم بها السفير ، في حين هناك شعوب بأسرها عاجزة عن تهديد هويتها وانتمائها الوطني والقومي وليس الجندري ، والذي يتم تعليقه على ذرائع شتى .

اننا ننظر لهذا الاهتمام نظرة الريبة بوصفه محاولة لتشويه دعوة ودعاة الاصلاح وإتيان الاصلاح من مؤخرته كما فعل ثوار ليبيا بالقذافي في مشهد لا نستبعد ان يكون مقصودا وموجها .. بل واختزال جهد الاصلاحيين باعتباره سيصب في امورٍ تقف ثقافة المجتمع وقيمه منها موقفا معروفا ، وليقال انظروا هذا ما سيجلبه عليكم هؤلاء الاصلاحيين وهذه بواكيرهم .. وهو ما كان على السفير ان تدركه وتقدره فتتحدث وتهتم بقضايا ارقى واهم تمس شرائح المجتمع كلها لا قضية بيولوجية جينية تتعلق بتشوه فطري او دماغي في مفهوم الهوية الجندرية وليس الوطنية لدى فئة ما من الناس ؟

نرفض هذا التشويه والاختزال للإصلاح والإصلاحيين وإتيان الاصلاح من ذيله ومؤخرته هكذا سواء وعته السفير او لم تعه .. ونتطلع لاهتمام في الجاد من القضايا التي تهم الشرائح الاعظم من الناس لا قضايا هامشية لفئات ليس لها وجود اصلا كفئات مميزة .. وهي امور لا تشكل مشكلا يهدد الدولة والمجتمع كما هي القضايا الاخرى من سياسية واقتصادية وتخلف معرفي تقني ...الخ.

تركيز بؤرة الاهتمام على مسائل هامشية وقشرية وتقديمها على الاصلاح الحقيقي والجاد ، والقفز لما يعتبر من الاعراض والمظاهر الاجتماعية الجانبية للتحديث قبل ان ننجز التحديث نفسه اولا ولمجرد التباهى بمظاهر وقشور الحداثة السلبية دون ان ننجز الحداثة نفسها هو ما من شانه ان يجعلنا مجتمعات بائسة وتثير الشفقة أكثر ..وندفعنا فعلا لنثير الاسئلة حول جدية من يفترض أنهم اصدقائنا واللذين هم المشير الملزم لأنظمتنا -جديتهم في الاهتمام قضايا الاصلاح الحقيقي وليس الاعراض القشرية للإصلاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء