الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهاجمة داعش لعين العرب ( كوباني ) وتل أبيض ثانية تعبير عن مأزق

محمود جديد

2015 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



- ممّا لا شكّ فيه أنّ القيادة العسكرية لداعش تمتلك خبرة عسكرية واسعة ، ولا غرابة في ذلك فمعظمها ضبّاط عراقيون سابقون .. وقد اعتمدت نظرية الصدمة والرعب ، والعمليّات الانتحارية كطوربيدات بشرية ، والانسحاب في الوقت المناسب من المناطق التي ترى معركتها فيها خاسرة ، والمناورة السريعة بالمقاتلين ، ، وقد تيسّرت لها المركبات العسكرية المطلوبة لهذا الغرض بعد احتلالها الموصل العام الماضي ، وخاصة أنّ مسرح عملياتها يسمح لها بذلك ..
وعندما احتلت داعش تلّ أبيض ، والقسم الأكبر من عين العرب ( كوباني ) تصدّت لها وحدات حماية الشعب وبدعم من مقاتلين سوريين آخرين ..الخ ، واستطاعت هذه الوحدات ببطولاتها وتضحياتها وحسن تنظيمها ، وبدعم جويّ من قبل الطيران الأمريكي وحلفائها وعناصر من البشمركا ، أن تطرد إرهابيّ داعش وتتقدّم باتجاه الرقّة وتشكّل تهديداً حقيقيّا على ( عاصمة الدولة الداعشية ) هناك .. غير أنّ الردّ الداعشي على نجاحات وحدات حماية الشعب وحلفائها كان سريعاً بمحاولة إعادة فتح معركة عين العرب وتل أبيض ثانية بمجموعات قليلة العدد معتمدة على تحقيق المفاجأة سواء تمّ ذلك بتواطؤ تركي أم لا .. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، ما الأسباب والدوافع للمحاولات الداعشية الأخيرة ؟
كلّنا يعلم أنّ قوات داعش قد انطلقت من الرقة عاصمة الخلافة باتجاه تدمر واحتلتها ، كما دفعت بوحدات أخرى لريف حمص الشرقي بهدف احتلال حقول الغاز والنفط وتخوض معارك مع الجيش السوري هناك ، وحاولت التوسّع غرباً باتجاه حلب محاولة الاستيلاء على بعض البلدات والقرى في ريفها .. وهذا كلّه سبّب انتشار وتوزيع إرهابيّ داعش على مساحات واسعة ، وبالتالي أدّى ذلك إلى عدم توفّر مايكفي من الوحدات الاحتياطية للمناورة بها في اتجاهات أخرى ، أو للدفاع عن الرقة نفسها ... ومن هنا جاء مأزق داعش واستشعارها بالخوف الحقيقي من استمرار تقدّم وحدات حماية الشعب وحلفائها باتجاه ( عاصمة الخلافة ) واحتمال سقوطها بأيديهم بسهولة ، وبالانعكاسات المعنوية الخطيرة التي تهدّد مستقبل داعش برمّته .. ولذلك كان القرار الداعشي المتخذ هو إعادة فتح معركة عين العرب وتل أبيض ثانية بقوى صغيرة بهدف إرباك وحدات حماية الشعب وإجبارها على إيقاف تقدّمها باتجاه الرقة ، وإلهائها أطول فترة زمنية ممكنة ريثما تسحب داعش قسماً من قواتها من مناطق أخرى وتؤمّن قوات إضافية لتعزيز الدفاع عن ( عاصمة الخلافة ) ..
وعلى كلّ حال ، سيبقى الطابع العام للصراع المركّب في سورية الكرّ والفرّ ، والقتل والتخريب والتدمير لأمد غير منظور ، وحتى ترتوي الجهات الدولية والصهيونية من الدم السوري وتستكمل مخططاتها في سورية والعراق ، و يصبح الاستمرار في هذه الحرب المجنونة يشكّل خطراً حقيقياً على مصالحها، وعلى أمن حلفائها وأتباعها ، وخاصة أمن الكيان الإسرائيلي .. ومن هنا تأتي أهمية الضغط من قبل كلّ القوى الوطنية السورية وشرفاء وأحرار العالم على المجتمع الدولي باتجاه تنفيذ الحلّ السياسي وفقاً لتفاهمات جنيف عام 2012 وبأسرع الأوقات ..
في : 1 / 7 / 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد