الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الاسلام السياسي - مسلسل الطريق الوعر

سليم النجار

2005 / 10 / 6
الادب والفن


تقديـــم رؤيــــة دراميــــة لاســـلام القلــــم والفعــــــل الحضـــــاري ........ فاخمــــا زيــــف
القتــــــل العشوائـــــــي .......

" أي" باب الاسلام ... الى القرن الواحد والعشرين ..

وايا ما كان امر باب تطرقه الامه الان ، منفتحا على مستقبل او ملتقا علية ، فالحاصل بالنسبة للامة قد تصبح بداية القرن الواحد والعشرين بتقويم الواقع لا " الروزنامه " إذا تجاسرت الامة العربية واقبلت وقد يصبح عودة الى محطة فاتها القطار .

واذا وقفت الامة العربية وترددت ... ومن ثم انتظرت ما لا يأتي وحدة ابدا .
وفي الانتظار ... مقارنة بالحركة الفاعلة .. شئ من الموت .

ولعل المسلسل الدرامي " الطريق الوعر " يحاول اعادة فتح الابواب ، برؤية درامية ، يلعب هذه المره البصو دورا فاعلا في تنشيط العقل العربي ، الذي تعرض طيلة العقود الاربع الماضية الى هجوم سلفي يقرأ التاريخ العربي الاسلامي قراءة ضيقة ومحدودة جدا . ويصدر الاسلام على غزوات وجثث وسيوف ، ورؤوس تقطع على شاشات الفضائيات في صورة درامية تقترب للهلوسة .

المركز العربي للخدمات البصرية الذي انتج الطريق الوعر لحساب تلفزيون ابو ظبي ادرك اهمية الصورة الدرامية ، وحاول تقديم صورة درامية مغايرة عن الاسلام الحضاري ، الذي انطلق من مكة ولم يتوقف في الاندلس .

المسلسل تدور احداثة في مدينة افتراضية ، عربية من خلال شخصية مراسل صحفي ، يعيش فترة ليست بالقصيرة مع جماعة متطرفة ، تعد العده لعمل تفجيري ضخم ضد احد الاهداف التي حسب اعتقادها معادية ، في المدينة الافتراضية ، او المتخلية اذا صح التعبير .

وليس من باب المصادفه ، ان يختار الكاتب الاردني جمال ابو حمدان صاحب اشهر روايات اردنية ، كان اخرها خيط الدم الصادرة عن دار ازمنه ، ان يختار هذا النمط من الكتابة الدرامية .

فهو اطل على الثقافة الانسانية العالمية ، اطلاله عميقة ومدركة لديمومة الانسان الذي قام كل اخترعاته وابداعاته على قدرتة للتخيل . فمنذ ارسطو في مدينة الناقلة ، وحتى ابن طفيل في حي بني يقظان .

عاش الانسان احلام مفترضة ، لكنها احلام تبعث على الحياة ، لا على قتل الحياة ، كما جاري حاليا باسم الاسلام سواء كان في العراق ، الذي اصبح القتل على الهوية والطائفة ، انة ارهاب عشوائي ، تعزية عقليات مظلمة ، او في افغانستان ، الذي تحول القتل على يد امراء الحرب ، الى تجارة رائجة ، ودائما كان الاسلام شعارهم التخيليلي ، الذي يختبئون خلفة ، من ترويج بضاعتهم !

هذا على صعيد التخيل ، اما اختيار صحفي ، فكأن الامر يتبدى للقارئ ، ان الكاتب جمال ابو حمدان ، يعي جيدا اهمية الاعلام ، وقدرته الفائقة على اختراق العقل ، وقصفها اذا اقتضت الضرورة في ظل هيمنة غبية لا تمت لروح الاسلام بصلة .

وجمال ابو حمدان ، يدرك اهمية حرية الصحافة ، ويحاول تقديم رؤية عربية ،
معتبرا ان حرية الاعلام امتداد لحرية الفكر والاعتقاد كما اكد علية الفكر الاسلامي ، وخاصة عندما . يبرز هذا الفكر الى العالم الخارجي ، وتتجاوز مرحلة الفكر التي يؤمن بها العربي المسلم ، الى اشراك الاخرين في هذه الفكر او العقيدة بعرضها عليهم فحرية الفكر في الاسلام ، هي حركة داخل الانسان يتولد عنها الاعتقاد بفكرة معينة وممارسة هذه الحرية أي التصيير هي التي حاول التأكيد عليها الكاتب جمال ابو حمدان .

وهنا علينا التوقف قليلا او على الأقل يدفعنا كاتب النص الدرامي الطريق الوعر لذلك .
فليس متسفريا ، ان يحترم الفكر العربي .

الإعلام ، ويؤكد على أهمية ، خاصة اذا ما كان هذا الاعلام لعب دورا دراما تيكيا في مجرى التاريخ العربي المعاصر . فمن منا لا يتذكر مجلة "روز اليوسف " عندما كشفت في تحقيق ضخم الفساد فيها عرف بالسلاح الفساد في معركة فلسطين ، عندما خاص الجيش المصري بهذا السلاح معركة امصير العربي . كثير من المؤرخين يعتبرون ان تحقيق زوز اليوسف " ترارة ثورة يوليو التي قادها الضباط الاحرار هذا على صعيد الاعلام . اما على صعيد الفكرة فيدفعنا المكاتب المبدع جمال ابو حمدان للمرة الثانية.

الى تذكر الإضاءات التاريخية في تاريخنا العربي على صعيد حرية المعتقد .
عندما فتح العرب الاوائل بلاد السند والهند احترموا معتقدات الشعوب الهندية ، وتركوا حرية الايمان بالاسلام لمن اراد ولم يقتربوا من التماثيل البوذية ، او معابدها ، كما فعل المتطوقون " الطالبان " عندما هدموا تماثيل بوذا في افغانستان تحت ادعاءات باطلة تم تخليفها باحم الاسلام . شخصية الصحفي في المسلسل الطريق الوعر ، تلعب دورا تنويرا في الكشف عن الظلام الذي يهمين على عقول هؤلاء المتطرفين ، الذين لا يعرفون الا لغة القتل والدمار ، فهذا الصحفي الذي اراد فضحهم وكشف زيفهم ، تحاول هذه الجماعه التخلص منه بطريقة وحشية .

عندما حاولت تلقيم صيارتة . لتفجيرها وتوزيع اشلاءة على المدينة التكون عبارة لمن يصبر . تكن الصدفه هي التي تنفدة ، ويذهب ضحية هذه الصدفة اللعينة . امرأة تستشوه . تكون صديقة زوجة الصحفي ، كما يذهب ثلاثة اطفال شهداء العلم ، كانوا ذاهبين لمدرستهم .

وليست صدقة ان يختار الكاتب جمال ابو حمدان ، هذا الخط الدرامي ، ليؤكد للمرة الثالثة ، ان هؤلاء القتلة لا علاقة لاسلام بهم . فالاسلام الذي كرم الام ، وذكرها في العديد من الاحاديث النبوية الشريف ، مكرما اياه واعتيرها مدخلا شرعيا لاي انسان مسلم للجنة ، واي كانت طائفة هذا الامة .
اما العلم الذي كرمة الاسلام في اعلى مراتبه ، وكان لنا الرسول حلم قدرة حسنة ف ذلك . عندما انتصر على المشركين في غزوة بدر ، وامر عددا منهم ، لم يقتلهم ، بل طلب من الشخلمين منهم ، ان يحلموا المسامين والمسلمات مقابل الافراج عنهم لا كما فعل الطالبان ، في كابول ، عندما اوقفوا التعليم بسبب ان معظم المدرسين من النساء اللواتي لا يستطعن العمل حسب منهم طالبان لذا لاغرابة ان نرى جيل كامل من الاطفال الافغان ينمون دون أي تعليم !

الطريق الوعر ، يفصل تماما بين حضارة القلم التي قام عليها الاسلام وتحلت في صور عديدة ، من ابوزها الخلية العباسي المأمون ، عندما كان يزن الكتاب الذي تم تأليفة من قبل الكتاب العرب المسلمين بالذهب ، وبين من يزن جهله بالقتل والدمار .

ياتي عرض المسلسل في وتس تمر فية امتنا العربية في مرحلة محاض عسير مرحلة انتقالية بين ديموقراطية الفكر والتفكير ، وعدمه القتل ، والارهاب العشوائي ، وهنا لا بد من الاشيارة ، على دور المثقف العربي ، الذي عليه ان يلب دورا تنويريا في هذه المرحله الدقيقة . جمال ابو حمدان من مهينة قدم رؤية مثقف عربي ، مقتنع باهمية دورة لا كما يفعل البعض من المثقفين والمبدعين العرب ، الذين يتباكون على لماضي ، ويعيشون اسرى لة .

كما ان اختيار المخرج شوقي الماجري ، الذي سبق وان قدم المسلسل الكبير الذي لاقى نجاحا كبيرا في رمضان الماضي " شهوزاد " والذي برع ف ابداع زاوية اللاقطة التي تحفز المشاهد ان يتابعه بشوق ، حيث تصبح اللاقمة البصرية عند المخرج شوقي الماجري ، ليس ادهاشنا يصري ن بل تساؤلا لفكرة قادمة ، تدفع المتلقي بالتساؤل ، اد التسنبؤ ، وفي كلا الحالتين ، هما شحذ العقول ، لا تخديرها ، وهذه تحسب للمخرج الماجري .

شكل فريق العمل التمثيي في الطريق الوعر منسوئية عربية رائعة . ع8ى ارغم من عدد الشخصيات الرئيسية ، وشبة الرئيسية والذي اقترب عددهم الى اكثر من مئه شخصية ، ممثلين باكثر من دولة عربية " سوريا ، لبنان ، تونس ، المغرب ، الاردن " حيث يقوم بالبطولة الممثلون : عباس النوري ، باسم ياخور ، غسان معود ، وائل نجم نجاح سكفوني ، هنا نصور وداوود جلاجل ،وهشام الهنيدي .

واخيرا يخضع جمال ابو حمدان نعه الدرامى الطريق الوعر ، لفبية انشتاين للعواطف الانسانية خيرى . السعيد الليل قصيرا لانه سعيد ، ويرى التعسي نفس الليل طويلا جدا لتعاستة ، وابو حمدان لا يعرض هذا التباين في علاقة المحبين بالليل ، بطريقة شكلية بل يوازنة بطريقة روائة رائعة ، على طريقة الروائي الانجليزي الكبير " العقب الحديدية " وهو اسلوب الكتابة الدرامية التي تعنمد تعدد الاصوات التي تأتي متزامنه ، حانعا بذلك نجانسا عموديا بينها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع