الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفى استخفافا بالتونسيين

محمد الحمّار

2015 / 7 / 23
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


في الوقت الذي يظن فيه متاجرون اعتباريون أنّ تونس ستصبح حليفا للولايات المتحدة على حساب ليبيا شرقا والجزائر غربا، سوف يكون هؤلاء المتاجرون أول من يُصدم بمعرفة أن الشعوب الثلاثة شعب واحد وأن المغرب العربي ليس ألمانيا النازية (سابقا) أو الاتحاد السوفياتي (سابقا) حتى يُختار من يتحالف مع الأجنبي ضده فينجح التحالف.الحليف المنشود هذه المرة - تونس- هو من صُلب المتحالف ضده.
للأسف لم تكن المؤسسات الديمقراطية في الموعد لتقول كلمتها في الموضوع الذي أثار حفيظة الناس في الآونة الأخيرة ألا وهو مدى صحة الأخبار التي تتحدث عن إقامة قاعدة عسكرية أو استخبارية أمريكية في تونس. كنا نتمنى لو تحركت هذه المؤسسات حتى تكون الآراء بشأن هذا الموضوع صريحة ومتنوعة ويكون للموقف الذي سيتم الاتفاق حوله مصداقية لدى الشعب. لقد سمعنا عن اتفاق بين تونس والولايات المتحدة ولم يطلعنا أحد على فحواه وتفاصيله. وقرأنا عن نية الولايات المتحدة تنصيب قاعدة استعلاماتية في جهة الهوارية وكيف أنّ سكان جزيرة صقلية الإيطالية كانوا قد رفعوا دعوة قضائية بشأنها باعتبار أنها كانت مقامة هناك وكيف أنهم ربحوا القضية، كل هذا ولم ينبس أحد من المسؤولين في تونس ببنت شفة لتوضيح المسألة، سوى بالنفي غير المقنع.
وما عدا بعض الأصوات المعزولة، ليست هنالك جهة رسمية أو غير رسمية قامت بتحليل الخبر وبشرحه للرأي العام. نفهم من هذا أنّ المجتمع السياسي في إجازة وربما علينا أن ننتظر أسابيع بحالها قبل أن نميز بين الغث والسمين بخصوص مسائل متصلة بعضها ببعض مثل زيارة نيكولا ساركوزي لبلدنا وتصريحه المتطاول على ليبيا والجزائر والمُهين لتونس فضلا عن الدور الذي تعتزم الولايات المتحدة أن تكلف به تونس لِجِهة أنها أصبحت حليفا متميزا من خارج الناتو لهذا البلد ، وعن الإيحاءات التي تحيل على أن هنالك مشروع كبير يستهدف الشقيقة الجزائر.
هذاّ الصمت الذي يخيّم حول هذه القضية المصيرية ذات الروافد المتعددة والمتشعبة، إن دل على شيء فإنما يدل على أنّ السلطة والمعارضة على حدٍّ سواء يستهينان بالمواطن وبالشعب استهانة نكراء. والشيء من مأتاه لا يستغرب، فتحالف الحزب الفائز في الانتخابات (نداء تونس) مع أكبر حزب يفترض أن يكون في المعارضة (حزب حركة النهضة) لا يمكن أن يثمر غير هذا الصمت المخيف. وبمجرد أن الحزب "المعارض" يحاول دوما أن يبقى ملتزما بالتحالف مع الحزب الحاكم تكون النتيجة حزب حاكم لا يحكم ومعارضة لا تعارض. وهذا مما يؤكد أنّ الصمت المتبادل، عندما يكون غير طبيعي مثلما هو الحال إزاء هذه المسألة، فإنه يترجم حالة من الاحتقان التواصلي تخفي هي بدورها إفلاسا معنويا موصوفا. فكيف ستكون الحكومة معطاءً من الناحية السياسية وكيف ستكون المعارضة (المتبقية) ذات مصداقية لدى الشعب؟
كل هذا يسيء للشعب لأنه استبلاه له واستخفاف به. ومن نتائج الاستخفاف أنه عادة ما يستبطن الاستغلال. هكذا، قد نميل إلى الاعتقاد أنّ أطرافا ما، في السلطة أو من خارجها، تستغل عنصر الإرهاب لترهيب الشعب حتى يقبل بتنصيب قواعد أجنبية في البلاد. مع هذا، وحتى في حال تصح هذه الفرضية فلا نشك في أنّ تونس لها ما يكفي من الوطنيين و من ذوي النوايا الحسنة لكي يضعوا نصب أعينهم مهمةَ العمل على تحقيق وحدة المغرب العربي كخيار وحيد لمقاومة الشر أيٍّ كان مأتاه و بالتي هي أحسن، وواجبَ التحلي باليقظة والتسلح بردة الفعل الفكرية والخطابية، وهو أضعف الإيمان لمناهضة أية حملة على تونس وعلى المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت