الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرة الأحادية والخوف من الآخر عقيدة الضعفاء

محمد الشريف قاسي

2015 / 6 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بمناسبة غلق القنوات الاخبارية اليمنية مثل قناة اليمن تي في وقناة المسيرة الحوثية وقناة اليمن اليوم وقناة الساحات، ومسحها من قنوات النايل سات المصري وبضغط سعودية أمريكي والهدف هو تكميم الافواه وقلب الحقائق نتيجة الخوف من حجية الاخر.
فالنظرة الاحادية للأشياء جعلت من هذه المخلوقات المشوهة تخاف من الاخر المختلف عنها مهما كان هذا الاخر، فهم يخافون من الحقيقة الموجودة عند الاخر كما يخافون ان تظهر للناس. يخافون من الغرب الأوروبي والامريكي، يخافون من الشرق الصيني والياباني والكوري، يخافون من الديانات الاخرى ومن المذاهب الاخرى ومن الفلسفات والافكار الاخرى بل يخافون من الالوان الاخرى، يخافون من النور يعشقون الحياة في الظلام كالخفافيش، يخافون من التنوع الديني والعرقي والمذهبي والسياسي والثقافي والجنسي، يخافون من النساء، يخافون من اليهود والنصارى والبوذيين والملحدين والعلمانيين ووو. يخافون من كل شيء مختلف عن نظرتهم الاحادية للأشياء.
ولا يخاف من ظهور الحق إلا من هو على باطل، كما لا يخاف ضوء الشمس إلا من يكون مصاب بالرمد. فهذه المخلوقات المشوهة تعيش في بيئة منغلقة ومغلوقة تعشش فيها الميكروبات والجراثيم، فهي لا تحب من الخضار إلا نوع واحد ومن الفواكه الا نوع واحد ومن الالوان الا لون واحد ومن الافكار الا فكر واحد ومن الاديان الا دين واحد ومن المذاهب الا مذهب واحد ومن الاحزاب الا حزب واحد ومن الانظمة الا نظام واحد ومن كل شيء لا تحب وتعشق الا واحد، فهي مصابة بمرض الواحدية، فهذه التي سببت لها النظرة الاحادية والخوف من الاخر المختلف عنها، ولذا فهي تعيش في عزلة عن العالم الخارجي وتعشق المستنقعات والاوساط المنغلقة والعفنة مثل مؤخرتها تماما.
وهذه الكائنات المشوهة قد تكون فردا كما تكون جماعة كما قد تكون أمة من الناس.
وهذا الذي فهمه ساسة الغرب من مراكز استخباراته ودراساته لدراسة هذه المجتمعات المسماة عربية واسلامية فعمل على تقسيمها وتفتيتها الى جزيئات مذهبية ودينية وعرقية عنصرية بل الى قبائل وعشائر فأسس لها دول خاصة وجعل من نفسه حاميا لها، مثل قبيلة آل نهيان وآل حمد وآل سعود الى غير ذلك. بل يعملون اليوم الى المزيد من التقسيم والتفتيت الى كائنات مجهرية ان استطاعوا. وبما أن في هذه المجتمعات كل فرد لا يتفاهم ويفهم الاخر بل يعاديه بإمكاننا أن نجعل لكل فرد دولة خاصة به ونجعله في صراع دائم مع غيره وتحت حمايتنا.
فها هو حتى الاسلام الذي صدعوا رؤوسنا منذ خمسة عشر قرنا بأنه يجمعهم ويوحدهم ما زادهم إلا فرقة وتقسيما وبالدليل الشرعي وسنة الرسول الذي بشرهم بأن الدين الذي جاء به سيصبح يوما ما أكثر من ثلاثة وسبعون (73) ديانة وكلهم في النار ومن المغضوب عليهم والضالين، واليوم أصبح والله أعلم مليار ونصف ديانة داخل الاسلام.
وكلهم اتباع للغرب الكافر وبالدليل أيضا لتتبعن سنن وطرق الأمم الاخرى وخاصة الغربية. فها قد اصبح كل مسلم اليوم أمة قائمة لوحده مثل ابراهيم (إنا ابراهيم كان أمة).
وما اجتماع قادة الخليج مع الشيخ اوباما في كامب ديفيد في أمريكا الا مبشر بهذا المصير وما القواعد العسكرية الامريكية في منطقة الحجاز وجزيرة العرب (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب) إلا دليل على ما نقول. وما اجتماع العربان لحرب اليمن (اللهم بارك لنا في يمننا) وتركيع شعبه وتقسيم سوريا والشام (اللهم بارك لنا في شامنا) والاطاحة بالدولة الوطنية فيها الا خدمة جليلة لهذا المخطط. وما دعم بالمقاتلين وتمويل وتموين الارهاب بالفتاوى الوهابية والدعم الاعلامي (الخنزيرة والعبرية والمغاربية وصفا والبصيرة) إلا خدمة لهذ المشروع في تقسيم وتمزيق هذه الدولة المسماة عربية واسلامية. وقد ينتصر في الاخير المشروع الوحدوي للخليفة أبو بكر الثاني في توحيد هذه الجزيئات بنظرته الاحادية الوحدوية بقوة السيف للرؤوس التي أينعت وحان قطافها ليزيد المشهد المسرحي اكثر قتامة ظلامة من جديد.
في انتظار ذلك كله مازالت الرؤوس تقطع والمتفجرات تفرقع والنساء ترمل والاطفال تيتم والعمران يهدم بسم الله أكبر ورايات التوحيد السلفي الوهابي، والذي يكون ضحاياه بالمئات والألاف والملايين من كل الطوائف والاديان والاعراق والجنسيات، ويبعث على نيته الطفل والمرأة والشيخ والحيوان والشجر والحجر والانسان البوذي والهندوسي والمرتد السني والشيعي الرافضي والدرزي والعلوي والصوفي القبوري والاباضي والعلماني والديمقراطي والحزبي والمذهبي والموحد والمثلث والمربع إلى غير ذلك من التهم وحتى لا يبقى على وجه الارض إلا ذلك الملاك المقاتل القوي في سبيل ذلك الإله (الموجود في السماء المتربع على عرشه في وسط خدمه ونسائه) الخائف الضعيف الذي احتقره وأهانه هؤلاء البسر والشجر والحجر والذي من صفاته التلذذ بدماء عبيده في الارض تسير كالوديان وسماع آهات وبكاء الثكالى والجرحى من النساء والشيوخ والولدان ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س