الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على مسرحية التغيير السوري - كما تراها هيئة تحرير الرأي -

كامل عباس

2005 / 10 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ملاحظات على مسرحية التغيير السوري - كما تراها هيئة تحرير الرأي -
بصراحة لم يطاوعني قلبي ليأتي عنوان هذا المقال على الشكل التالي – حزب الشعب الديمقراطي السوري خطوة الى الأمام خطوتين الى الوراء – كي لاأثبط عزائم وهمم الكثير ممن تفاءلوا بانطلاقة الحزب الجديدة , وأنا أعرف أيضا أن حزبا كان حتى الأمس القريب يستظل براية ( الماركسية اللينينية ) سيعاني من هذا الصراع في داخله , والمهم ان يدار هذا الصراع بشكل ديمقراطي . لكن يكفي هذا الحزب فخرا خطوته الأولى الى الأمام , حتى ولو لم يقدم غيرها , انها خطوة انتخاب امين عام جديد , والنص صراحة في لائحة الحزب على عدم التجديد له لأكثر من مرتين . ان هذه الخطوة بوابة الاصلاح السياسي في العالم العربي لأحزاب السلطة والمعارضة على حد سواء , تزداد أهميتها إذا قارنا على سبيل المثال بين حسني مبارك ورياض الترك , فرياض الترك أجدر بالتمديد له داخل حزبه من حسني مبارك من كافة النواحي , ناحية السن والمقدرة والصحة والنشاط العام . ومع ذلك فضل رياض الترك ومعه حزبه أن يصبح امينهم العام السابق عضوا عاديا في لجنة الحزب المركزية . ليساهموا في فتح تلك الصيرورة حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة حزبهم المؤقتة .
أنا شخصيا معني بدفع هذا الحزب الى الأمام , ومن هنا أتقدم بهذه الملاحظات راجيا أن يتسع صدر الرفاق لها .
جاءت الخطوة الأولى الى الوراء من هيئة تحرير موقع الرأي الالكتروني تحت عنوان – مسرحية اخلاء غزة – والتي كتبت بروح الماركسية اللينينة القديم اذا صح التعبير , في حين كتب جورج كتن وهو من آل البيت تحليلا مغايرا نشرله في الموقع تحت عنوان – غزة غابة سلاح , أم نموذجا لدولة فلسطينية قادمة : -
الخطوة الثانية والتي نحن بصددها جاءت من هيئة تحرير الجريدة الورقية ( الرأي ) في افتتاحية العدد 46 – احتمالات المستقبل القريب ... ودور الديمقراطيين . وهذه ملاحظاتي عليها
1- ذكرتني لغة المقال بمقالات الراية الحمراء الناطقة باسم رابطة العمل الشيوعي , التي كنا نصدرها في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي .
- لقد ثابر النظام على منطقه الإقصائي الذي يعتبر المجتمع عدوا ينبغي مراقبته بشدة،والتضييق عليه، وتقييده، ومنعه من......
- تفريق قلوب السوريين وتشتيت إرادتهم، أي بالفعل تحطيم الرابطة الوطنية الجامعة بينهم.
- بلغ النظام من الفساد والقمع أن قطع خط الرجعة على نفسه وقطع على كل متوهم بالشراكة معه حبال وهمه.
- نظام حراسة التفكك الوطني.
هذه اللغة التحريضية عفا عنها الزمن ولا تخدم الآن في ظل أزمة مركبة تعصف بالبلاد سلطة وشعبا ومعارضة .
الملفت للانتباه استعارة عبارات من عناوين الأمريكان مع ان المقال موجه ضدهم أيضا ! سيناريو- القطة المحاصرة - مثل سيناريو - ثعلب الصحراء -
2- لم يميز المقال بين النظام والسلطة الحالية , فالنظام القائم في سوريا منذ أربعين عاما لا يتحمل وحده وزر الأزمة الحالية . لقد ساهمت بها أنظمة الدول الاشتراكية وحركات التحرر والنظام العالمي السابق , فقط , تتحمل السلطة الحالية المسؤولية عن اصرارها على السير في نفس الطريق , رغم كل الكوارث وآخرها الدرس العراقي , طريق حزب البعث قائد الدولة والمجتمع الذي كرسته القيادة في مؤتمر حزبها الأخير . وفي النظام قوى ومؤسسات عديدة - وحتى داخل حزب البعث - من لا يوافق على نهج السلطة السياسية الحالي , ولكنه لا يملك ولا يستطيع حتى الان أن يوثر في القرار , ولغتنا السابقة لا تساعده على ذلك
3- جاء في المقال أيضا
- إن التلاقي الموضوعي بين نوعين من سياسة "فرق تسد"، استبدادي داخلي وامبراطوري خارجي،
- كان برنامج القوى الغربية دائما تحديث التسلطية، وليس أبدا الديمقراطية
- يتوافق ذلك مع حقيقة أن نظام السيطرة الأميركية في منطقتنا يشبه تماما النظام السوري
واضح تماما أن الرفاق مضطرون لمسايرة الشارع وحلفاؤهم في التجمع الوطني الديمقراطي , وليسوا راغبين في السباحة ضد التيار وهنا المصيبة . لأنها استجابة لفهم شعبوي تنعكس في المدى البعيد على فعالية الحزب . لا يفرق المقال على الأقل بين الغرب الرسمي والغرب الشعبي , ولا ينظر الى المتغيرات الدولية وتاثير ثقافة الانسان وحقوقه فيها , بل ينظر للامبراطوري الخارجي نفس النظرة للاستعمار القديم . في حين لو انسجم الحزب مع شعاره –من الاستبداد الى الديمقراطية , لرأى ان المناخ الدولي يخدمنا ولا يفررق لكي يسود . الأنكى من هذا ان يساوي المقال بين نظام امريكي يدخل في قراره السياسي واعتباراته مصالح ورأي ومزاج شعبه , وبين النظام السوري !!!
4- حول وحدة المعارضة وسياسة الديمقراطيين .
يصل المقال الى نتائج صحيحة أتفق معها بالكامل .
وهنا يكمن الخيار الآخر ، الخيار الشعبي لإنجاز التغيير الوطني الديمقراطي القائم على التحرك الموحد لمختلف أطراف الطيف الديمقراطي المعارض ، في الداخل والخارج ، لإنجاز توافقات وطنية ، تلتزم بها أوسع الأوساط السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، من مختلف التيارات الفكرية والانتماءات الأيديولوجية لإنقاذ سورية ، وفتح صفحة جديدة في تاريخها . إنه خيار يقوم على مشاركة الجميع . لا يستبعد أحداً ، ولا يقصي طرفاً ، حتى من يقبل من أهل النظام بإجراء هذا التغيير ، ولا يحق لأحد المطالبة بدور استثنائي فيه .
ولكن الطريق المرسوم للوصول الى تلك النتائج ضبابي ومشوش جدا
ان هذا يتطلب منا العمل على بلورة اصطفاف جديد للمعارضة . قادر على الاستفادة من المتغيرات الدولية ولا يخشى او يخاف الاتهامات بالعمالة للخارج . في هذا المجال لا يخدم ابدا طرح مؤتمر وطني مع النظام القائم , وانا احمد ربي لأن السلطة لم تستجب لذلك حتى الان , لأنه يخدمها اكثر بكثير مما يخدم المعارضة وهي على ماهي عليه من الضعف والتشتت , وفي هذا المجال لا ينقع الاصرار على ان يعقد أي مؤتمر أو لقاء من هذا النوع داخل سوريا .
ان نهج التجمع الوطني الديمقراطي حتى الآن توظفه السلطة بذكاء لمصلحتها , ولا يساعد على بلورة قطب على الأرض مستقل عن هذه السلطة , قادر على التاثير في توازن القوى استنادا الى فهم جديد لما يجري من حولنا وفي العالم .
حان الوقت لكي ينسجم رفاق الحزب مع فهم جديد وديمقراطي للعالم بدؤوا به في موضوعاتهم التي قدموها للمؤتمر , وتكلموا بجراة عما سموه في حينه ثقافة الموت . ومنذ ذلك التاريخ وتحت ضغط الاتجاه الآخر في حزبهم وهم كما يقول المثل العامي – رجل الى الأمام ورجل الى الخلف -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا