الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصبوحات ثورية

امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)

2015 / 7 / 14
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



سلاما لثورة 14 تموز ولرموزها وقادتها
في مثل هذا اليوم وقبل حوالي خمسة عقود حصل الشعب العراقي لاول مرة على حريته وتخلص من الاستعمار الانكليزي الذي لم يسمح للوطنيين من رجالات الحكم الملكي من حكم الشعب العراقي بالعدل, فقد قضوا على كل حاكم شريف حاول ان يعطي للشعب العراقي حقوقه او حريته فقد تسميم الملك فيصل الاول ومات في سات غالن في سويسرا ودفن هناك.
و قتل الملك غازي بحادث مروري مدبر ومريب لاسباب عدة اهمها وطنيته واخلاصه لشعبه حتى انه كان يحرض الشعب على التظاهر والانتفاضات مندما لم يكن الانكليز يذعنوا لمطالبه .
صحيح ان الانكليز اسسوا الدولة العراقية الجديدة بعد ان عانى العراق من الحكم العثماني لمدة تزيد عن خمسة قرون ,وكانت التركة ثقيلة فلم يكن يهم سلاطين بين عثمان غير جبي الضرائب وسوق ابناء العراق للحروب لتوسيع رقعتهم الجغرافية باسم نشر الدين الاسلامي
ومرت بالعراق خلال حقبات حكمهم بايام قحط وفقر ومرض مثلما حصل حين قضى مرض الطاعون والكوليرا على ثلثي سكان بغداد ولم تكن "الآستانة" اسطنبول اليوم تأبه لذلك , بل كان جل همهم تسويق التمر والحصول على الضرائب ولذلك وعند دخول الانكليز الى العراق لم تكن هناك في بادئ الامر مقاومة تذكر وكان الحكم الانكليزي ارحم من الحكم العثماني حسب ما يروى عن تلك الحقبة, لكن سرعان ما ادرك العقلاء ان مجيئ الانكليز كان من اجل استثمار ثروات العراق وعلى رأسها النفط الذي دفعنا ثمن وجوده في العراق غاليا ولازلنا ندفع الثمن واسسوا شركة نفط الجنوب في البصرة وشركة نفط الشمال في كركوك وانشأوا كل ما يستلزم لاجل استثماره ووزعوا هذه الثروة المهمة التي حرم منها الشعب العراقي لعقود بينهم فكانت حصة الاسد لبريطانيا وفرنسا وهولندا وطبعا امريكا ويعطون النزر اليسير للعراق وغالبا ماكانت ميزانية العراق خااوية فتضطر الحكومة الى سد العجز من الضرائب او الاقتراض من كبار تجار العراق انذاك "ما اشبه اليوم بالامس "
لكن الملك غازي رحمه الله تنبه لذلك وابتدأ يطالب بزيادة حصة النفط لصالح الشعب العراقي وحينما قام بالتضييق على الانكليز دبروا له حادث اصطدام سيارته وقتلوه وهذا هو ديدن الدول الرأسمالية فتارة يغتالو من يقف بوجه سياستهم الرأسمالية اللعينة ا وتارة أخرى يدبروا عملية اصطدام سيارة وهكذا أو يثيروا القلاقل والفتن الطائفية لخلق الفوضى والاضطراب كي يقوموا بأخذ ما يريدون بعيدا عن عين الشعب كما حصل إثناء حكم الزعيم عبد الكريم قاسم حينما قام العبثيون بجلب رؤوس الأطفال له وقالوا ان ذلك من صنع الحزب الشيوعي العراقي ولكنه كان اذكي من ان تنطلي عليه هذه الحيلة و أجابهم إنما ذلك من كيد الشركات المستثمرة للنفط لأنه كان قد أعلن عن إصدار قانون رقم 80 لتأميم النفط وطبعا لم يكن ذلك ليرضي شركات النفط المستثمرة والمتمثلة ببريطانيا وفرنسا وهولندا وأمريكا وباقي دول الدول الرأسمالية التي لم يكن همها سوى سرقة ثروات العراق وقتل وتشريد أبنائه تماما كما يحصل اليوم باسم الديمقراطية وغيرها من المسميات اللعينة التي انطلت حيلتها على كثير من أبناء الشعب العراقي.
واليوم قامت ثلاثين دولة بغزو العراق بحجة تخليصه من دكتاورية صدام والبعثيين وواقع الحال ان هذه الدول وعلى راسها امريكا هي من تبنت البعثيين حتى ان صالح السعدي قال في مذكراته عن ثورة 8 شباط الاسود"لقد جئنا بقطارات امريكية " ثورة 8 شباط التي اجهضت ثورة 14 تموز وقضت على قادتها بغير وجه حق واغتالت العديد من رجال العلم والفكر وشردت السياسيين وبثت الرعب في نفوس العراقيين واستخدمت حتى صالات السينما لسجن كل من والى او اشتبه به انه كان مع ثورة 14 تموز وكمموا الافواه واغتصبوا النساء بالسجون كل ذلك حصل تحت مراى ومسمع الدول الامبريالية والراسمالية دون ان يتحركوا قيد انملة دون ان يقولوا اين حقوق الانسان لانهم قد خططوا مسبقا لقدوم البعثيين من اجل ان يسيروا على النهج الذي رسمته لهم تلك الدول العاهرة التي كان جل همها الاستيلاء على ثروات العراق ولم يكن يرق لهم قانون 80 الذي اصدره الزعيم عبد الكريم لتاميم النفط جاء البعث على اسا قومي عربي وانهم يريدوا قيام الوحدة الفورية مع مصر وسوريا ولكن كل مزاعمهم كانت كاذبة ولم يقيموا اي وحدة خلال فترة حكمهم التي استمرت لمدة اربعين سنة لم يرى فيه العراق راحة ولا استقرار وابنداوا باغتيال اي مفكر سياسي واو ديني يناهض فكرهم واعتقلوا الاف الضباط في معسكر الرشيد وقصر النهاية وعندما استتب لهم الامر بدءوا بنفذ سموم فكرهم في المجتمع العراقي صحيح اجتث البعث ولكن فكره لازال موجود في المجتمع ونحن اليوم باحاجة الى تطهير العقول من هذا الفكر المسموم الذي قام على العنف واسس للفساد وقد استخدموا اسلوب لعين لتركيع الشعب العراقي وفق مخططات مثل تسميم الحنطة ومسلسل ابو طبر وعدنان القيسي وحرب الشمال مع الاكراد ثم حرب ايران والكويت ووو
قد يكون العراق شهد التطور في حقبة السبعينات وسنت الكثير من القوانين لكن ايضا تم تهجير الكرد الفيليين قصريا وكل من ناهض فكر البعث لفقوا له تهمة للتخلص منه بطريقة او باخرى ,لم يسلم اي بيت من بطش البعث حتى البعثيين انفسهم خصوصا في الفترة التي تولى فيها الحكم صدام حسين فقد اعدم نسيبيه حسين كامل وصدام كامل ورمى بالاخرين الى الكلاب لانهم فكروا باقامة ثورة ضده ومهزلة محكمة الثورة وا ادراك ما محكمة الثورة ان العنف الذي نراه اليوم في العراق له جدذور ابتدات منذ قدومهم في 8 شباط الاسود ومن يقرأ عن اساليب التعذيب التي مورست في قصر النهاية ونقرة السلمان يعي ويدرك من يقوم اليوم بالذبح والسلب والنهب انهم القوم ابناء القوم.
إن ثورة 14 تموز المجيدة التي كانت لها سماتها وخططها نهضت بواقع المجتمع العراقي بدءا من إلزامية التعليم ومحو الأمية وقانون تأسيس الشركات وقانون الاستثمار وقانون الإصلاح الزراعي الذي لم يرق للإقطاعيين والذين عادوا اليوم باسم العشائر و الشيوخ, كما وقامت ثورة 14 تموز وقادتها بتوزيع الأراضي على المواطنين من خلال النقابات فوزعت منطقة المأمون للقادة العسكريين والزبونة كذلك ,ومنطقة شارع فلسطين للمهندسين والمعلمين ومنطقة الحارثية للمحامين والقضاة ومنطقة الخضراء للقضاة أيضا ووزعت منطقة الاسكان للاخوان الفلسطنيين وسميت المنطقة بدور السود لانها بنيت من الاسمنت ووزعت منطقة الثورة والشعلة للعمال والكسبة ولم يبق مواطن واحد دون دار تاويه واقيمت مشاريع تنقية المياه وتقوية شبكة الكهرباء الوطنية وبوشر بانشاء مدينة الطب والجسر المعلق وانشاء القصر الجمهوري بموقعه الحالي ووتم انجاز جسر الجمهورية ونصب ساحة التحرير الخالد وفرض مجانية التعليم وتوزيع وجبة غذائية للاطفال في رياض الاطفال والمدارس الابتدائية وابتدات حملة عمرانية جديدة وكانت بغداد واجهة لكل العقول النيرة دون النظر الى الانتماءات الطائفية والعرقية وانشات معاهد المعلمين العالية لرفد التعليم في العراق كانت ثورة لها خطة ومنهج اقتصادي واضح فقد انشئ العديد من المعامل وطورت معامل اخرى مثل معمل الاسمنت في السماوة ومعمل الحديد والصلب بالبصرة ومعامل الطابوق والكاشي وو...
كانت ثورة تحمل في طياتها وسماتها نهضة علمية وصناعية وزراعية كما شكلت لجنة لاعادة صياغة الدستور العراقي والمسى بدستور عام 1959 وكان من ارقى الدساتير العربية حتى انه كان يدرس في تونس وسوريا كانت بحق عروس الثورات متمثلة بشخص الزعيم عبد الكريم واخرين لا يقلوا روعة عنه في المثل والاستقامة والاخلاق اسسوا لعراق جميل وشعب واعي اسسوا لغد اجمل وكانوا بحق غاية في السمو والرفعة في خدمة الوطن من امثال المرحوم ابراهيم كبة وجلال الاوقاتي ومصطفى علي وصبيحة الشيخ داود ونزهت الدليمي ووو
تحية اكبار واجلال لكل الشرفاء الذين ساهموا بثورة 14 تموز ولكل من ساهم بمنجزاتها الرائعة التي لم تفرق بين مواطن واخر ونام لان نضحى بقادة ومواطنين يكونون على مستوى المسؤولية في رعاية العراق واهله وتخليصه من الاستعمار الجديد الذي جاءنا اليوم بثوب الديمقراطية ولكن واقع الحال لم ياتوا الا لزرع الفتنة الطائفية ونهب ثروات الوطن وتقسيمه من خلال اجندات اعدت مسبقا بتولي وجوه وايادي ملوثة بدماء الشعب العراقي الذي ابتدأ منذ انقلاب شباط الاسود وتسليط اناس لاينتموا للعراق بشئ وانما كانوا شرذمة وعصابات قادت العراق وحكمته بالحديد والنار واسست لحكم الظ والفساد والذي لازلنا نعاني منه ليومنا هذا
اتقو لثورة مدنية تقضي على كل حاقد وفاسد جاء بانتماءات طائفية واقليمية لزرع الفتنة وتمزيق العراق فالعراق اقوى واقوم منهم وسيبقى لانه احتضن كل الحضارات انشات فيه واول دستور كتب فيه وكان ولازال يحتضن رفاة الانبياء والاولياء والصالحين انه موطن اور وسومر واكد واشور وبابل لن يهزم مازال فينا عرق ينبض .

المهندسة امل الطائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج