الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن من الشفهي نحو الكتابي

ابراهيم وها

2015 / 7 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كثيرا ما يثار الجدل حول ما إذا كانت نسخة المصحف الحالية, ذلك الكلام الإلهي الكلي والصحيح, الذي انتقل من مرحلته الشفهية عبر جبرائيل, نحو محمد إلى المرحلة الكتابية, عبر مجموعة من الفاعلين الاجتماعين (الحفاظ) عن طريق عمل تأليفي تاريخي, الشيء الذي, يرفع الاعتيادية عن أدمغتنا لنطرح نفس السؤال بصيغ جديدة .. كما طرحته الحضارة الاسلامية في أوج انبثاقها وتشكلها, أي القرون الأولى للهجرة. فهل هذا الذي لا يمسه إلا المطهرين, هو حقيقة تجسيد لكلام الله جل وعلا أم أن في الأمر كثيرا مما يقال ؟؟ لست أنا من سيخوض غمار هذه المعركة الصعبة المنال, لكن ليس ببعيد عن أهل الذكر والعلم والذهاء, سوف أعطي الفرصة لرجل عظيم, سخره سبحانه ليضع الحجر الأساس لمشروع بحثي ضخم, لعله ينقد العالم الإسلامي من الاسلامات المؤدلجة المنغلقة والدوغمائية, الخالية كليا من روح الدين ومن جوهره المتعال0 ليفتح المجال شاسعا أمام قراءات متعددة ومتنوعة تستجيب للحظة وللراهن, عمليا وعقائديا. إنه فخر الدين الرازي, في تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب الجزء الأول, الباب المتعلق بـ المسائل الفقهية المستنبطة من الفاتحة الفرع الثاني والثالث. هذا الكنز الثمين علميا وتعليميا, تم تغيبه وحجبه قسرا بدعوى أنه لا تفسير فيه0 هذا البحر الذي ينهل من علوم وفلسفات عصره, ليفسر مصطلحا واحدا أو اثنين, فما بالك بأية أو سورة, وما يمكن أن يستنبطه من مسائل وراء ذلك, هذا وقد اخترت لهذه المحاولة المتواضعة والقصيرة, تناول فخر الدين الرازي لقضية التسمية أو البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) في الكتاب بين وجوبها وعدم وجوبها, ومدى إمكانية ثبوت ورودها قرأنا أم غير ذلك.
الفرع الثاني:
الذين قالوا التسمية ليست أية من أوائل السور واختلفوا في سبب إثباتها في المصحف في أول كل سورة وفيه قولان: (الأول) أن التسمية ليست من القرآن وهؤلاء فريقان: منهم من قال إنها كتبت للفصل بين السور وهذا الفصل قد صار الان معلوما فلا حاجة إلى إثبات التسمية فعلى هذا لو لم تكتب لجاز، ومنهم من قال: إنه يجب اثباتها في المصاحف، ولا يجوز تركها ابدا. والقول الثاني أنها من القرآن، وقد انزلها الله تعالى، ولكنها آية مستقلة بنفسها وليست آيو من السورة، هؤلاء أيضا فريقان: منهم من قال: أن الله تعالى كان ينزلهافي أول كل سورة على حدة، ومنهم من قال: لا، بل أنزلها مرة واحدة، وأمر بإثباتها في أول كل سورة، والذي يدل على أن الله تعالى أنزلها، وعلى أنها من القرآن ما روي عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية فاضلة، وعن ابراهيم بن يزيد قال: قلت لعمرو بن دينار أن الفضل الرقاشي يزعم أن بسم الله الرحمن الرحيم ليس من القرآن، فقال: سبحان الله ما أجرأ هذا الرجل! سمعت سعيد بن جبيرو يقول: سمعت ابن عباس يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم علم أن تلك السورة قد ختمت وفتح غيرها، وعن عبد الله بن المبارك أنه قال: من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية، وروي مثله عن ابن عمر وابن هريرة.
الفرع الثالث:
القائلون بأن التسمية آية من الفاتحة وأن الفاتحة يجب قراءتها في الصلاة لا شك أنهم يوجبون قراءة التسمية أما الذين لا يقولون به فقد اختلفوا، فقال ابو حنيفة وأتباعه والحسن بن صالح بن جني وسفيان الثوري وابن أبي ليلى: يقرأ التسمية سرا، وقال مالك:لا ينبغي أن يقرأ ما في المكتوبة لا سرا ولا جهرا، واما في النافلة فإن شاء قرأها وإن شاء ترك.
هنا يمكن أن نتوقف عند هذا الحد من إيراد تحليل الفخر الرازي, لما تواتر من أخبار وروايات حول الكلمات الأربعة أو ما يسمى بالتسمية أو البسملة, والتي تجاذبتها التيارات اللاهوتية والكلامية والفقهية بين مؤيد ومعارض. ليبقى الحديث عن مدى أهمية طرح السؤال حول ظروف التأليف أو جمع الكتاب مهما جدا , سواء أكانت ظروفا اجتماعية, لاهوتية, ثقافية, سياسية, ايديولوجية مهما كانت طبيعتها.الشيء الذي من خلاله يمكن أن نقيم المسافة بين المرحلة الشفهية لمعطى الوحي الإلهي ـ المحمدي والمرحلة الكتابية التأليفية للوحي الإلهي ـ المحمدي هذا الأخير الذي خضع لمجموعة من المراحل والمعايير الخاضعة بذاتها لظروف ربما تختلف عن المرحلة الشفهية لما نسميه اليوم "المصحف".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفرق بين القرآن والمصحف1
بـــــولس ( 2015 / 7 / 13 - 17:14 )
الفرق بين (القرآن) و(المصحف)؛ كبير, اليوم نُطلِق لفظ المُصحف على كتاب واحِد فقط وهو القُرآن الكريم, إلا أن هذا لم يكُن هو الحال قبل نسْخ عُثمان بن عفّان للقُرآن الكريم كامِلاً في مُصحف واِحِد, لم يكُن الحالُ كذلِك, فتنبّه إلى هذه النقطة.
المصحف: هو كل مجموع من الصُحُف أُصحِفت أي جُمِع بعضُهُ إلى بعْض في مُجلّد واحِد بين دفّتيْن.
ولم يثبت حديث مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قوله في إطلاق هذه التسمية على القرآن المجموع فيما بين الدَّفَّتين، لأنه لم يكن في عهده بين دفتين على هيئة المُصحف, وتسمية المصحف جاءت من الصُّحف التي جُمع بعضها إلى بعض فأصبحت على هيئة الكتاب.
فالمصاحِف إذاً المنسوبة للصحابة لا يُطْلقُ عليْها القرآن الكريم, فقد كان لفظ المُصحف يُطلق إذاً على أي مجموع من الصُحُف وُضِعت بين دفّتيْن, وهذا فيهِ من الأهمية الكُبرى الكثير, لأن بهذه النُقطة يُحاوِل المُشكِّكون إدِّعاء أن ألفاظاً مِثْل: مُصحف أبي ومُصحف ابن مسعود ومُصحف فاطِمة كما عِنْد الأخوة الشيعة ومخطوطات صنعاء ... إلخ, ماهي إلا القرآن الكريم وهذا خطأ وفُحش.


2 - الفرق بين القرآن والمصحف2
بـــــولس ( 2015 / 7 / 13 - 17:15 )
ثم يتلاعب المُنصِّر أو المُشكِّكُ بالألفاظ فيدّعي أنه كان هناك قرآن مُتعدِّد, موهِماً أن معنى مصاحِف أي قرآن.
الحقيقة هي أنها كُتُب كثيرة كُتِب فيها تفاسير وشروح ونصوص قُرآنية قلّت أو كثُرت, ولم تقتصِر المصاحِف على القُرآن الكريم وحده بل كان هناك مصاحِف إنجيلية , ومصاحِف شِعرية , ومصاحِف تخُص أفراد باعيُنِهِم يُدوِّنون فيها ما يسمعونه أو يخشوْن ضياعه.
لم تكُن المصاحِف إذاً هي القُرآن الكريم وإنما كان مِمّا كُتِب فيها بعضٌ مِن القُرآن الكريم, فكتب كُل صحابي مِنهم بمِقدار ما سمِعهُ وعلى الحرف الذي سمِعهُ مِن رسول الله -صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم-, لكِن لم يُطلق على أي مُصحف مِن مصاحِفِهِم قط أنهُ القُرآن الكريم.
وقد كانوا يُدوِّنون في مصاحِفِهِم هذه ما قد يُساعِدُهُم على الحِفْظِ و الإستِذكار, فمِنهم من أخطأ في الكِتابة ومِنهم من كتب ما صار منسوخاً ومِنهم من كتب تفسيراً أو حديثاً, وجميعُهُم لم يكتُب القرآن الكريم كامِلاً ولا بِعُرضتِهِ الأخيرة, لِذا لا يُمكِن ان يُطلق على تِلك المصاحِف أنها القُرآن وإنما بكُل بساطة هي كتابات و كُتُب الصحابة ومُدوّناتُهُم الخاصة.


3 - الفرق بين القرآن والمصحف3
بـــــولس ( 2015 / 7 / 13 - 17:16 )
المُصحف اليوم: هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم وحي الله المجموع كامِلاً كما أنزِل على رسُولِه -صلى الله عليْهِ وسلّم- منقولاً كما هو حرْفاً حرْفاً مما اتّفق سماعاً مع العُرضة الأخيرة وأقرّهُ صحابة رسول الله و كُتِب على الخط الذي كتب بِهِ كتبةُ الوحي مُستوعِباً ماتيسّر مِما أقرّه النبي مِن قِراءات , و في وجود الشهود من الصحابة العدول.

اخر الافلام

.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى


.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة




.. #shorts - 49- Baqarah


.. #shorts - 50-Baqarah




.. تابعونا في برنامج معالم مع سلطان المرواني واكتشفوا الجوانب ا