الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتراض زنزانة

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2015 / 7 / 10
الادب والفن


دفع الباب الزجاجي وتقدم داخل البهو الفسيح، وجد نفسه جالسا نصف جلسة على كرسي وثير، يجيب على أسئلة مسؤول القروض بالشركة المصرفية، التي تملأ إعلاناتها شوارع المدينة.
- الاسم الكامل. اسم الوالد. اسم الوالدة. العنوان الكامل. رقم بطاقة التعريف الوطنية. الحالة الاجتماعية، متزوج أم أعزب.. المبلغ الذي ترغب في اقتراضه. عدد الشهور التي سيؤدى فيها المبلغ. و.. و.. و.....
كان يجيب على الأسئلة بطلاقة تلميذ مجتهد، بثقة من ينتظر في آخر الأجوبة الحصول على نتيجة مرضية، سيحل بها بعض مشاكله المادية. إلى أن فوجئ بالذي أمامه يتحول من هيأة مدرس وديع ولبق، إلى محقق بوليسي شرس وصارم، حينما باغثه بطرح السؤال:

- هل لديك سوابق؟

ظل ساكتا ينظر إلى المحقق، الذي بادر إلى توضيح سؤاله:

- عفوا، ما أقصده هو هل لديك سوابق عدلية؟

ظل الصمت هو الجواب، مع نظرات بلهاء، وفم مفتوح يحجز بداخله لسانا جافا.
وقف الموظف واقترب من الزبون، وسأل بوضوح تام:

- هل فات أن حكم عليك بقضاء السجن، هو سؤال روتيني يا سيدي، لكن لا بد من طرحه والإجابة عليه. أنت تعرف...

أكمل الرجل جلسته الناقصة، وأخذ نفسا من هواء الغرفة المكيفة، ثم وضع يده على حافة المكتب وقال:

- في الحقيقة لم أقترب يوما من باب السجن، لم أخالف أبدا القوانين، أو تشاجرت مرة مع أحد، لكن يبدو لي الآن أني أعبد طريقي إليه بإعداد هذا الملف لديكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة