الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 تعالوا ‘لينا كي نعمل لترويج ثقافة الحرية والديمقراطية

عبد القادر خالد قدسي

2005 / 10 / 9
المجتمع المدني


- تعزيز الشعور بالمواطنة -
"ما زلنا شعوباً وقبائل لم نصل إلى درجة المواطنة بعد". يحتاج هذا القول إلى التغلغل بين حروفه ومعانيه لاستكشافه ووعيه واجتيازه حتى نستطيع أن نكون فكرة واضحة عن كيفية الوصول إلى درجة المواطنة بل يستوجب التعامل معه بنزع كل ما علق بذات الإنسان العربي من شوائب كي نستطيع مقاربة جوهره وتحوله من إنسان فرد عادي إلى مواطن بكل معنى الكلمة يعيش في دولة حديثة عليه واجبات ولديه حقوق.
لنبدأ أولا بتعريف المواطنة هناك عشرات التعريفات للمواطنة ولكن اختياري في هذا الموضوع يتجه إلى تعريف المواطنة بأنها علاقة اجتماعية تقوم بين الأفراد والدولة حيث تعمل الدولة على تأمين الحماية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأفراد وذلك عن طريق القانون والدستور الذي يساوي بين جميع ا فراد المجتمع في الدولة.
يتجلى في هذا التعريف مبدأ العقد الاجتماعي الذي يرتب على الحكومة التي تقوم بتسيير أعمال الدولة ومسؤولية شعور الفرد بالمواطنة، فإنها إذا أخلت بشروط هذا العقد أي لم تساوي بين الأفراد عمليا أمام القانون ولم تؤمن الحماية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهم ، يصبح من البديهي أن يخف إحساس الأفراد بشعور المواطنة والولاء لقانون الدولة ، وأن يبحثوا عن مرجعية أخرى يلوذون بها متوهمين أنها تستطيع تأمين الحماية لهم ، فيعودون إلى جذورهم العائلية أو الدينية أو إلى ارتباطاتهم القبلية والعرقية والإقليمية .
إن أي إخلال بشروط العقد الاجتماعي يترتب عليه اختلال في الانصهار الوطني وانحسار في علاقة المواطنة. إن الرابط الأساسي في مفهوم المواطنة هو مساواة جميع أفراد المجتمع في الدولة أمام القانون والدستور وفرص العمل والعيش الحر الكريم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية.
يمكن التأكيد أن المواطنة من حيث المبدأ ركن أساسي في الدولة الحديثة وهي كلمة رنانة تغوي الذين يعملون بالشأن العام وسنجدها في جميع الدساتير والقوانين التي نعمل بها في معظم البلدان. ولكن المهم الانتقال بها من نصوص القوانين الجامدة إلى الواقع الفعلي ، وهذا هو ما يعزز الشعور بالمواطنة لدى الأفراد والجماعات في المجتمع، فالمواطنة هي أكثر أشكال العضوية في المجتمع الحديث اكتمالا وهي أكثر حالات المجتمع المدني والسياسي تقدماً وتطوراً وهي الأساس المتين والراسخ للديمقراطية.
تحت مظلة المواطنة والشعور بها يندرج حل كافة قضايا ومشكلات المجتمع المزمنة، ولأنها البديل الحاسم والعقلاني لصراع وتنافس الهويات والانتماءات المتعددة التي ما فتئت تثير المصاعب أمام الاندماج والتكامل الوطني وتبقينا في حال الشعوب والقبائل وتمنعنا من تأسيس دولة حديثة .
والمواطنة بما تتضمنه من حقوق وواجبات محددة دستورياً وبما تتضمنه من مساواة الأفراد أمام القانون تؤدي إلى هوية مشتركة تكون الأساس الراسخ للديمقراطية والحرية .
أما فيما يتعلق بتطبيق حالة المواطنة وترسيخها فإنه يمكن الحد من الشكوك وانعدام الثقة بين الجماعات والفئات الاجتماعية المختلفة وتجاوز العقبات الذهنية المتولدة عن الانتماءات التقليدية ما قبل الوطنية لأن اعتماد مبدأ المواطنة لدى جميع أفراد المجتمع وفئاته يقطع الطريق على من يريد العبث بتماسك الوطن والوحدة الوطنية وهذا لا يعني إلغاء الانتماءات الأخرى بقدر ما يعني إعادة ترتيبها في العقل الجمعي حيث يكون الانتماء إلى الوطن والدولة متقدما على أي انتماء آخر، كما يعني معاملة الأفراد في المجتمع على هذا الأساس ومن هنا الصلة الوثيقة بين الديمقراطية والمواطنة، وذلك هو ما يتيح حرية التعبير وممارسة الحياة المدنية والسياسية في حدود واجبات وحقوق محددة للمواطن وفق الدستور .
تعالوا نتكلم بصوت عالٍ .... إن المواطنة بالمعنى الذي تحدثنا به والانتقال بها إلى الفعل تحل جميع القضايا ومشكلات التخلف وتكون هي الضامنة لعدم انقسام المجتمع الوطني إلى قبائل متنازعة عندها يحق لنا جميعاً أن نحمل لقب مواطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر


.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي




.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6