الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب ووحل الغرور ..

حسام روناسى

2015 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



القلم مسؤولية والكلمة مسؤولية وأي كلام يقوله أن ينقله الكاتب، مسؤولية، بل اية فكرة ينشدها أو يعلو صوته بها، هي بحد ذاتها مسؤولية، مسؤولية تتجلى في نشر ثقافة معينة بين أوساط معينة ايضاً، حتى لو كانت بنسب ضئيلة جداً تعد تأثيراتها بعدد اصابع اليد الواحدة، كذلك الحال يتمثل في القضاء على ثقافة أخرى، معينة، ولكن من الجانب الاخر.
بناء عليه ولكي لا تكون المسؤولية ذات تأثير سلبي الوقع على القارئ أو المتلقي، يتعين على الكاتب أن يتحلى بصفات انسانية واخلاقية وادبية واجتماعية وعلمية، رفيعة، تؤهله لأن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع، له دوره وموقعه، وله صداه في نفوس مؤيديه ومتابعيه.
وبكل تأكيد عندما ينال أي كاتب إعجاب من هنا وثناء من هناك نتيجة تربعه على المساحة التي استحقها بين القراء، سواء من قبل القراء القراء أو الكتاب القراء، عليه ان يكون، وفي هذه الحالة، فرداً أكثر تأدباً واكثر أخلاقاً مع من أعجب به أو أثنى عليه، وإلا فأن الكاتب قد كتب على نفسه السقوط في وحل الغرور ووحل الغباء وأنه للأسف وببساطة فقد قدرته على استيعاب الامور، كما هي.
والكاتب المغرور الغبي، المقصود هنا، سيكون عالة على نفسه أولاً، وعالة على مجتمعه ثانياً. عالة على نفسه أنه سيظن ببضعة الأسطر التي كتبها أو ربما نقلها من مصادر أو مراجع شغلت في ذات الوقت مساحة خصصها له موقع الكلتروني معين يشكر عليه، سيضعه ذلك في خانة الكتاب الخالدين، وسوف يصنع له تمثال من البرونز قبل مماته إن حالفه الحظ أكثر، وفي تلك اللحظة القذرة، سوف لن يكون كاتباً يشار له بالبنان، إنما كاتباً يشار إليه بأصابع الاتهام. وعالة على مجتمعه، ذلك أنه سينقل امراضه العقلية والنفسية عبر كتاباته التي ستكون سخيفة بطبيعة الحال، الى بعض الشرائح التي هي ربما تكون دون مستوى الوعي والادراك الذي ينشد نشره الكتاب، كأمر اساسي وضروري من ضروريات الكتابة.
إن الغاية من تخصيص اي كاتب، الوقت وبذل الجهود والتركيز وتحمل المسؤولية من اجل الخروج بمقال يؤهل الوصول للهدف المنشود الذي يسعى له كل الكتاب بشكل عام، هي الوصول بالمجتمع الى أكمل حالة من الوعي والادراك قدر الامكان. لا أن يتصور الكاتب أنه بتلك الاسطر التي نشرها له الموقع الفلاني أو تلك الصحيفة الفلانية، قد بات يشغل درجة علمية أو اجتماعية أعلى من درجة القارئ، أو من الكتاب القراء الذين سبقوه إن لم يكونوا أساتذة له.
إن الذي يجري بين بعض كتاب اليوم وللأسف، أنهم يتنافسون لأجل الشهرة فقط واحتساب عدد المعجبين والمعجبات متناسين أصل وغاية الكتابة، ومتناسين ماهية الدور الذي تلعبه الكتابة وعملية النشر في رفع المستوى العلمي والادبي والاخلاقي للمجتمع، أي مجتمع، بوجه الهجمات الشرسة التي راحت تخترق عقول البشر من كل الجهات، الإعلامية الحديثة على وجه الخصوص.
وهذا يعني ان الكاتب المغرور أو الكاتب الغبي، قد وقع في فخ الحالة النفسية والمرضية التي تعكس حالته ونظرته المتعالية الاستكبارية المتأتية نتيجة عوامل بيئية أو أسرية أو ما شابه، تدفعه لأن يرتكب الاخطاء بحق نفسه وبحق الاخرين، حين يكون عنصراً ساماً ممكن أن يعرض حياة ومستقبل ممن هم بحاجة الى منور أو منقذ، الى أمراض خطيرة قد تبدأ بموال واحد له او اثنين، ممكن أن تفسح الظروف لأن يتطور العدد ويصبح فوج كامل من حملة تلك الآفة.
برأيي أن غرور بعض هؤلاء الكتاب، متأت من أسباب اجتماعية متجذرة، تدفع صاحبها لارتكاب الاخطاء كأن ينظر هذا أو ذاك نظرة الاستعلاء والاستكبار وأنه يتصور باستمرار أنه فوق مستوى البشر، كفكر وكرأي وكدور في المجتمع. لذلك فهي دعوة خالصة لأن يكف هؤلاء الكتاب عن صفات الغباء تلك، والتمسك بصفات التسامح والتواضع وعدم الانجرار وراء نزعات النفس الامارة .. بالغرور.
حسام روناسى
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة