الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الكهرباء

محمد الياسري

2015 / 7 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


محمد الياسري

هل يمكن ان ان تعم ثورة عارمة في عراقنا تحمل عنوانا لها (ثورة الكهرباء)؟
في بلد ينعم بالثروات والكفاءات يعيش منذ سنوات طوال تداعيات كبيرة على مستوى الخدمات وضعف البنى التحتية بصورة تبدو سوداوية وميئوس منها على المدى القريب ولسنا هنا في مدار البحث عن التراكمات الكبيرة للحروب التي خاضها هذا البلد عبر ثلاث عقود من الزمن بقدر ما نسعى الى تأشير حالة اشبه بالعجيبة لما وصل اليه حال هذا البلد بعد سقوط نظام الطاغية والى اليوم.
كان ولازال قطاع الكهرباء محور جدل كبير لما عاناه ويعانيه من تدهور مضطرد دون وجود بارقة امل بتحسنه وطيلة السنوات التي اعقبت سقوط نظام صدام كانت الاموال المصروفة على هذا القطاع والخطط والدراسات والمشاريع وانجاز المحطات مثار تندر وسخرية في عموم الشارع العراقي وكان هذا القطاع مرتعاً خصباً للفساد المالي والاداري ونقطة تحول في حياة كثير من العاملين فيه للثراء والصعود الى مصاف المليونيرية.
تخيلوا حجم المبالغ التي صرفت على تأهيل واعمار وبناء وانشاء محطات كهربائية؟
وتخيلوا حجم التصريحات والوعود التي اطلقت وتطلق بانتهاء الازمة وتنعم المواطنين بتيار مستمر؟
تخيلوا كم مرروا علينا من اكاذيب وخزعبلات وضحكوا علينا طيلة النهار والليل بتصريحاتهم الرنانة اننا سنودع للابد المولدات وسننعم بطاقة مستمرة افتقدناها منذ ثلاثين عاماً؟
كل خبراء الطاقة في العراق ووزراء التخطيط والنفط والمالية لم يسعفهم الحظ بالعثور على معالجة بسيطة لازمة الكهرباء فتارة نبني محطات مائية ونحن لاماء لدينا ودول الدوار تحاربنا به.. وتارة اخرى نبني محطات غازية من النوع الرديء حتى نمد لهن انابيب غاز ونستورد لها هذا الغاز من الجارة ايران بحيث يكون سعر هذه المحطة اضعاف مضاعفة تتخم جيوبنا وتتوقف بعد كم شهر.. او ننشأ شركات وهمية لنقل الغاز والنفط الاسود الى هذه المحطات ويكون غطاءً قانونياً لتهريب هذا الوقود لدول الجوار ونملأ نحن كروشنا بالملايين.
واخر صيحات السرقة والضحك على هذا الشعب المسكين الذي يتلظى بنار تموز العراق هو الاتفاق الخفي بين نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة والخدمات والامن وكل شي بهاء الاعرجي ووزير الكهرباء صاحب الشركات في الامارات وغيرها لتحويل محطات كهربائية صرفت الدولة عليها مليارات الدولارات للاستثمار من قبل شركات يعرفها فقط الاعرجي والفهداوي بحجة تطوير انتاج هذا المحطات.
ولاول مرة عبر تاريخ الاستثمار ان تمنح شيء كامل وجاهز لمستثمر بحجة ادارته وليس ان يطلب من المستثمر بناء مشاريع جديدة متكاملة لاتدفع الدولة فيها سنت واحد اما ان نهب محطات كاملة ومنتجة وشغالة الى شركات استثمار دون ان يدفعوا شيء فهذا قمة الضحك على المواطن..
لا احد في الشارع العراقي لا يعرف كارثة الفساد في الكهرباء ودوائرها ومشاريعها لكن رؤوساء الحكومات العراقية والبرلمان عبر السنوات الماضية لم يفكروا باتخاذ اي اجراء بخصوص هذا الفساد الغريب العجيب وعلى قول كثير من المواطنين بتندرهم على ما آلت اليه الكهرباء لو تم شراء مولدات ديزل بالاموال التي صرفت على هذه الوزارة لاصبح لكل عراقي مولدة خاصة به ولما عانى احد ولو تعاقدت الدولة منذ عشر سنين على محطتين كهربائتين نوويتين لكنا الان في نعيم ...
يبدو الامر ان بقاء المشكلة هو خيار الجميع في الدولة والبرلمان ولكن خيارنا نحن كشعب سيكون بثورة الكهرباء التي لن تبقي من الفاسدين احد ربما تكون هذه الثورة الان ليس قريبة لكنها آتية ولن تتاخر لان صبر هذا الشعب الذي اعطى كل شيء ليتنعم ساسته ويثروا لن يطول ولن يتأخر رد المواطن الذ ضحى بدمه وماله وابنائه للعراق وعزته .
حري بمن يدعي الوطنية ان يرد للشعب بعض جميله وتضحياته والخدمات اولوية كبيرة لدى هذا المواطن والاهم ان ينعم بكهرباء مستمرة وماء لا ينقطع ونظافة تسر العين.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون