الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخط البياني للنقد العربي ..

واثق الواثق

2015 / 6 / 26
الادب والفن


الخط البياني لتطور النقد العربي :
ابتدأ النقد العربي بالانطباعات الذوقية للأصمعي (216 هـ) ،الذي يعد من قدماء علماء اللغة ونقادها المتميزين ، حيث برز على إحكامه النقدية مصطلح الفحولة والذي كان يعني به التفرد في السبك والإبداع والفحل عنده هو صاحب الأسلوب المنفرد من غيره حيث أكثر من هذا المصطلح في أحكامه النقدية إضافة إلى مصطلح المذهب الذي يعني عنده الموقف أو الاتجاه في التفكير والتعبير.وتميزت أحكامه النقدية بأنها فردي ذوقية ذات نزعة شديدة لحب كل ما هو قديم .
وأما ابن سلام الجمحي (231 هـ) فقد غلبت على أحكامه النقدية السمة العلمية ، كغيره من نقاد عصره الذين تأثروا بالأحكام الأدبية والنقدية التقليدية ومجارات الأقدمين .
وتأتي أصالة ابن سلام النقدية في استعماله لمصطلح الطبقة الذي اشتهر به حينما قسم كتابه الى طبقات لفحول الجاهلية والإسلام والتي اعتمد معيار الجودة في الحكم والاختيار ومعيار الكم وهو ليس مقياسا صحيحا لتقييم الشعراء ، رغم استعماله لمصطلح (الفحل) محافظا للمعنى الدلالي لهذه المفردة ؛ لتأثره بالأصمعي (216 هـ) .
واهتم الجاحظ (255 هـ) الذي تميز بنزعة ذاتية وملكة حدسية وثقافة تراكمية ،بالصياغة اللفظية والمعنوية ،معطيا اللفظ حقا يفوق حق المعاني ، بحيث نفهم من أحكامه ومعاييره النقدية انه أراد أن التفرد والتفنن في صياغة الألفاظ واختيارها مع المحافظة على السياق العام؛ ربما لكون الصياغة الشعرية هي فن خاص بالشاعر للتعبير عن عمق تجربته وموهبته ومهارته الشعرية ودليل على تفرده .
وتأثرت أراء ابن قتيبة ( 276 هـ) النقدية بالحركة العلمية بالحركة العلمية في عصره ، حيث أكثر من التنظير بعد أن جمع أشتات العناصر النقدية في أمهات الكتب النقدية دون ا ن يأتي بجديد سوى اعتماده على لفظ الأساليب والأسلوب الذي عنا به الطرائق المتبعة في النظم أو التأليف باعتماد الجودة الفنية في انتهاج هذه الطرائق ،ضمن غايته لتأليف كتابه وهي تعليم أولاد الخاصة بعض أصول نظم الشعر.
بينما استعمل ابن المعتز ( 296 هـ ) لفظ ( النمط) وأكثر من استعمالها في كتابه البديع واهتم بها ومايز بينها وهو مصطلح عنى به اقرب إلى مفهوم الصياغة بمعناها العام لمن سبقه في ذلك .
واستعمل ابن طباطبا ( 322هـ) الأحكام العقلية في تحكيمه كمعيار نقدي وهو ناقد إتباعي ، متعارضا مع جوهر الأسلوب الذي تناقضه هذه الأحكام وتتمرد على معاييره الفنية .محاولا أن يقرب لنا العلاقة بين اللفظ والمعنى متكاملة ، دون أن يفصح عن مهمة الشاعر الصياغة .
وقد أثرت الثقافة اليونانية في أحكام قدامة بن جعفر (337 هـ ) النقدية، حيث غلب عليها العقل والمنطق على الشعور والذوق مهتما بالصياغة الشكلية للنص الشعري منطلقا من منهج الصناعي ؛ ما بعده كثيرا عن دائرة النقد .
وجاء الامدي( 370 هـ ) بموازنته المنهجية المتميزة في أحكام النقد متفردا عن غيره بذوقه المعلل لما هو جيد أو رديء بين مذهبين أو أسلوبين او شاعرين .فأعطى الصياغة حظا وافرا من اهتمامه ، وربط المعنى بها دون ان يتعسف باللفظية .
وقد حاول الامدي ( 370 هـ ) ان ينتصر للشعر العمودي من خلال أحكامه النقدية الدفاعية.
ونجد القاضي الجرجاني( 392 هـ ) اعتمد المقايسة في الحكم النقدي في كتابه " الأشباه والنظائر " بين المتنبي وخصومه .
وتميزت إحكام الجرجاني بأنها أنموذجا فذا للعقلية النقدية العربية ، وللناقد المثال الذي فهم الصياغة فهما حيا وادر كان الطبع الصافي هو ميزان الفن ، وان التعميم الشامل فاشل لا محال .
وتعد إحكام أبي الهلال العسكري ( 395 هـ) مثالا للناقد المعلم والبلاغي المدرس ، حيث تسري الروح التعليمية في كتابه فأجاد التقسيم والتصنيف والتبويب والتقعيد الذي رأى الكثيرون انه بالتقعيد افرغ البلاغة من محتواها ومضمونها .
فنظم القصيدة عنده يمر بمراحل مصطنعة هي اقرب الى الصناعة الشكلية التي دعا إليها نقاد من قبله .
واستطاع الباقلاني( 403 هـ ) أن يجمع جهود السابقين ويطورها لقضية الإعجاز ، فقدم لنا خلاصة ما توصل إليه النقاد من تعليلات وتحليلات وأحكام ومعايير وفنون نقدية سابقة .فقدم لنا خلاصة نقدية ببيان واضح ولفتات ذكية ، لما توصل إليه السابقون من قبله .
وقدم لنا ابن رشيق القيرواني ( 456 هـ) خلاصة نقدية لملامح النقد الشرقي ونقاده البارزين الى عصره .
أوصلنا ابن سنان الخفاجي (466 هـ ) الى قضية سر الفصاحة ، بأسلوب وصفي عدد فيه شروط اللفظ ونعوته ،مع حرصه وتأكيده على أن الشعر صناعة لا يمكن تعلمها لأنها تعتمد على الطبع .
وتقدم المصطلح النقدي مع عبد القاهر الجرجاني ( 471 هـ ) خطوات واسعة في الأسلوب والصياغة والنظم متحدث عن أسرار التعبير الخاصة والنظم ووقف عندها ، ثائرا على الثنائيات القديمة ( اللفظ والمعنى ) محلا محلها نظرية النظم او التأليف التي تفرد بها كأول ناقد .مازجا النحو بعلم المعاني مدركا العلاقة بي المجموعات اللغوية بذوقه وعلمه وخبرته واطلاعه . حيث جعل النظم معيارا ومقياسا نقديا للتفاضل بين التعابير او الأساليب ، فربط النظم بالمعنى او الأسلوب بالمعنى دون ان ينكر القيمة الفنية للألفاظ ، محققا سبقا في هذا المجال الذي نهل منه علماء اللغة الغربيون.
وكان ابن الأثير ( 637 ه ـ ) مثالا آخر لنموذج الحكم النقدي التقليدي التعليمي المولع بالتقسيمات والتحديدات ...
حيث قام منهجه النقدي على ذكر القاعدة وتطبيقاتها ، والمقارنة بين الأسلوب الشاذ عن القاعدة وبين الآخر الذي يمثل القاعدة ، وبربطه النقد بالقاعدة تحول إلى بلاغة تعليمية لان النقد يقوم على ان النص الأدبي هو مصدر القاعدة وليس العكس . والنقد لاحق للنص .
وجعل ابن الاثير الألفاظ خدم للمعاني وبهذا فصل بين اللفظ والمعنى .
كما كثر ذكره للفظ ( طريقة ) وهو مصطلح بلاغي تفرد به عن غيره .
وتفرد حازم القرطاجني( 684 هـ) في المغرب العربي بريادة الأسلوبية ، وهي اشمل بكثير لقضايا الأسلوب المختلفة من ريادة الجرجاني لقضية النظم التي تفرد بها هو ايضا ؛ كون القرطاني قد استفاد من ثقافته اليونانية والعربية ونظرته الشمولية التي ميزته عمن سبقه ، مستفيدا من الاتجاه الفلسفي الارسطوطاليسي ، ومن اثار النقاد العرب .
فامتاز بأنه اول ناقد افرد لأسلوب بابا مستقلا ولم يتناوله ضمن غيره من القضايا النقدية الأخرى، فاصلا بين اللفظ والمعنى كسابقيه مقدما نعوتا لكل منهما جاعلا لهيئة المعاني عندما تترابط اسما هو " النظم " .
ويؤمن القرطاجني بمبدأ الوحدة عندما يدعو الى الترابط بين الألفاظ والمعاني .
وتخصص المغرب العربي بالنظرة إلى الأسلوب كحكم نقدي مستقل ، حيث عد انب خلدون ( 808 هـ ) رائدا في هذا المجال النقدي معتمدا على أحكام من سبقه من الآثار العربية النقدية القديمة .
وانتهت الأحكام النقدية المعاصرة الى جملة من القضايا والمعايير النقدية منها : ( التفريق بين التعبير والإنشاء ، وبين المعايير المشتركة من نحو وصرف وبلاغة وعروض وتراكيب وصياغة...
وبهذا العرض الموجز لتطور النقد العربي استطعنا ان نقف على الخط البياني الذي سار عليه النقد العربي منذ مطلع القرن الثالث الهجرى حتى مطلع القرن التاسع عشر . حيث كشف هذا العرض الموجز عن الأحكام والمعايير والمقاييس والمصطلحات المتبعه سابقا لدى كل ناقد ابتدأ من ( الفحول ، والطبقة ، واللفظ والمعنى ، والصياغة ،والأسلوب ، والنمط ، والمذهب ، والمعرض، والموازنة ، والمقايسة ، والنظم ، والتقعيد ، والطريقة ، والأسلوبية ،والطراز،والمنهاج ،والتعبير والإنشاء ،والعوامل المشتركة (نحو وصرف و بلاغة وعروض).










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي