الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال الشوارع بفاس... ملائكة وشياطين

علي بنساعود

2015 / 6 / 17
حقوق الاطفال والشبيبة


أزيد من ألف طفل يجوبون شوارع العاصمة العلمية أغلبهم بدون مأوى


أخيرا، وأنا أمر بشارع الجيش الملكي بفاس، بعد منتصف الليل، شاهدت طفلا، دون الثامنة من عمره، يتحرك بشكل غير طبيعي. توقفت. كان بثياب خفيفة بالية، رغم البرد. ينط، يقفز، ويتشقلب وسط الطريق. يعترض السيارات. يستجديها. وحين تغادر، يتوجه إلى الطوار المقابل، حيث ثلاثة أطفال، حول حاوية أزبال، ينبشون محتوياتها...
بعدها، قفز هذا الطفل على سور فيلا مخربة مهجورة. اختفى لحظة، ثم عاد يواصل اعتراض السيارات...
تساءلت عمن يكون ذاك الطفل؟ ولماذا هو هناك في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟ وما علاقته بالأطفال نابشي القمامة؟ وماذا يفعل في الخرابة؟...

اكتشاف

بعد التحري، اكتشفت أن الطفل واحد من عشرات، بل مئات من "أطفال الشارع". وهم أطفال، لاشك، سيلفتون انتباهك، متى تجولت في فاس. ستجدهم في محطات النقل والحدائق والساحات، بأبواب المقاهي والمطاعم، بالأماكن المهجورة وحول القمامات.
يعيش هؤلاء الأطفال في مجموعات. قد تصادفهم يلعبون ويمرحون. بعضهم يدخن، وبعضهم يضع على أنفه قطعة قماش. كما قد تصادفهم في الشوارع والأسواق، يستجدون الناس ليغدقوا عليهم بعض النقود. وقد تعاين العشرات منهم، في ساحة أو حديقة أو بمدخل عمارة، منهمكين في التدخين أو القمار، في واضحة النهار.
أطفال يعيشون الفصول وتقلباتها، تحت لهيب الحر ووطأة القر، في رحلة سرمدية لا تنتهي إلا لتنطلق من جديد.

واقع مر يسائل الجميع

بدءا، تحفظ "لطفي جُدار"، رئيس لجنة تدبير "مركز أولادي لتكوين وإدماج الأطفال والشباب" بفاس على التسمية الشائعة "أطفال الشارع" واقترح بدلها اسم "الأطفال في وضعية الشارع" لأن الشارع، حسبه، لا أطفال له، ولأن مصطلح "في وضعية" يبرز الحالة الشاذة أو الخاصة لهاته الفئة، على اعتبار أن المكان الطبيعي للطفل هو الأسرة والمدرسة.
وأضاف "لطفي" أن هذه الظاهرة "نوع آخر من أنواع خرق حقوق الطفل التي تشكل خطورة كبرى على حاضره ومستقبله، وعلى المجتمع." وأنها "وصمة عار على جبين مسؤولي المدينة، لأنهم أطفال غير مسؤولين عن أنفسهم، ولأن الدولة هي المسؤولة عنهم".

غياب أرقام رسمية
ليست هناك إحصائيات رسمية عن الأطفال في وضعية الشارع بفاس، ومع ذلك، وبحكم اشتغاله الميداني اليومي، قدر "لطفي جُدار" عددهم بأزيد من ألف طفل بفاس وحدها، موزعين على فئتين اثنتين هما: أطفال الشوارع ذوو المأوى، أي الذين يقضون يومهم في الشارع، ويعودون ليلا إلى بيوتهم، وأطفال الشارع الذين لا مأوى لهم.
ومن جهته، يرى "حميد الخزري" المنسق الجهوي للتعاون الوطني بجهتي فاس بولمان ومكناس تافيلالت، أن عدد الأطفال الذين لا مأوى لهم، بفاس، يتراوح بين ستين (60) ومئة وخمسين (150) طفلا، واعتبر، شأنه شأن لطفي جُدار، أن هذا العدد يزيد وينقص حسب الفصول. إذ ينقص، صيفا، حيث يسافر الأطفال إلى المدن الشاطئية، هاجسهم الهجرة إلى الخارج، ويعودون شتاء. والخطير، حسب "لطفي"، هو أن بفاس أسرا يعيش كل أفرادها في الشارع. يضاف إلى هذا أن بعض الأطفال المتمدرسين يتحولون، خلال العطل إلى أطفال في وضعية الشارع، وهؤلاء مرشحون ليصبحوا أطفالا في وضعية الشارع بدون مأوى.

أغلبية الأطفال من جزام الفقر
يتحدر معظم هؤلاء الأطفال، حسب رئيس لجنة تدبير "مركز أولادي..." مما سماه "حزام الفقر" المحيط بالمدينة، ويتمثل في أحياء: باب فتوح وبن سودة والمسيرة ودوار ريافة وصهريج كناوة والجنانات ولابيطا وديور 45 وحي الأمل وعوينات الحجاج والمدينة القديمة وظهر الخميس وبنزاكور والحي الحسني وزواغة... وحسب المتتبعين، فنادرا ما نجد، ضمن هؤلاء، طفلا من خارج المدينة، وإن حدث يكون مجرد عابر في طريقه نحو مدن الشمال.
وأضاف "لطفي" أن أهم النقط السوداء التي يتجمع بها الأطفال في وضعية الشارع بفاس، هي: المحطة الطرقية ومحطة القطار والمقابر ومطعم ماكدونالد وبرج فاس وشارع الشفشاوني وساحة فلورنس وجوار سينما أمبير وحديقة الريكس وسويقة الإمام علي وجوار القنصلية ومسجد التاجموعتي والسوق المركزي وأمام أغلب مطاعم وسط المدينة، وأنهم يقيمون بعشرات الفيلات المخربة والبيوت المهجورة بوسط المدينة.

معضلة مقلقة

تتباين آراء المواطنين حول الأطفال في وضعية الشارع، لكنها في مجملها نمطية، سلبية وغير متفهمة لظروفهم. سألنا سائق طاكسي عن رأيه فقال: «هاد الشمكارة خنزو البلاد، ما بقا فيها غير هوما...» وقالت امرأة تعليم: "هم ملائكة في طور التحول إلى شياطين". واعتبرت طالبة جامعية أنهم "ضحايا شروط سوسيو اقتصادية ونفسية يجب تقديرها وأخذها بعين الاعتبار". واعتبرهم مستخدم بنكي: "معضلة مقلقة تتهدد البلد، إذا لم يتم إيجاد حل لها، لأنهم سيكبرون في جو مشحون يجعلهم يحقدون على المجتمع وعلى من ينعمون بحياة هانئة سعيدة." واعتبر نادل مقهى "أن الظاهرة نتيجة عدم تحمل الآباء لمسؤولياتهم نحو أسرهم"، ورأى طالب جامعي أنهم "نتاج وضعية اقتصادية متردية، تعرفها الجهة والمدينة أدت إلى الهجرة الداخلية وإفلاس عشرات الوحدات الصناعية"، بينما اعتبرهم محام "تعبيرا عن عجز السياسة الاجتماعية للدولة، وعدم التزامها بتعهداتها في مجال حقوق الطفل، وعدم الأخذ بمصالحه الفضلى في رسم السياسات العمومية..."

وضعية صعبة وكفى!

واعتبرت "زهور الهيشري"، المساعدة الاجتماعية ب"مركز أولادي"، هؤلاء الأطفال "أطفالا في وضعية صعبة وكفى". وأرجعت أسباب هذه الظاهرة إلى الفقر والبطالة والسكن العشوائي والتفكك الأسري، علاوة على الهدر المدرسي والعنف الأبوي وتدني وعي بعض الأسر وانخفاض المستوى الثقافي لأفرادها وقصورهم في التنشئة والتوجيه، ما يجعل الطفل عرضة للانحراف، ناهيك عن غياب المؤسسات الاجتماعية والثقافية التي يمكن أن تتدخل في الوقت المناسب لاحتواء الموقف والحيلولة دون استفحاله وعدم التكفل بالأمهات العازبات وعدم مساعدتهن على الاندماج...

جرعات لتعديل المزاج!!!

جوار محطة القطار، وجدتني أمام مجموعة أطفال، بين الخامسة والثامنة عشرة من أعمارهم، بوجوه شاحبة، وأجسام هزيلة. أطفال هدهم الخوف والضياع. فقدوا نزق الحياة وبراءتها، وشاخوا قبل الأوان. كانوا بعيون غائرة شبه نائمة. في أيديهم أكياس بلاستيكية، باستثناء واحد في يده خرقة سوداء. جميعهم يأخذون أنفاسا عميقة مما بأيديهم، أسأل أكبرهم (ع. ر) عما يفعله. يجيب بلسان مترنح: "تنقاد المزاج". كان الوقت عصرا، وصل أحد أصدقائهم. طلب جرعة. أشار أصغرهم إلى علبة لصاق ملقاة أرضا.
يطلب مني درهمين. أعطيه إياهما. يقصد بائع سجائر بالتقسيط، بالجوار. يعود قائلا: هذه ثاني جرعة هذا اليوم!
للإشارة، فأغلب الأطفال في وضعية الشارع مدمنون يتعاطون، حسب يونس الحنيش، مدير "مركز أولادي"، أرخص أنواع المخدرات وأخطرها ومنها: السلسيون والحشيش والديليو واللصاق والخبز بدخان عوادم السيارات والقرقوبي والكالا وبعض المشروبات الغازية ممزوجة بالكحول، وتحقن في مؤخرة أسفل القدم...
وحين يتعاطى الأطفال للمخدرات، فهم، حسب العارفين، لا يبحثون عن المتعة، بقدر ما يبحثون عن الخلاص من المعاناة والمشاكل. وحسبهم أيضا، فالإدمان هو ما يدفعهم إلى قبول القيام بأي "عمل" مقابل الحصول على مبالغ مالية زهيدة بالكاد تكفيهم للأكل والحصول على جرعتهم اليومية من المخدرات.

البقاء للأقوى

وحسب أحد الأطباء، فضدا على كل المواثيق التي تنص على "حق الطفل في الصحة، بتمكينه من العلاج والدواء إن كان مريضا، ومن الرعاية الصحية الخاصة إن كان معوقا"، فالحالة النفسية لهؤلاء الأطفال، "صعبة جدا"، تتسم بالاضطراب وسوء التوافق والقلق والاكتئاب وعدم احترام الذات ولا تقديرها. وهم يعيشون، حسبه، توترا دائما نتيجة خوف يصاحبهم طوال حياتهم. ويؤمنون بمبدأ "البقاء للأقوى". لذلك، تبدو على بعضهم مظاهر العنف والعدوانية، ويجنحون إلى الاعتداء الجنسي على بعضهم بعضا. والسبب هو ما يمارس عليهم من عنف مادي ونفسي وجنسي واقتصادي.
مصدر طبي آخر أكد لـ"الصباح" أن الوضع الغذائي لهؤلاء الأطفال سيئ للغاية أكثر من أقرانهم الذين يعيشون مع أسرهم، وأنهم يكونون أضعف من الناحية الصحية والعقلية، ما يؤدي إلى تأخر نموهم، وتضاؤل فرص نجاحهم.

شبكات للاستغلال

وأنا جالس، صدفة، بأحد المقاهي، بشارع الجيش الملكي، وقفت شاحنة صغيرة. نزل منها ثلاثة رجال والسائق. تسلق أحدهم جدار الفيلا المهجورة التي سبق أن رأيت الطفل الصغير يتسلق جدارها، وشرع يلقي من فوق الجدار أكياسا بلاستيكية كبيرة وزميلاه يضعانها على ظهر الشاحنة، وكان أطفال صغار يطلون من سطح الخرابة!
حين تحريت في الأمر، اكتشفت أن تلك الأكياس مليئة بما يغنمه الأطفال من حاويات الأزبال. إذ أن هؤلاء الأطفال الملقبين ب"الميخالة" يبحثون عن الأزبال، وينقبون وسطها عما يصلح للبيع، ويصنفونه في أكياس، بعضها خاص بقشور الخضر والفواكه وبقاياها، وتباع للكسابة، لتقديمها علفا لمواشيهم، وبعضها خاص بقطع الكارتون والقنينات الزجاجية، أو البلاستيك أو مخلفات الأجهزة المنزلية أو الملابس البالية... وتباع لتجار المتلاشيات (القجاقلية).
كما اكتشفت أن مجموعات الأطفال في وضعية الشارع تتحكم فيها شبكات يديرها أشخاص كبار يتحركون نهارا وليلا، يتخذون من الخرائب والبيوت المهجورة، وبعضها بأهم شوارع المدينة، (يتخذونها) مقرات لهم ومستودعات لما يجمعه الأطفال من حاويات الأزبال. وفيها، تتم عملية التجميع والتصنيف والتكييس قبل البيع.
وتستغل هذه الشبكات الأطفال بتوجيه كل واحد للقطاع الذي تراه صالحا له، إذ تدفعهم إلى التسول أو بيع المناديل الورقية أو الأكياس البلاستيكية أو بيع الورد، أو تشغلهم ك"ميخالة" ينقبون وسط الأزبال عما يمكن بيعه.
ومعلوم أن لهذه الشبكات هرميتها ومناطق نفوذها وقوانينها الخاصة التي على الأطفال الخضوع لها...

العنف ضد الصغار

إضافة إلى العنف الاقتصادي والنفسي والجنسي الممارس على هؤلاء الأطفال، والذي يقر بوجوده جميع المسؤولين والمعنيين بهذا الملف، يعاني الأطفال من العنف اللفظي والجسدي من قبل المواطنين والأمن الخاص ورجال الأمن أنفسهم. وقد عايننا مجموعة حالات تندرج في هذا الإطار، منها حالة صغيرين، كانا يتقاذفان الحجارة، قرب محطة النقل الحضري. أصابت إحداها حافلة. طارد أحد مراقبي الحافلة الطفل. قبض عليه وأتى به إلى المحطة حاملا إياه من قدميه، بينما تكفل مراقب ثان بقطع قضيب من شجرة، أشبعه به ضربا واصفا إياه ب"الشمكار". كان الطفل يصرخ، والناس متجمهرون يضحكون!
الحالة الثانية، بحديقة محطة القطار، حيث أمر رجل أمن بزي رسمي طفلا بالابتعاد عن "السكتور" فرد عليه الطفل: "أنا غير دايز أشاف" فما كان من رجل الأمن إلا أن ركله ركلة أسقطته أرضا، وانهال عليه سبا وشتما...
واللافت في الحالتين معا هو أن الطفلين لم برهبهما الضرب والشتم، إذ احتجا على تعنيفهما، وتوعدا بالثأر والانتقام، بل إن أولهما احتج على المراقب قائلا: أنا ولد دارنا نت هو "الشمكار"...

احتجاز

نقطة أخرى مثيرة لفت انتباهنا إليها أحد الحقوقيين، مفادها أن السلطات وعوض أن تتحمل مسؤوليتها في حماية هؤلاء الأطفال من العنف والاستغلال والإيذاء، ومحاكمة المتورطين في ذلك، والضرب على أيدي مستغليهم الذين يشتغلون في واضحة النهار، وفي تحد سافر للقوانين، نجدها لا تكتفي بالتفرج بل تتورط هي نفسها في ممارسة العنف على الأطفال، كما عايننا في محطة القطار، وكما صرح لنا أكثر من طفل، بأن بعض رجال الأمن، كثيرا ما يقبضون عليهم، ويسلبونهم ما لديهم من مخدرات وسجائر ونقود، ويعنفونهم، ويخلون سبيلهم.
يضاف إلى هذا، حسب مصدرنا، أن بعض هؤلاء الأطفال قد يأتون أفعالا (سرقات صغيرة، تبادل العنف...) تجعلهم في تماس مع القانون، فيجدون أنفسهم في قبضة الأمن وبعدها في مراكز "احتجاز" تسمى خطأ مراكز "حماية"، ولدى الأمن كما بمراكز الحماية، يتعرضون للعنف، سواء من طرف رجال الأمن أو من ظرف زملائهم النزلاء، أو من قبل المشرفين على المراكز... وهي مراكز، حسب مصادر "الصباح" تفتقر لأبسط شروط الحياة الإنسانية الكريمة، وتعاني من تدني الخدمات ومن الخصاص في كل شيء... ناهيك عما يصدر في حق الأطفال من أحكام، اعتبرتها مصادرنا "قاسية"...

أحلام يقظة
حين سألت "عصام" عن أهم أحلامه، قال دون تفكير "العثور على ماما" قلت: وماذا أيضا؟ قال: وبعدها، تجي الموت يلا بغات...
أما "يوسف" فحلمه أن يهاجر إلى إيطاليا، ويعود بالمال لينقذ والديه وإخوته من "تمارة" التي يعيشون فيها ويشتري لهم بيتا بحي مونفلوري كما فعل ابن جيرانهم مروان.
بينما تمنى "علاء" أن يكبر ويصير قاضيا ليحاكم كل هؤلاء الذين يعتدون على الأطفال...
في حين يحلم "سفيان" بأن يكبر ويشتغل ويتزوج ويكون له أولاد يشتغل من أجلهم، ليرى أبوه كيف يكون الآباء...
أما "منار"، بائعة المناديل الورقية، فحلمها أن تكبر وتعمل عملا محترما، ليس فيه "ضسارة"، وتسكن شقة فيها كل متطلبات الحياة، لترتاح أمها من العمل في بيوت الآخرين.

مشروع حياة لم يكتمل

المشكل مع الأطفال في وضعية الشارع، حسب "لطفي"، هو أن لديهم مشاريع حياة حالمة، ودور "مركز أولادي" نفسي واجتماعي، يتمثل في جعلهم يحلمون بالمشاريع الممكنة، ومساعدتهم على تحقيقها... دورنا بلغة "زهور الهيشري"، هو "فورماطاج" هؤلاء الأطفال، أي هدم مشاريعهم الحالمة لتعذر تحقيقها في الواقع، وجعل مشروعهم ملموسا وقابلا للتحقق، بتمكينهم من تعلم مهنة".
وللإشارة، فلدى "المركز" مشروع حياة حقيقي، حسب "لطفي" هدفه، استقطاب ألأطفال من الشارع، والإنصات إليهم، ودعمهم وأسرهم نفسيا، والعمل من أجل إدماجهم داخل المركز، وتوفير التغذية والمبيت لهم، وإدماج غير المتمدرسين في أقسام التربية غير النظامية داخل المركز، والمنقطعين بالمؤسسات التعليمية العمومية، وتكوينهم، وتمكينهم من حرف تؤهلهم للاندماج مستقبلا في سوق الشغل مع مراعاة عامل السن والبنية الجسدية لكل واحد منهم.
كما نسعى، يقول يونس الحنيش، مدير "مركز أولادي" "إلى محاربة الإدمان لدى الأطفال المدمنين على المخدرات، مع تنظيم أنشطة موازية لفائدة المستفيدين كالمسرح والأعمال اليدوية والرياضة والموسيقى، علاوة على تنظيم مخيمات صيفية".
ومعلوم أن "مركز أولادي" يقع بحي "عين هارون" أحد أكبر الأحياء الشعبية بفاس، ويتوفر على طاقة استيعابية تقارب مائة مستفيد ضمنهم واحد وعشرون (21) مستفيدا يبيتون بمرقده، غير أن هذا العدد كثيرا ما يتم تجاوزه في فصل الشتاء، تجنبا لمخاطر البرد.

المجتمع المدني يدعم مركز أولادي

وأشار لطفي إلى أن ل"مركز أولادي" شراكات مع مندوبية الصحة والمركز الاستشفائي الجامعي والتعاون الوطني والمعهد الثقافي الفرنسي وبعض الشركاء الأجانب... كما أن له شركاء من المجتمع المدني يدعمون بعض أنشطته، وخصوصا بعض المؤسسات التعليمية التي تقوم بحملات لجمع الملابس وتقدمها لأطفال المركز.
وأكد هذا الناشط المدني على وجوب دعم الأسر لتواكب عمل المركز لضمان استمرارية الطفل في برنامج إدماجه حتى لا يعود من حيث أتى، مضيفا أن النشطاء يراهنون على استقطاب الوافدين الجدد على الشارع وأغلبهم أبناء مهاجرين أو راسبون في الامتحانات أو متخاصمون أو خائفون من عقاب أسري... وأكد أن الطفل بهروبه إلى الشارع يسعى إلى ممارسة حرياته البسيطة بأكل ما يريد مثلا، متى يريد، وحيث يريد، ومع من يريد.

صعوبات التأطير

وأكد "جُدار" أن "القطاع الجمعوي العامل في مجال الطفولة، ورغم إسهامه الوازن في التصدي لهذه الظاهرة، يواجه عدة صعوبات، خاصة على مستوى الموارد المادية والبشرية المؤهلة الضرورية والدائمة".
وتساءل رئيس لجنة تدبير "مركز أولادي" عما إذا كان المغرب عاجزا عن تغذية أبنائه، وسبب هذا التساؤل هو ما سماه "شروع الدولة في الاستقالة من مسؤولياتها اتجاه الملفات التي لها علاقة بالشأن الاجتماعي. سيما، يضيف، أن كثيرا من المسؤولين أصبحوا يدعون المجتمع المدني، صراحة، إلى البحث عن ممولين أجانب. على أن دور الأجانب، حسبه، هو المساعدة على حل هذه المعضلة وليس التكفل بها. واستدل على ما يقول ب"تراجع حجم المنح التي كان المركز يحصل عليها من شركائه المغاربة في الجماعات المحلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وباقي المصالح الخارجية المعنية بملف الأطفال في وضعية صعبة، وأكد أن نسبة الانخفاض ناهزت 70 في المائة سنويا!!! وهو انخفاض أثر كثيرا على استقرار النشطاء والمستخدمين العاملين في القطاع وعلى أدائهم ومردوديتهم وعلى تأطير المركز للأطفال. إذ أصبح أغلب المستخدمين لا يتقاضون رواتبهم في وقتها، بل توقف المركز، حسبه، أكثر من مرة، عن أداء أجور مستخدميه، لانعدام الإمكانيات، مضيفا أنه لولا المنح الملكية التي يحصلون عليها، بمناسبة زيارات الملك محمد السادس لفاس، ولولا دعم المجتمع المدني، لما تمكن المركز من الاستمرار في عمله، ومن تخفيض العجز الذي أصبح يعاني منه في السنوات الأخيرة.
وأضاف "جُدار"، أن المركز، ومنذ سنة 2010، لم يتوصل من إدارة الجمارك بأي دعم بسبب طول المساطر وتعقدها. وأضاف أن العاملين بالقطاع يضحون ويواصلون النضال في انتظار حد أدنى لضمان كرامتهم والمؤسسات العاملين فيها.

لا حماية للنشطاء

ولفت "لطفي" الانتباه إلى أن النشطاء العاملين من أجل إعادة إدماج هؤلاء الأطفال لا يتمتعون بأي حماية قانونية، وأنهم، حينما ينجحون في استقطاب بعض الأطفال من الشارع، يأتي من يحرضهم ويغريهم بالعودة إليه، بل يتعرضون أحيانا للتهديد والهجوم والعنف من قبل الأطفال أنفسهم أو وزملائهم أو مستغليهم أو أسرهم لأنهم مصدر دخل بالنسبة إليهم.

قنبلة موقوتة

والخطير، حسب "لطفي" هو أن أغلب المسؤولين الجماعيين المحليين والجهويين يحسسون الفاعلين المدنيين بأنهم مجرد متسولين. والسبب، حسبه، هو أنهم لا يدركون خطورة القنبلة الموقوتة المسماة أطفالا في وضعية الشارع، وأن ما تخسره الدولة، حاضرا ومستقبلا، في بناء السجون ومحاربة الإدمان والجريمة والأمراض أكبر بكثير مما يمكن أن تربحه لو استثمرت في مواجهة الظاهرة قبل أن تتسرطن، بدعم برامج التأطير والإدماج...
ودعا "لطفي" الجهات المسؤولة والجماعات المحلية إلى تحمل مسؤولياتها، ودعم المركز – عن طريق شراكات - ليواصل تأطيره للأطفال وتتبعهم وإعادة إدماجهم، سيما وقد أصبحت له تجربة وإشعاع يستقطبان هيئات وطنية ودولية للاستفادة من خبرته وأطره، كما دعا إلى إخراج قانون الأسرة الكفيلة.

مقاربة شمولية

وحسب "حميد الخزري" فالتعاطي مع الظاهرة يعني قطاعات مختلفة، ويفرض مقاربة شمولية تشارك فيها كل القطاعات الحكومية والمنتخبين والمجتمع المدني.
وأضاف في لقاء مع "الصباح" أن منسقيته باشرت العمل مع مختلف الفرقاء، وأنها تقوم بدعم ومساندة الجمعيات العاملة في هذا المجال، من خلال منحة سنوية تقدم للمراكز التي تعنى بشؤون الأطفال، وهي تساعد، حسبه، على توفير التأطير والإيواء والتغذية. وأن هذه المنح، وإن كانت انخفضت سابقا، ستتضاعف قريبا، بعد أن تغيرت شبكة منحها، وأصبحت تراعي نوعية المستفيدين وحاجياتهم، والخدمات المقدمة لهم، وأعطت الأولوية لأربع فئات هي المعاقين والمسنين والأطفال والنساء في وضعية صعبة.
وأضاف جميد الخزري أنه من أجل ضمان استمرارية هذه المراكز، تقوم المنسقية بعملية التتبع والمواكبة، طبقا لمقتضيات القانون، من خلال التقارير الشهرية والدورية للجمعيات والمراكز.
وأفاد مسؤول التعاون الوطني أن بفاس ثلاثة مراكز تديرها جمعيات، وهذه المراكز هي: مركز أهلي ومركز أولادي ومركز الكرامة، ويستفيد منها مجتمعة زهاء ثلاث مئة وخمسين طفلا كلهم ذكور، تضمن الإيواء لحوالي خمسين منهم، وتشتغل هذه المراكز على التتبع التربوي والاجتماعي والصحي والتكوين المهني ومحو الأمية والتربية غير النظامية للمستفيدين.
وأضاف المنسق الجهوي أن الجمعيات المدبرة لهذه المراكز تشتغل حاليا مع الأطفال في وضعية صعبة للحيلولة دون تحولهم إلى أطفال شوارع.
وأكد الخزري أن وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية أعدت بروتوكولا للتعامل مع الظاهرة يرتكز على النزول إلى الشارع عند الأطفال وكسب ثقتهم واستقطابهم ومحاولة إعادة إدماجهم، عبر توفير مركز للخدمات النهارية، الهدف منه توفير فضاء يقدم خدمات يحبها هؤلاء الأطفال (النظافة، الرياضة، التلفاز، الترفيه...) ويدخلونه شريطة التخلي التدريجي عن المخدرات، وأن من شأن هذا البرتوكول أن يحدث نقلة نوعية في هذا المجال، شريطة تعاون باقي المؤسسات المعنية خصوصا منها الصحة والتعليم والعدل والمنتخبين والمجتمع المدني والأسرة...

قصة تنسيك أخرى
في الشارع كما في "مركز أولادي" صادفنا حالات اجتماعية هشة، قصة الواحد منهم تنسيك قصة زميله. هي قصص تكشف البون الشاسع بين حقوق الطفل كما هي مسطرة على الورق، وحقوقه كما هي في المعيش، إذ يظهر بجلاء حرمانهم من حقوقهم وجاجياتهم الأساسية بما فيها حقهم في الهوية والعائلة والحماية والغذاء والسكن والخدمات الصحية والتعليم والتربية والترفيه... ومن هذه القصص قصة:
• "عصام": (من باب فتوح) على جبينه جرح غائر. يقول إن صديقه هو من تسبب فيه، خلال شجار بينهما.
وجدته متكئا على سيارة قبالة محطة القطار. في يده كيس بلاستيكي يشم محتواه من اللصاق. احتجت لبعض الوقت ليطمئن إلي. عمره، حسبه، اثنتى عشرة سنة. وإن كان شكله يقول إنه أكبر.
طلبت منه أن ألتقط له صورة مع السيارة التي يتكئ عليها. قَبِلَ شريطة أن أستخرج له نسخة ورقية منها ليُطْلع أصدقاءه عليها. التقطتُها. عاد ليتحسر، لأنني لن أجده حين آتيه بالصورة. سيغادر ليلا. سألته عن وجهته. قال إنه مضطر للسفر إلى مدينة الناظور ومنها إلى إسبانيا... أمه "حرقت" قبل سنتين. كانت تجني التوت. وعدته بالعودة لاصطحابه. ماتت جدته. لم تعد أمه. توقفت عن مهاتفته... قرر أن "يحرق" ليبحث عنها. قد تكون محتاجة إليه، يقول.
• خالد طفل دون الثامنة من عمره. اشترت منه صديقتي علبة مناديل ورقية. سألَتْهُ عن محل سكناه. هنا، أجابها، وهو يشير إلى خرابة وسط المدينة.
ولم لا تسكن مع أسرتك؟ أضافت.
أجاب: هل تقبلين أن تسكني مع والد يوقظك باكرا، ويطلب منك أن تخرجي لتتدبري مصروف البيت، بينما يخرج هو إلى المقهى، ينتظر عودتك لتسلميه ما كسبته دون أن يسألك عن مصدره...؟!
فضلت أن أستقل بنفسي، (يقول) لأفعل ذلك لحسابي، بعيدا عنه وعن سيطرته.
• أيوب (11 سنة) مجهول الأب، غير مسجل في الحالة المدنية، لم يسبق له أن تمدرس. حين كان صغيرا، كانت أمه تغلق عليه الباب، وتخرج للعمل. ولا تعود إلا مساء. وحين كبر، تعذر عليها الاستمرار في إغلاق الباب عليه، فخرج إلى الشارع، وكانت بداية المسلسل بالتعاطي للمخدرات...
• احساين، (15 سنة) طفل في وضعية الشارع، في حالة عود. يتيم الأب. أمه متسولة. دخل المركز سنة 2011. أدمج في التكوين والمدرسة. لم يستمر. ليس لديه مواكبة أسرية.
• سعيد (14 سنة) تخلى أبوه عن أسرته. احترف وأمه وإخوانه الأربعة التسول. لم يسبق له أن تمدرس. أدمج أكثر من مرة. لكنه يهرب من المدرسة ويعود إلى الشارع. عائلته، التي من المفروض أن تواكبه، هي نفسها في الشارع!
• الطفل ح. (14 سنة) استقطبه فريق المركز من محطة القطار. اكتشفوا أنه بشوارع فاس منذ أزيد من ثلاثة أشهر. سبق أن تمدرس، مستواه الرابعة ابتدائي.
مشكلة هذا الطفل أنه يعشق فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، ويرحل حيثما رحل الفريق. يحضر المباراة. يعود الفريق وجمهوره إلى البيضاء، ويبقى هو تائها في شوارع المدينة التي احتضنت المباراة، حتى يحين موعد المباراة الموالية، فيرحل إلى المدينة التي ستحتضنها.
وحسب مدير المركز فأسرة هذا الطفل تعودت على غيابه، ولم تعد تهتم لذلك، أو تسأل عنه...
• محمد: (14 سنة، من قرية ضواحي فاس) مستواه الخامسة ابتدائي. غادر البيت قبل بضعة أيام. السبب هو أن أباه يمنعه من التأخر ليلا. سبق أن غادر البيت الأسري عدة مرات طلبا للحرية.
• شوقي (16 سنة من ضواحي القنيطرة) مجهول الأب. تربى في الخيرية الإسلامية بالغرب. غير مسجل في الحالة المدنية. فر من الخيرية طلبا للحرية. جدته عجوز لم تعد تستطيع مواكبته. هام على وجهه...
• بصهريج كناوة، بفاس، يعيش أربعة أبناء (بنتان وابنان) مع أبيهم، بعدما توفيت أمهم. جميعهم يعيشون في محل عمل الأب، الذي يشتغل مصلح دراجات، ويدمن على تعاطي الخمر والمخدرات. مشكل هؤلاء الأطفال هو أن عليهم أن يغادروا المنزل−-;---;-----;--- المحل، منذ الصباح الباكر، لإفساح المجال أمام والدهم للاشتغال. وفي انتظار العودة إلى البيت، يبقى الشارع ملاذهم...

امجيد: السياسات العمومية لحماية الأطفال تفتقد الحكامة الجيدة

ترى "نجاة امجيد" الخبيرة الدولية والناشطة المدنية مؤسسة "جمعية بيتي" أن في تسمية فئة من الأطفال باسم "أطفال الشارع" مساسا بكرامتهم، والأجدر أن نسميهم "أطفالا في وضعية الشارع". وهم، حسبها، كباقي الأطفال، إلا أنهم لا يحظون بالحماية ولا يتمتعون بحقوقهم بين أحضان أسرهم، ما دفعهم لاتخاذ الشارع ملاذا لهم.

وآخذت "نجاة امجيد"، في لقاء أجرته معها "الصباح"، على السياسات العمومية، الخاصة بالطفل المغربي عامة والأطفال في وضعية الشارع خاصة، أنها من جهة سياسات عمودية وليست أفقية ولا شمولية ولا مندمجة، وأنها تعاني من غياب رؤية إستراتيجية واضحة وحكامة جيدة، ومن جهة أخرى، هي سياسات لا تخصص ميزانيات ولا موارد بشرية تمكن المتدخلين من حماية الأطفال أينما كانوا ومهما كانوا.

وتأسفت هذه الخبيرة الدولية لأن كل حكومة تبلور استراتيجيتها الخاصة التي يظل تنفيذها، في الغالب، معلقا، وحتى إذا خرجت إلى حيز الوجود، سرعان ما تندثر.

وأشارت مؤسسة "جمعية بيتي" إلى أن أوضاع هؤلاء الأطفال غير متشابهة، لذلك، فإن أهم ما ينبغي مراعاته، أثناء التعامل معهم، هو أن كل واحد منهم حالة خاصة تستلزم تعاملا فرديا يأخذ بعين الاعتبار خاصياته ومعيشه ومساره وحاجياته وحقوقه.

كما تأسفت هذه الناشطة المدنية لتفاقم أعداد "الأطفال في وضعية الشارع" إذ رغم غياب المعطيات الرسمية، يؤكد كل العاملين مع هؤلاء الأطفال، أن أعدادهم تتزايد وأعمارهم تنخفض.
وأشارت "امجيد" إلى أن هذه الظاهرة في تطور من حيث:
- الجنس: إذ أصبح الشارع يحتضن، بصورة لافتة للنظر، الإناث القاصرات والرضع، ناهيك عن أطفال جنوب الصحراء، ضحايا الهجرة السرية، وأطفال سوريا، ضحايا الحرب الذين أصبح عددهم يتزايد بشكل كبير.
- من حيث الحركية: إذ قبل عشرين سنة، أي منذ تأسست جمعية بيتي، كانت تجمعات الأطفال بالبيضاء معروفة ومعدودة على رؤوس الأصابع، كالميناء وسوق الجملة والمحطة الطرقية والمدينة القديمة. لكن، بتطور العمران بالمدينة، أصبح الأطفال يتواجدون أفرادا وجماعات بالدور المهجورة بالأحياء السكنية والمقابر وبفندق لينكولن الذي انهار أخيرا وأودى بحياة شخص بدون مأوى وجرح آخرون.
- من حيث المخدرات، التي لم تعد مقتصرة على اللصاق أو السلسيون والحشيش ومادة الدوليو، بل تعدتها إلى مواد ثقيلة وخطيرة كالشيرا والمعجون الذي يُخْلط بمواد أخرى حتى يصبح مفعوله أشد، وأيضا الحبوب المهلوسة التي أصبحت، بفعل التهريب، في متناول الجميع، حتى داخل المؤسسات التعليمية.

وسجلت "امجيد"، في حوارها مع "الصباح" أن الترافع من أجل النهوض بحقوق الأطفال، على الصعيدين الوطني والدولي يأخذ حيزا كبيرا من وقت المجتمع المدني، إن لم نقل الوقت كله، بالنسبة إلى الجمعيات التي ينحصر نشاطها في هذا المجال. ومع ذلك، تضيف هذه الفاعلة أن العمل الترافعي يظل غير كاف، ما يستلزم إبرازه ومواصلته، من أجل جعل حماية الأطفال وحقوقهم أولوية في الأجندة السياسية، وأيضا من أجل التصدي للوصم الاجتماعي الذي يعانون منه.

ولأن حياة هؤلاء الأطفال، حسب هذه الخبيرة الدولية، تتميز بالتنقل المستمر، من مكان إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، بحثا عن فرص اقتصادية، ولأن أغلبهم يتعرضون، خلال تنقلاتهم، لسوء المعاملة والاستغلال الجنسي، ولأن إعادة إدماجهم أمر صعب للغاية، بالنسبة إلى الذين قضوا سنوات طويلة في الشارع، لأنهم غالبا ما يصيرون مدمنين ويعانون من اضطرابات سلوكية، ويفقدون كل مرجعية، دعت "نجاة امجيد" إلى تفعيل الاستراتيجيات المندمجة لحماية الأطفال، وهي تتضمن إجراءات وقائية، كالدعم الاقتصادي والنفسي−-;---;-----;--- الاجتماعي للأطفال ولأسرهم الهشة، وتسهيل ولوجهم للخدمات الاجتماعية الجيدة، مع وضع معايير لبنيات الاستقبال، وتمكين الأطفال في المؤسسات من بدائل (مثل الأسر البديلة) والتأسيس القانوني لمهن العمل الاجتماعي، كالمربين الخاصين بالشوارع، ووضع آليات للحماية والتكفل المندمج التي يمكن ولوجها بسهولة من قبل هؤلاء الأطفال... كما طالبت "امجيد" بضمان جودة الأعمال والبرامج واستدامتها، وذلك، عبر الدعم المادي المستمر والتأطير المناسب من قبل موارد بشرية مؤهلة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يفاقم معاناة الفلسطينيين في ق


.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت




.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل