الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المونودراما والفرجة المسرحية

أبو الحسن سلام

2015 / 6 / 19
الادب والفن


المونودراما والفرجة المسرحية

ردشة حول موضوع الفرجة
د. أبو الحسن سلام

من خلال الشات جاءني اتصال منذ سنوات من أحد الباحثين حول موضوع الفرجة ، وكان هذا الحوار :
السلام أستاذي المحترم-
أهلا وسهلا مرحبا*
كيف الحال-
* الحمد لله كيفك أنت
- الحمد لله .. أنا في حالة بحث وجمع المراجع والمصادر لرسالتي لقد أفدتني بمقالاتك.
شكرا تفضل*
- هل لك أن تفيدني بمعلومات عن أشكال الفرجة في المونودراما أرجو أن ترسل لي أي معلومات تتعلق بهذا الموضوع ولك مني سيدي فائق التقدير والاحترام.

* لأن المونزدراما تقوم على ممثل منفرد كما عازف آلة موسيقية منفرد يخرج من نغمة مويبقية في لحن ما إلى نغمة موسيقية في لحن آخر أو مقطوعة موسيقية أخرى من مقام موسيقي متقارب مع مقام اللحن السابق له ، فإنه كما الفراسة أو كما النحلة يأخذ من كل زهرة رشفة من رحيقها ، فيسبكها بعد هضمها ليخرجها مزيجا هرمونيا خاضعا لمذاق واحد ولون واحد ، لذا فإن مخيلته لابد وأن تكون قادرة على الانتقاء المتناسب لكل ما يتوجب عليه جمعه لإعادة إنتاجه في عرض أو منتج موخد ، كما أن الخبرة الاحترافية والتفرد لابد وأن تكون قائده في عملية إعادة إنتاج عمله

الله يسترك-

*وهذا التنوع عندئذ لابد أن يكون مدهشا بالضرورة لأنه مبتكر ، وجامع لما لايجتمع جامع لمتناقضات ، غير أنه لا يعرضها إلا وهي موحدة أو ذات نسيج واحد مدهش وهذا الإدهاش في ذاته منج للفرجة ، وهي فرجة له حيث تلذذه بسبقه لغيره من المبدعين وبقدرته الفائقة على اقتطاف اللحظة الشعورية ، وهنا تأتي مقدرته على إسعاد متفرجه الذي يلتذ ويستمتع بما يتلقى من صورة إبداعية عبر تنقل الممثل المتفرد لعدد متباين من الصور والمواقف ومهفهفا بجناح خياله وجناح خبرته عبر سماوات أفق تةقعات المتلقي في عملية الاندماج يتلذذ المتفرج لأنه يشعر بأن ما يعرض عليه إنما هو شيء مما هو بداخله ، شيء يسكنه أما الإندهاش وهو اللون الثاني من ألوان الفرجة في مجال الأدب والفن ، فهو ناج صدمة عدم تطابق المعروض مع أفق توقعات المتفرج نفسه عن طريق الصورة السمعية أو عن طريق الصورة المرئية أو عن طريق توحدهما معا

هنا تصدق المقولة الثانية على الخشبة تقاس بالسنين-

*لا دخل للسنين هنا نحن بصدد شروط فنية أو أسلوبية خاضعة لمنهج فني مغاير لمنهج فني .. فالمقولة الثانية تابعة لمنهج التغريب الملحمي عند بريخت أما الأولي فخاضعة لمنهج المعايشة أو الاندماج في منهج ستانسلافسكي لاندماج والدهشة يحققان اللذة الروحية والعقلية
نعم سيدي-

* نعم لكن لكل منهما طريقته ، فالاندماج يحقق اللذة الشعورية ، عن طريق توحد الرسالة مع ما في شعور المتلقي ، أي تتطابق مع أفق توقعاته ، هو كان متوقعا لحدوثها على الهيئة التي ظهرت له عبر أداء الممثل ، لكن الثانية تهش عبر وعي المتلقي لا عبر مشاعره ، تدخل إلى عقله ، ليسلمها مقبولة أو منتقدة ، إلى مشاعره ، بينما في الحالة الاندماجية تنسرب إلى مشاعره مباشرة ، وهي مصدقة لأنه يراها مكتملة بينما في حالة الدهشة فهي دائما محل مراجعة من وعي المتلقي أي تمر بمصفاة نقدية قبل أن يقبلها أو يرفضها وهنا نفرق بين فرجة تتحقق عبر وعي متبادل بين مؤد ومتلق ، وفرجة تتحقق عبر تةحد شعور أو مشاعر متبادلة مع مرسل ومستقبل.

في رأيك أستاذي دراسة الفرجة تكون على العرض أكثر من على النص المسرحي-


*هي في العرض مختلفة إلى حد ما قد يبتعد وقد يتقارب وقد يتناظر مع وضعها في النص المسرحي . لكن الفرجة في العرض فرجة حضور متبادل وفي ذلك سحرها ، وفي النص حضور ذاتي ، مستحضر للصور وللمواقف المناظرة والمتماسة مع الصور والمواقف التي يصورها النص ، هي فرجة انعزالية ، خاصة ، لأن المتلقي قارئ هنا بينما العرض احتفال ، جمعي ، فيه أنفاس المجتمع كله أو نموذج المجتمع ، فيه طقوسه وبروتوكولاته ، حيث الحرص على الظهور بمظاهر متقنعة اي من وراء قناع في كلا الحالين الاكتشاف هو الذي يحقق الفرجة في حالة الأداء التمثيلي التغريبي الملحمي والتوحد بين الدور عبر أداء الممثل مع ما يتلاقى معه من توقعات لدى المتلقي هو الذي يحقق الفرجة أي انفراج نفس المتفرج المتلقي ومن ثم تلذذه أو استمتاعه الذي هو مدخل لاقتناعه بما يعرض عليه عرضا إندماجيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر