الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضوج فى مواجهة فكرة خطة الله

يوسف شوقى مجدى

2015 / 7 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تمتلىء حياة الانسان بعديد من النكبات التى تجعله مُشتت الذهن ، غير قادر على التفكير العقلانى فى سبيل الوصول الى حلول للمشكلات التى يمر بها ، و ما أروع ان يكون لدى ذلك الشخص اصدقاء يقفون معه و يشدون من أزره فى تلك المحن و على الرغم من ذلك فهذا الشخص ينطوى بداخله شك عظيم فى قدرة هؤلاء الاصدقاء لمساعدته و ذلك يرجع بالتأكيد الى اسبابٍ عدة و لنذكر اهمهم و اعمهم ان هؤلاء الاصدقاء رغم اخلاصهم و تفانيهم ، فانهم سيظلون محدودين بالمقدار البشرى ،فلا يمكن الثقة مائة بالمائة فى تسويتهم للامور و انهائها تماما ، فيبزغ هنا احتياج الانسان الى قوة عليا او شىء يثق فيه مائه بالمائة و لا يداخله اى شك فى قدرته و نرى ذلك الشخص يقف و يعلن بثقة ان الله قد رسم خط سير لحياته و انا لا أرفض تلك الفكرة كليا ، فيوجد نفوس ضعيفة تحتاج لذلك بشدة و لكن ما التقدم التى تحرزه تلك الفكرة فى اصلاح تلك النفوس الضعيفة ، اظن انه لا شىء !.. بل تجعل الموضوع يزداد سوءا ، فعلى الرغم من الدعم النفسى الذى تقدمه فكرة خطة الله الا انها لا تُصلح ضعف الانسان ذاته لان الضعف لم يكن بسبب ان الانسان قد تعرض لمشاكل بل انه نتيجة الاحتياج و عندما يحرز الشخص اهدافه و تنتهى مشاكله ، لا ينتهى احتياجه بل يزداد اكثر فأكثر لتثبيت الوضع الحالى و منع ترديه مرة أخرى فأى حل لا يجعل الانسان يعتمد على ذاته فى حل مشاكله ، لا يعالج الانسان بل يدمره و يجعله اسير ذلك الحل الى الابد و لا اريد ان اكون سىء الظن و لكن يظهر امامى ان الله يستغل ضعف البشر لكى يظهر مجده الشخصى على شفاههم ، فهو لا يعالج الضعف و لكنه يعطى الشخص نجاحا فيخبر معارفه بعظمة الرب و لكن ضعفه و عدم اعتماده على ذاته مازالا باقيين بل الادهى من ذلك ان فناء ذلك الضعف و اعتماد الانسان على نفسه يعنى بالتأكيد فناء تمجيد الانسان لله لان الانسان سيبدأ بالايمان بان اى نجاح يحققه ما هو الا من مجهوده الشخصى فسيعطى الفضل فى النهاية لنفسه ، و من اضرار فكرة خطة الله ان الانسان يشعر بأنه مديون لله لانه اصلح حياته و ارجعها الى مسارها الطبيعى و كما تحدثت فى مقال "الابداع فى مواجهة الاحساس بالذنب" ان شعور الانسان انه مديون ، يمثل عقبة فى طريق الابداع و كل هذا غير الاضرار المتعلقة بتدمير ذاتية الانسان و اعتماده على نفسه فما ابشع ان يعيش شخص حسب توقعات شخص اخر فهو بهذا يفقد حريته و يتحول تدريجيا الى طفل صغير يحتاج الى أب يساعده فى كل شىء فيجب ان يعلم الانسان انه مسئولا عن كل كبيرة و صغيرة فى حياته و بالرغم من وقوعه فى أخطاء الا ان تلك الاخطاء تساعده على تحمل المسئولية و تصحيح الاوضاع ، فالعالم لا يحتاج الى اطفال بل مبدعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط