الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنكسر السقف وننظر فيما وراء أزمة وزارة التربية مع المدرسين في تونس

بلقاسم عمامي

2015 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


منذ التسعينات تقرر أن تُفتك المدرسة العمومية من أحلام "التواقين للفكر والفن والانتماء" وتقرر أن يتم تجهيل الشعوب حتى لا تحسن التصرف في مصائرها وثرواتها وحكمها ومستقبل أجيالها، وتقرر أن تظلّ منجما لتفريخ العمالة البخسة (اليد العاملة) وانتداب الخدم والمهربين والإرهابيين لتأمين "سواعد الزناد ولحم التفجيرات وزرع الرعب والقتل والتوحّش" من أجل "ربح معارك الاستعمارية في قهر الشعوب" وليس ثمة ما هو أنجع من الاستحواذ على التعليم وتوجيهه"...ا

إن المتتبع لمراحل "تأزيم" التعليم العمومي وفتح المجال ل"سلعنة المعرفة" أمام الرأسمال البشع يدرك أننا اليوم في آخر مراحل الإجهاز على المدرسة العمومية (ومعركة الاتفاقات بين الوزارة ونقابات التعليم بكل فروعها تندرج ضمن هذا السياق الذي تعزز منذ أقل من شهر ب"إمضاء اتفاقية شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص" أمضاها رئيس حكومة العمالة والتفقير مع "فصيل الفساد والنهب البوشماوي والرياحي"...ا

إذن، فالمسألة أعمق من مجرد "مطالب لم تتم الاستجابة لها" ولا من مجرد "عجز الدولة على تلبيتها" وليست مرتبطة بوزير أو بغيره من الأسماء، فقط هناك الجريء والناصح في التمهل وهناك الأكثر جرأة والأكثر انضباطا في تسريع المسألة وتهميش المدرسة والمدرسين لحث الناس على تغيير وجهتهم نحو التعليم الخاص (وسنرى سرعة وتيرة بعث المؤسسات التعليمية الخاصة في الخمس سنوات الأخيرة لتحصل الصدمة) وما حلقات التفاوض مع النقابات وخاصة نقابة الأساسي وكل هذا العند في خصي المدرس إلا مهمة "ملحة" ملقاة على عاتق الحكومات المتعاقبة تلقى حرصا في تنفيذها من حكومة "رأسي اليمين الرأس الحداثي والرأس اليميني" بعد ضمان أغلبية مريحة في مجلس "قهر" الشعب أمام معارضة هشة مترددة متخاذلة لدرجة التواطؤ.

لا قدرة لنا ولا نجاح في حماية المدرسة العمومية من سطو الأغنياء على المعرفة والفكر ما لم ندرك الأسس الإيديولوجية لمشروعهم والقاضي ب"ردم التعليم العمومي وتجهيل الأجيال واكتساح مجال المعرفة لمزيد الاستثراء".... فهمتم الآن ماهية الأسئلة الحارقة الواجب طرحها؟ فهمتم الآن الدور الخطير الذي يباشره وزير هذه الحكومة الساقطة؟ فهمتم الآن أنه ما يزال أمامنا الربع ساعة الأخير لإنقاذ المدرسة العمومية وتكسير مشاريع الأغنياء والسماسرة والنهابة؟ فهمتم الآن أن ما "وُضع كسقف" للإصلاح التربوي المزعوم ما هو في حقيقة الواقع إلّا حرف لاهتماماتنا وإبقاء "الراس تحت الزاورة" أي "خط أحمر لا نخوض فيه" وهو "واجب الدولة في تمويل تعليم عمومي تنويري حداثي إنساني يقوم على المعرفة والتفكير والفلسفة والفنون والانتماء لكوكبنا الأرض" وأنه ليس منة أو هبة من أحد....

أن طريق المقاومة يمر من "جبر الدولة على أن تتبنى للمدرسة العمومية وتضمن مجانية التعليم وتغلق سوق السمسرة بالعقول وتوفر الميزانيات الضخمة لإعادة هيكلة المؤسسات التعليمية وتبعث كليات لتكوين المدرسين وتتخير المقاربات الملائمة لذهنية الطفل التونسي وتنفتح على اللغات الحية العالمية وتبني الفضاءات والملاعب وتجهز المكتبات والمخابر وتقر زمن مدرسي يسمح بممارسة الهوايات والفنون...ووو ... ما لم يتوجه جهد النقابات والشباب والأحزاب والمعنيين بالشأن التربوي وفق هذا المنحى، لن يكون هناك إصلاح ولا تعليم و"لنهلل لحلول عهد الجهل والموت والغباء والبله والحمق والنوك"....ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب