الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلام عليكم والحرب علينا

محمد الشريف قاسي

2015 / 6 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



أكثر كلمة تقال وتردد في بلدان العرب والمسلمين صباحا ومساءا ليلا ونهارا ، يرددها الكبير والصغير العالم والجاهل المتدين وغير المتدين النساء والرجال، وتردد في كل الاحوال والحالات في العبادات كالصلاة والمعاملات كاللقاءات والزيارات، وتردد وتقال منذ خمسة عشر (15) قرنا من الزمان.
ورغم ذلك لم تفعل فعلها في الحس المدني والوجداني للفرد والجماعات والمجتمعات الاسلامية والعربية. بل يعمل الجميع وكلهم في حياتهم اليومية والجمعية على نقيضها وعكس مدلولها. بل يعيشون عكس كلمة السلام وبنقيضها تماما، إلا وهو الكراهية والحقد والحرب والقتال المستمر. وليس مع أعدائهم وما أكثر أعدائهم بل مع أنفسهم وفيما بينهم تماما.
لو نقوم بعملية إحصاء لكلمة (السلام عليكم) في العالم أجمع لوجدناها قيلت فيما يسمى بالعالم العربي والاسلامي.
وفي نفس الوقت نقوم بإحصاء عدد القتلى والجرحى واليتامى والارامل حتما تكون في بلدان السلام عليكم هاته.
وبدون عملية احصاء ومن خلال تتبع نشرات الاخبار العالمية نصل الى نفس النتيجة.
وبدون احصاء ومن خلال وضع خريطة العالم على المكتب وتتبع مناطق النزاع والدول التي بها دماء وأشلاء سنصل الى نفس النتيجة، ألا وهي أن الدماء والدموع والألام موجودة حصريا في بلدان السلام عليكم.
لا بأس أن نذكر بعض بلدان السلام التي تعيش فعليا الحرب عليكم ومنها وعلى رأسها العراق، سوريا، اليمن، أفغانستان، باكستان، مصر، السعودية، البحرين، الجزائر، ليبيا، تونس، مالي، السودان، تركيا، لبنان، فلسطين، الاردن، المغرب، فرنسا، أمريكا، موريتانيا، الكويت، الصومال، جيبوتي، نيجيريا إلى غير ذلك من بلدان السلام عليكم.
فأينما تجد كلمة السلام عليكم تتردد كثيرا، يجب أخذ الحيطة والحذر من الحرب عليكم.
قد يقال أن هذه مبالغة وفي كل المجتمعات والدول تقع نزاعات وحروب وليس هذا حكرا على المسلمين والعرب.
نقول نعم كل المجتمعات والامم فيها الخير والشرير الصالح والفاسد لكن لا يوجد فيها من يصدع رأسك عند كل لقاء ومغادرة بالسلام عليكم صباحا ومساءا، ولا يوجد بها من يقدس ويمدح المجرمين والغزاة البغاة الزناة الجباه التاريخيين ولا المعاصرين وبسم الدين والمقدسات، ولا يوجد فيهم من يدع أن دينه دين سلام وانتشر بالسلام وهو حامل للسيف ويؤمن بعقيدة السيف ويسمي ابنه بسيف الاسلام وكلاشنكوف الاسلام ومتفجرات الاسلام ويريد فرض عقيدته ونظامه بقوة السيف كما تفعل داعش وجبهة النصرة والجماعة الاسلامية المسلحة والقاعدة وكتيبة عقبة بن نافع وجيش المجاهدين وأنصار السنة والجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى غير ذلك من اسماء أصحاب السلام عليكم.
ولا تسمع بهذه المفردات ( انتحاري فجر نفسه، انفجار قنبلة موقونة، انفجار سيارة مفخخة، قطع الرؤوس مع صيحات الله أكبر، عشرات ومئات القتلى والمفقودين، جرائم حرب، جرائم ابادة جماعية) إلا في البلدان التي يردد مواطنوها كلمة السلام عليكم حتى يصدعون الرأس ويكرهون الحياة.
هذا حتى يفهم ويعرف لماذا لا أحب التحية بمثل هذه الكلمة (السلام عليكم) وأعوضها دائما بتحية صباح الخير أو مساء الخير فقط، ولماذا لا أرد بوعليكم السلام بل بمساء وصباح الخير فقط. ليس لأنني أكره السلام والمحبة والأمن والأمان ولكنني بسبب كرهي للنفاق ولأنني أحب أن أقول ما افعل لا أن أفعل مالا أقول كما يفعل مجتمع السلام عليكم.
إن السلام المطلوب هو الذي يجب أن نعيشه مع انفسنا وفي انفسنا ومع غيرنا مهما كان هذا الغير، كما علينا أن نعيشه واقعا وفعلا لا باللسان فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح