الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابداع فى مواجهة الاحساس بالذنب

يوسف شوقى مجدى

2015 / 7 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يختلف المقياس الاخلاقى من مجتمع لأخر و ما يحدد ذلك المقياس يكون فى الغالب البيئة التى تحيط بالذى يضع المقياس و يؤلفه و يرسم له قوانينه الصارمة المُحددة، و يحتوى ذلك المقياس علي ما هو صواب و ما هو خطأ و بالتأكيد يُذم هذا الخطا بشدة و يترك ذلك شعورا بالذنب يشل حركة المُذنب (من خالف المقياس الاخلاقى) فيقضى بذلك على ما تبقى منه، و فى الغالب يعمل المجتمع على تغذية الشعور بالذنب عند المرء ليضمن بذلك انه سيعيش دائما فى حالة جهاد مستمر دؤوب ليحظى برضى المجتمع عنه او برضى الله الذى يفهم المرء ما الذى يؤمره به من خلال المجتمع متمثلا فى دور العبادة ، بمعنى ادق .. ان الانسان يجاهد و يتعب فى سبيل ارضاء اراء اجتماعية و التى يطلقون عليها الصفة الالهية أى انها اتية من فوق ، فهو لا يسعى لأرضاء الله فى حد ذاته بل يسعى لارضاء اله المجتمع الفلانى (أى الاله كما يراه المجتمع )، و يجب ان نكون متأكدين من أن الاحساس بالذنب ينبعث من ضمير الانسان و هذا الضمير ما هو الا نتاج بيئة اثرت بل شكلت ذلك الضمير فحتى لو اختلفت البيئة لأى سبب من الاسباب سيعمل الضمير كوصى او سفير لتلك البيئة و ما اصعب اعادة تشكيل الضمير عند اكتشاف ان مبادئه كانت خاطئة فسيظل الشعور بالذنب يؤرق صاحبه و هو يعلم ان مبادئه الاولى كانت خاطئة و ان ذلك الاحساس غير منطقى بالمرة و لكنه متجزر فى نفس صاحبه و الاحساس بالذنب هو من أكثر الاشياء التى تعطل عقل الانسان فهو كأحجارٍ ضخمة فى طريق الابداع ، فكيف يبدع انسان و هو محاط بهذا القدر من الادانة ؟! ، فرجل الدين يصفه بأنه خاطىء و والديه يرددون دائما انهم فقدوا فيه الامل و لو كانت انثي ستُدان ببشاعة من مجتمعها بدرجة لا تحتمل و عندما يفتح كتبه المقدسة لا يجدها تخلو من وسمه بالخطيئة .. كل ذلك ينتج شخصا كارها لذاته و انثى غير راضية عن جسدها و قد حملت اثقالا وهمية ليست لها ، و كل ذلك يقوض اى ابداع لان من الدوافع الاساسية للابداع هو حب الذات و رضا الانسان عن نفسه ، و لننتقل الان الى شيئا قد يختلف قليلا عن الاحساس بالذنب لكن له نفس النتيجة السيئة و هو فكرة ان الانسان مديون بحياته لشخص اخر و اقصد بكلمة "مديون بحياته" اى انه سيعيش حياته من اجل ذلك الشخص و حسب تطلعاته و اماله و نجد تلك الفكرة تتداول كثيرا فى دور العبادة ، فالمسيحى مديون بحياته لله لانه انجاه من الموت ، فهو بذلك سيسير حسب الخطة التى رسمها له الله و المسلم هكذا ايضا لان الله لا يعاقبه على سيئاته التى يقترفها و تلك الفكرة غير متواجدة فقط فى دورالعبادة و لكن يمكننا ان نجدها ايضا فى البيت فيمكن ان يقرر الابن ان يعيش حياته حسب تطلعات ابيه من منطلق رد المعروف الذى قام به ابوه من تربية و عناية ..الخ.. و تلك الفكرة تقضى على الابداع تماما لانه فى رأى يجب على الانسان لكى يكون مبدعا ان يكون حرا و منتميا لذاته و لديه اهداف واضحة نابعة من نفسه و ليست من شخص اخر فهذا سيعزز ثقته بنفسه و سيجعله يؤمن بأنه يستطيع (بمفرده) ان يقوم باشياء عظيمة و هذا سر من اسرار الابداع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح