الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها النجم البارزاني : لا عليك .. سيكتب عنك وعنهم السيناريو بالتفصيل

فؤاد حمه خورشيد

2015 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ايها النجم البارزاني : لا عليك .. سيكتب عنك وعنهم السيناريو بالتفصيل
اذا جاز القول بأن (التاريخ يعيد نفسه) ، فان القضية القومية الكوردية اليوم في وضع اشبه بوضعها في ايام مؤتمر السلام في باريس عام 1919. هناك كانت تجرى بين وفود الحلفاء مباحثات حول امكانية انشاء دولة كوردية مستقلة ، وكان هناك من الكورد من يحاول ان يعرقل ذلك . وتجرى اليوم وتكتب مقالات وتكتب دراسات، وتبرز تصريحات في الاصعدة المختلفة ، المحلية والاقليمية والدولية حول حق الامة الكوردية في ايجاد كيانها السياسي المستقل، وبخاصة في ذلك القسم الذي بات يعرف بكوردستان الجنوبية(الملحق بالعراق). منذ سنين انصبت جهود ومساعي الرئيس مسعود البارزاني السياسية والدبلوماسية والعسكرية وجولاته وزياراته المكوكية من اجل لملمة وبلورة هيراركية (تسلسل هرمي) واضحة و هيكلية شاملة للتصور الدولي والاقليمي حول هذا الهدف المنشود،واختيار الوقت المناسب لاعلانه والذي حرمت منه الأمة الكوردية منذ 550 ق.م. .
هذا الهدف المقدس واجه ويواجه، مثلما واجهت مساعي مؤتمر باريس قبل 96 عاما ، عقبات ومؤامرات ودسائس وخيانات على كل الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية على حد سواء. فعلى الصعيد المحلي لا يحلو للبعض ، مهما كبرت وعظمت وخطت مساعي البارزاني لتحقيق الهدف القومي المنشودا ، ان يقوم أو ينفذ هذا الانجاز الرئيس مسعود البارزاني ، بسبب العقدة البارزانية المتجذرة فيهم والتي هي سببت انشقاقاتهم، وانقساماتهم، وحروبهم الداخلية، وتقسيم اداراتهم، ووارداتهم، واخيرا عدم اتفاقهم حتى على القضايا المصيرية. من هنا تنطلق رؤى بعض الاحزاب الكوردية واجنحتها ،و مناوراتها وتحالفاتها، السرية والمعلنة ، ضمن هذا السياق بتلميح أو تحريض أو ترحيب ، أو دعم من بعض القوى الاقليمية التي لا يعجبها المساس (بوحدة العراق الاقليمية) ، ولاجهاض اي مسعى باتجاه الدولة الكوردية يقوم به الرئيس مسعود بالذات .
هذه المحاولات والمناورات ترتبط بها مايدور الان في الداخل الكوردستاني من محاولات لتغيير النظام القيادي في كوردستان من الرئاسي الى البرلماني ، وكأن ، بتصورهم وبسبب عقدتهم ، ان السيد البارزاني سيبقى في دسة الرئاسة الى ابد الابدين . ومحاولتهم تنصب في اجراء انتخابات الرئيس عن طريق كتلهم البرلمانية التي اتفقت على ذلك ماداموا يعتقدون بانهم يستطيعون ايجاد الاغلبية البرلمانية اللازمة لذلك . وليس مصادفة ات يلتقي هذا الطرح مع مساعي دولة اقليمية او اكثر ، في حرمان الشعب الكوردي من اختيار رئيسه مباشرة، وهي الصيغة الاكثر شرعية وديمقراطية ، كل ذلك فقط من اجل ان ازاحة السيد مسعود من منصبه القيادي والقضاء المبرم على مشروع انشاء الدولة الكوردية .
حسب قراءاتي ومتابعاتي يجب ان يكون معلموما لدى الجميع بانه لو امكن حدوث ذلك ، فانه من الصعوبة القاتلة والمستحيلة ان تتفق هذه الاحزاب، مثلما اتفقت على مسعود البارزاني ، ان تتفق على مرشح لرئاسة الاقليم بديلة لقيادة البارزاني في كل مواصفاته ومواقفه القومية والاقليمية والدولية ، وهذا سيجر البلاد الى صراعات وانقسامات داخلية جديدة تغذيها القوى الاقليمية بقوة ليتحول هذا الاقليم المزدهر النامي (هيراركيا ) والمزدهر، الامن، المستقر سياسيا الى سوريا، أو ليبيا ، او يمن ثانية.
لا يجوز في السياسة بتر الاحداث عن بعضها البعض في القضايا المتقاربة ، ومالم يتم ربطها بمثيلاتها سوف لن تكون هناك نتائج مقبولة أو مقنعة . فهذه المحاولات الداخلية ، شئنا أم أبينا ، تلتقي بمساعي جهنمية اخرى لافشال المشروع القومي الكوردي بقيادة البارزاني، فهجوم داعش المخطط اقليميا والذي جابهته كوردستان باروع ما تكون المواجهات عبر جبهة طولها 1200 كيلومترا، ، والذي كان يهدف الى اجهاض المشروع القومي الكوردي في اساسه ، كان احدى خطوات تلك المؤامرة بعد ان تم تسليح داعش باسلحة ثلات فرق عسكرية عراقية من الموصل وتكريت ،اما الخطوة الاخرى فتتمثل بمساعي بغداد الشيطانية ضد الحياة الامنة المستقرة لشعب الاقليم وذلك بتزامن سياسة تقطير ميزانية الاقليم ، وقطع رواتب موظفيه ، والتلاعب بمقدرات بتروله ، وتعريب مناطقه وتهديده باشكال مختلفة مع هجوم داعش ، وامعانها في ممارسة نفس السياسة حتى الان رغم كل الجهود التي بذلتها قيادة الاقليم لحل المشكلات بالحوار والاتفاق .
هذه باختصار معالم المؤامرة الكبرى التي تتعرض لها كوردستان اليوم. ترى هل سيخرج الشعب الكوردي بقيادة البارزاني منتصرا هذه المرة ايضا، أم ان كثرة المتامرين والحاقدين ستحول هذا الكم الهيراركي من المنجزات البارزانية للقضية القومية الكوردية ، من سيفر الى لوزان ثانية ، ليئن الشعب الكوردي قرنا اخر من ويل الذل والارهاب والتبعية.
المؤامرة كبيرة ومتشعبة.. يا سيدي البارزاني لا عليك ، تقدم فالتاريخ لا يرحم وسيكتب السيناريو عنك وعنهم بالتفصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن