الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع القبلي والمدني... وما بينهما

عزيز ياسين

2005 / 10 / 12
المجتمع المدني


إن القول اننا في خطر ليس تهويلاً بقصد الاثارة ، ولا تعريضاً بسبب موقف شخصي من القائمين على صناعة القرار في هذا البلد أو ذاك ، ولكنها نصيحة لتدارك ما يمكن تداركة حيث ان في عودة القبيلة والعشائرية وبالتالي المحسوبيات على السطح السياسي والاجتماعي ظاهرة غاية في الخطورة واضمحلال الوعي فبعد هيمنة وسيطرة لافكار ورؤى اكثر تقدمية كطرح الملك فيصل بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه لأمة اسلامية واحدة تجمعها منظمة المؤتمر الاسلامي وكافة تفرعاتها من تكتلات وادارات قبل عشرات السنين وكذلك في قومية جمال عبدالناصر – وان اختلف معه كثيراً– الا انها لازالت تدعوا الى اجماع وتوحد لصالح الامة والاوطان ضد الاعداء والمتربصين اما في القبيلة وتطرفها والعصبية القبلية داخل المجتمع الواحد اول مكامن الخطر والتفتيت لاصحاب المشاريع الخاصة فالعنصرية القبلية هي سبب رئيسي وحاضن للمحسوبية والواسطة التي تقصي الانسان المناسب والكفؤ عن المكان والمنصب المناسب المؤثر في مصالح العامة ! ان دعاة العنصرية القبلية والعشائر يخدمون بطريق غير مباشر الطابور الخامس وهم بذلك يمثلون ألد أعداء الوطن والوطنية ! انهم لا يختلفون في عنصريتهم ورفضهم للاخر عن نازية هتلر او فاشية موسوليني ! والخطير في المسالة هو انهم يقفون عائقا في مجتمعاتنا العربية وخصوصاً الخليجية التي تنبت الديمقراطية حديثاً كالكويت ، والاردن، واليمن ، وقطر والسعودية عما قريب ! ان هؤلاء ضد العدالة الاجتماعية والمساواة وتكافىء الفرص انهم فوق القانون والنظام انهم صانعي الحقد والكره والضغينة بين افراد المجتمع يجب محاربتهم واجتثاثهم انهم يروجون للهجات العامية على حساب القران الكريم انهم يروجون لقصص الماضي الدفينة التحريضية التي تعتبر الهمجية والوحشية والسلب والنهب والاعتداء على المسلم الاخر وماله وعرضه وحلاله قمة المرؤة والشجاعة والبطولات على حساب السير النبوية والسلف الصالح وما فيها من شواهد ودعوات للتسامح، وكلما ازدادت الامية والجهل والفقر والتخلف بين افراد فئة اجتماعية ما كلما تفشت العنصرية القبلية كما ان ابناء القبيلة العنصريين الذين يعملون على الترويج للانغلاق والتقوقع على الذات في الاساس هم من الفاشلين في مواكبة متطلبات العصرنة والتحديث الاجتماعي وعلى رأسها العلم والتعلم انه نوع من الهروب في مواجهة الواقع ومكامن صناعة الذات الى البكاء على الماضي الدموي .

إن على رجال الشريعة والفكر ،ورجال التربية والاعلام الذين يتبادلون الراية ويمسكون مقاليد المؤسسات المعنية ان يواجهوا هذه الأفكار المنحرفة والايدي الشرسة التي لاترغب بنهوض المجتمعات ونموها.

اقول ذلك كمراقب ومتابع للتحولات الاجتماعية التي احدثتها مؤخراً المتغيرات الدولية وعلى راسها تبني الديمقراطية كنظام اجتماعي في المنطقة حيث يتم تسريب بل اشاعة طرح خطير لدى نخب اجتماعية خليجية لها مكانتها ووضعها حيث ترى القبيلة مظلة لتكتل والتحزب وتبريرها في ذلك انه لا توجد احزاب وتجمعات سياسية ذات تاريخ عريق في دول المنطقة لذا ان البديل يكون من خلال القبيلة. عليه نقول لهم ان عليهم اذا صدقوا وارادو النهوض وليس السقوط لمجتمعاتهم العودة في بناء وفهم العناصر والاسس التي قامت وتقوم عليها الدول الغربية الديمقراطية المتقدمة الا وهي الاحزاب حيث تبنى الاخير على برنامج عملي وطرح يتولى مشروعاً كاملاً متكاملاً لايجاد مسلك وانقاذ لخروج المجتمع من ازماتة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية الفكرية والعمل على ايجاد الوسائل وافضل السبل لتطويره ونماءه وليس اختزال شعب بكاملة ووطن ومعضلاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة


.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي




.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة