الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلية العربية والعقلية الغربية ...فوارق الصراع والحل

ميثم مرتضى الكناني

2015 / 7 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يخطا الكثير من مثقفينا في مقارناتهم وتحليلاتهم بين واقعنا العربي او الشرقي والواقع الغربي فيما يخص ادارة النزاعات وتنظيم العلاقات , وفات هؤلاء السادة الاختلاف التاريخي الواضح بين الشخصية العربية والشرقية من جهة عن الشخصية الغربية , سمعت كثيرا وقرات عن منظرين في ادارة الازمات يتحدثون عن حسم صراعات معقدة بجراحة خفيفة مثل قضية تقسيم جمهوية تشيكسلوفاكيا او حل النزاع العويص في جنوب افريقيا بعد عقود من الصراع بين السود والاقلية البيضاء , وتخيل هؤلاء امكانية تطبيق ذات النموذج على الارض العربية او المحيط الشرقي او الاسلامي , لم ينتبه هؤلاء الى الفارق في الثقافة والتاثير المتجذر لل( الفحولة والانفة ) في رسم وصياغة المواقف والتي تتجه دائما نحو اثبات الذات بصرف النظر عن النتائج فهي لاتتعامل اي الشخصية العربية والشرقية بمنطق براغماتي (عملي) كما هي الشخصية الغربية تحسب فيه النتائج والاثار , وانما تركز جل اهتمامها على اثبات الذات وانفاذ الكلمة مهما بلغت النتائج سوءا او قادت الى كوارث , لسبب بسيط هو تداخل التراث بشكل ملفت في سدة النسيج النفسي العربي الاسلامي , والتاثر الكبير بالتاريخ ليس من ناحية الاحترام والتبجيل بل يصل الامر في احيان كثيرة الى تقليد الحدث التاريخي ومحاولة ترجيعه على طريقة المحاكاة الحرفية , خذ مثلا الحرب العراقية الايرانية والتي بداها صدام باجتياح الاراضي الايرانية عام 1980 , كان بالامكان ايقافها عام 1982 لو تحلى الطرفان بعقلية عملية مرنة , الا ان القيادتين العراقية والايرانية نظرتا للنزاع وهما متاثرتان بالاستحضار التاريخي , فالعراق او نظام صدام حسين كان يبغي احراز نصر سريع على ايران على طريقة عملية باربوروسا , ايران من ناحيتها نظرت للحرب بانها حرب مقدسة تمثل ( البغي على الامام ) مقلدة تفاصيل معركة صفين ورفضت كل مبادرات السلام بين البلدين لانها نظرت اليه على انه اسلوب يشبه رفع المصاحف التي قام بها معاوية عندما اوشكت جبهته على الانهيار , ان الصراعات التي يشهدها اليوم عالمنا العربي والاسلامي هي صراعات صفرية بالمطلق تعمل على تركيز كل المحتوى التاريخي للكراهية والاختلاف ولا يقود الى اي افق للحل لانه ببساطة ليس صراعا على موادر او مناطق نفوذ بل انه انحدر بشكل خطير ليتحول الى صراع وجودي مدمر بين الطوائف والمكونات , وقد يستغرب البعض من سكوت او تهاون الاسرة الدولية عن التدخل في ازمات الصراع في المنطقة متناسين ان جوهر الحل يكمن في تغيير العقلية الشرقية وتعديل منهجية تفكيرها الذي يركز على الامور المعنوية اكثر من تركيزها على الامور المادية والتي تلتقي عندها المصالح , فحرب البسوس او داحس والغبراء التي استمرت لعشرات السنوات ماكانت الا قتالا من اجل بعير تم قتله , وبنفس الاسلوب نشتبك الان ونبالغ في تطوير العداوات من دون الرجوع الى لغة المنطق لغة المصالح الواقعية ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah