الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوم لوط

محمد سرتي

2015 / 7 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الصعب التخيل بأن الأفغان ثاروا ضد رئيسهم الشيوعي بعد إصداره قانون الإصلاح الزراعي بينما كانت أغلبيتهم الساحقة تعيش إما تحت خط الفقر وإما بالكاد تتجاوزه. فمن المفترض أن يشكل هذا النوع من الشعوب أرضية خصبة للثورات الشيوعية، وليس العكس. لذلك فمن لا يعرف الأفغان عن قرب يصدق ما يكتب في الإعلام بأنهم شعب متدين لدرجة الهوس فيرفضون كل قيم الشيوعية من عدالة اجتماعية ومساواة ما دامت تخالف الشريعة الإسلامية، ويقبلون باستعباد الإقطاعيين لهم ما دامت لحاهم طويلة.
في الحقيقة لعبها الإقطاعيون بذكاء؛ فعندما استولى الشيوعيون على الحكم أدرك الآخرون عدم قدرتهم على منازلة الشيوعية في ساحة القيم والمباديء الإنسانية، فقرروا نقل المعركة لساحة يعرفون تضاريسها هي ساحة العرق والنسب، فأقنعوا الأفغان أن الشيوعية ستقضي على الجين المقدس الذي ورثوه عن أجدادهم الآلهة، وهو وتر يبلغ من الحساسية ما يستحق التضحية بمليون قتيل وعشرة ملايين مشرد ودمار شامل لدولة شبه مدمرة أصلاً. فالشيوعية تسمح للمرأة بكشف وجهها والخروج من بيتها دون إذن زوجها والاختلاط بالرجال الأجانب. وبالنسبة للأفغاني؛ هذه مساحة كافية لفقدان الضمانات بنقاء ما في رحمها عرقياً.
المسألة لا علاقة لها بالأخلاق والقيم، ولا بالدين، ولا حتى بالتعفف الجنسي. فالأفغان من أكثر الشعوب اشتهاراً بممارسة اللواط. والمصيبة أنهم يدركون جيداً بل ويعترفون علانية بأن ظاهرة اللواط المنتشرة بينهم بشكل مرعب هي إحدى مخرجات التابو القاسي الذي يفرضونه على ممارسة الجنس الطبيعي، ولكن ما دام ذلك يصب في مصلحة حفظ النسب ونقاء الأصل والفصل؛ فهم على أهبة الاستعداد للذهاب إلى أبعد حد: لإدمان اللواط والتحول إلى مخانيث، لإمتهان الذل والعبودية وتسليم أرقابهم ومصائرهم للإقطاعيين والرأسماليين فيتاجروا فيهم ويبيعوا ويشتروا في دمائهم وأرزاقهم وأعراضهم وشرفهم وكرامتهم ومستقبلهم باسم الدين والشرف اللذين تم اختزالهما فقط في مسألة العرق والنسب.
في الحقيقة لم يمثل الأفغان حالة تخلفية شاذة في جسد المليار مسلم؛ فما تمخض عن الجهاد الأفغاني من أحداث أوصلتنا لما نحن فيه اليوم أثبتت أن الأفغان هم نموذج فكري حقيقي لحالة عامة مهيمنة بالفعل على عقلية باقي المليار، مع الاختلاف فقط في المقاسات. وكون النموذج الأفغاني يأتي ثانياً في الترتيب التخلفي على مستوى الجسد؛ أهله للحصول على المرتبة الثانية في جذب الاستثمارات الخارجية.
ولكن في المقابل –ولحسن الحظ- شكل هذا البروز الملفت للتخلف الأفغاني أرضية خصبة للدارسين والباحثين عن الحقيقة لاكتشاف أسباب تخلف العالم الإسلامي ككل، ولمعرفة سبل الخلاص أيضاً، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.
أما المصيبة الأكبر؛ ماذا لو اكتشفوا مستقبلاً بأن هذا الجين الذي بذلوا من أجله كل هذه الدماء والتضحيات؛ اتضح في النهاية أنه جين مزور، بل ومن النوعية الرديئة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم الحقيقه
على سالم ( 2015 / 7 / 7 - 04:19 )
انا اتفق مع السيد الكاتب تماما ,اللواط فى افغانستان مثل الوباء , فى امكان اى شخص ان يذهب الى اليوتوب ويكتب فى مؤشر البحث اللواط فى افغانستان وسوف يصدم من حجم الكليبات والتى تؤكد تفشى ظاهره اللواط هناك ,بالتأكيد ليست افغانستان فقط هى الموبوءه بداء اللواط بل الدول العربيه جميعها وبالذات السعوديه والخليج ,بل ظاهره زواج الرجال ببعضهم منتشره ايضا وبالذات فى اماره عمان ,انا اعتبر الافغان من اغبى انواع المسلمين ومصابين بالجمود العقلى ,لاانهم لايتحدثوا اللغه العربيه ولايفهموا مضمون ايات القرأن ومع ذلك تجد فيهم الجهل والغباء والتياسه والانفصام وعدم التربيه والسطحيه والتفاهه والدمويه والاعتقاد فى دين بربرى بدوى شرس


2 - دحض الحقيقة
سالم ( 2015 / 7 / 7 - 17:50 )
تعليقي على الاخ علي سالم :

اولا :
لا يوجد هناك دولة اسمها امارة عمان وانما هناك السلطنة (سلطنة عمان) هي دولة عريقة وجدت حيث وجد التاريخ وهي الان دولة حديثة راقية وشعبها من ارقى الشعوب....للعلم
ثانيا:
لا يوجد بتاتا كما تفضلت زواج الرجال ولا يمكن ابدا فالعمانيون شعب متمسك بالعادات والتراث ولن يتقبلوا شئ من مثل الدي لمحت...
استغرابي هو:
كيف لشخص عربي لا يعرف عمان ؟