الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام البحيري في عش الدبابير

ياسر يونس
(Yasser Younes)

2015 / 6 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دخل إسلام البحيري عش الدبابير وهو يعلم لا شك ما هو مقدم عليه في مجتمع لرجال الدين فيه سلطة وصلت إلى حد أن الدستور المصري ما كان ليرى النور إلا بموافقتهم وطبعا كانت المادة الثانية في الدستور السابق هي محور تركيزهم لأنها منفذ الإسلام السياسي إلى الحياة السياسية ووسيلته للوصول إلى الحكم مجددا مهما طال الأمد فهم يدركون تماما معنى وجودها في الدستور. وفي هذا المناخ هناك رئيس منتخب بأغلبية كاسحة ولكن في الحالة المصرية لا أحد في مأمن من الإطاحة به فأية أغلبية لا تساوي شيئا إذا غضب الناس وهم فعلوا ذلك من قبل مع الرئيس الإخواني حين شعروا بخطره على كيان الدولة المصرية رغم أنهم هم من أتوا به إلى سدة الحكم. إذا التوازن هنا توازن هش بالفعل ويخشى الرئيس الذي انتخب لإنقاذ كيان الدولة من العصابة الإرهابية التي تسللت إلى الحكم في غفلة من الشعب أن يتهم بمعاداة الإسلام كدين. وهذا عامل من عوامل الاختلاف في أزمة إسلام البحيري عما تعرض له الدكتور سيد القمني والراحل فرج فودة والراحل نصر حامد أبو زيد. ففي حالتهم تعرضوا للتكفير من المتطرفين ولم تفلح القضايا التي رفعت عليهم في إصدار حكم بالسجن وكانت الحالة الخاصة هي الحكم بتفريق الدكتور نصر عن زوجته في سابقة غريبة وشاذة وتثير ألف سؤال لا مجال له هنا. أما إسلام فصدر الحكم بحبسه خمس سنوات من أول جلسة. هذا في زمن كره فيه المصريون جماعات الإسلام السياسي ويطرح ذلك معضلة فكيف في ذروة تغييب عقل المصريين من هذه الجماعات لم يفلح أنصارها في استصدار حكم كهذا واليوم يفلحون؟. أظن أن حالة الخوف من الاتهام بمعاداة النظام للإسلام جعلت من أصدر الحكم مطمئنا وهو يصدره بالرغم من أني لا أعتقد أن النظام تدخل في هذا الحكم على الإطلاق. وهناك عامل آخر مهم هو أن إسلام عبر عن نفسه من خلال برنامج تليفزيوني مخصص له وهو الأمر الذي لم يتح للأساتذة المذكورين بل كان ظهورهم على أية قناة تليفزيونية كضيوف أمرا شبه محظور من باب مزايدة نظام مبارك على الإسلاميين وهي المزايدة التي دفع الوطن وما زال يدفع ثمنها غاليا. إن الظهور التليفزيوني لإسلام كان العامل الأخطر لأن المصريين يحصلون معرفتهم من التليفزيون ويكونون وعيهم منه أيضا وهذه كارثة في حد ذاتها ولكن لا مجال لمناقشتها هنا كي لا نخرج عن الموضوع . فهنا وجد الكهنة والسدنة أنفسم في خطر داهم فملعب الفضائيات كان ملعبهم دون منازع لكن الآن ظهر إسلام البحيري وأصبح كثيرون ينتظرون برنامجه والماء الراكد يتحرك وقد يدخل كتاب آخرون الساحة فتبور بضاعة الكهنة وتتآكل سلطتهم خصوصا مع نفور الناس من الإسلاميين ولو قياسا بذي قبل نتيجة ما فعله بهم الإخوان المسلمون. فالأمر ليس مجرد دفاعهم عن البخاري وابن تيمية وغيرهما ولكن هو دفاع عن أنفسهم. إن إسلام البحيري لم يأت بجديد على الأقل بالنسبة لي فكثير مما قاله موجود في كتابات سابقة للقمني وخليل عبد الكريم وغيرهما. ولكن التليفزيون وما أدراك ما التليفزيون في مصر المحروسة هو ما جعل الهجوم عليه بهذه الشراسة. ويبقى أمر أخير هو أن دعوة السيسي إلى الإصلاح الديني والتي وجهها للأزهر علما بأن الأزهر لا يريد ولا يستطيع القيام بهذا الإصلاح لم تحقق أي شيء ولو شكليا فخشي القائمون على الأزهر إن ترك موضوع إسلام البحيري يمر دون أن يجعلوه عبرة لمن لا يعتبر أن يصير تياره هو القائم على الإصلاح الديني فتكون تلك نهايتهم. وكالعادة لقي إسلام نفس الخسة والنذالة التي وجدها القمني وفودة وأبو زيد ممن يسمون بالنخبة المثقفة ومن الصحفيين والإعلاميين إلا قليلا. عموما نحن في انتظار بقية حلقات القضية لنعرف أين نسير هل إلى دولة مدنية عصرية تقوم على الحرية والعدالة أم إلى نفس الصيغة المباركية التي زايدت على الإسلاميين إلى أن سقطت الدولة وأحيتها 30 يونيو وهي رميم. ولكن السقطة القادمة إن حدثت ستكون الأخيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا زميلي الكاتب
صباح ابراهيم ( 2015 / 6 / 9 - 13:25 )
اسلام البحيري يريد تجميل الاسلام وازالة اسباب الكراهية والخرافات منه والمستوردة حسب ماركة البخاري ومسلم وابن تيمية المسجلة عالميا بالارهاب الاسلامي .

المكياج والتلوين والتزويق يزول بمجرد ان ترش الماء عليه ، لأنه تلميع مزيف لغرض التجميل فقط ، الاساس في القرآن الذي يجب اعادة كتابته من جديد ، وازالة كل آيات التكفير والتحريض على القتل وتشجيع نكاح مثنى وثلاث ورباع وملكات اليمين ورفظ العبودية والرق وبيع النساء ، وعدم التحريض على كراهية الاخر المختلف في الدين ، ونشر المحبة والتسامح والسلام .
انه القرآن المكي فقط هو من يجب البقاء عليه وحذف الايات المدنية .

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53