الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحث عن نفوس ضائعة في داخلنا

مجد يونس أحمد

2005 / 10 / 14
الادب والفن


عندما جاء أيلول يحمل اللحظات المصفرة ؛ تساقطت وريقات الخوف , واقتعد ضفة الفراغ عند الحد الفاصل بين الـ/ الان , والـ/ كان , والـ/ سيكون .
ترى الى أين نسير ؟
وكيف نمضي ؟
وخلف السراب نلاحق اجوبة الأسئلة !!!
من ينزع لجام العبودية عن عقله سيصيبه الجنون , جنون الحرية , جنون الحقيقة , فكم تلحق المعرفة أذىً بنفوسنا الهرمة , فترفعنا الى الدرك الأسفل من أسفل الدرك ..
وندخل في الباب الواسع
كل الدنيا تضيق في فضاء الحرية , يااااااه كم تحتاج الحرية الى فضاء رحب واسع , واسع بما فيه الكفاية كي نشعر بصغر الأرض , تحت وطأة حاجتنا المتزايدة للحرية ..
نحن بشر نعيش صيرورة الصورة الغريزية الغريبة ؛ خوفا من مغامرة الحياة .
هل فكر أحد اننا نحن البشر لانعرف خطيئتنا إلا بمقدار معرفتنا لله ! وبمقدار ما يتجلى لنا الله ! وما نتجلى نحن لأنفسنا ؟!؟!؟
وقتئذ نستطيع أن نشعر بخطيئتنا , حيث ليس ثمة خطيئة إلا بالنسبة لله , وهنا يقودنا البحث عن الموجود الى الماوراء؛ الى المطلق ؛ أنا , أنت , هم , كلنا المطلق .
ويظل الله مجهولا , صامتا .
ان شعورنا بالخطيئة لهي إلا الوجه الآخر من حبنا لله , ويقين بالغفران ومولد للشعور بالأمان والطمأنينة لأصل الى القول جازما : إن الشعور بالخطيئة لهي صورة من صور الإيمان , صورة من صور الصلاة , من هنا أقدس الخطيئة التي نخافها , ونلجم عقولنا خوفا منها , أفتخر بخطيئتي كما حبي لله , مندفعا نحو كلّية تلائم مرونتي والواقع المؤلم , محاولا الإنقلاب على ذاتي في أعمق أعماقها , أحاول هدم ونبش البنى التحتية لشخصيتي علّي أصل الى الجوهر المفقود بحثا عن جذوري الفاسدة التي زُرِعت وحقنت بفكري وجسدي وصولا الى نهاية أنقذ بها شخصيتي الحقيقية من الموت .
من مِنّا يعيش بشخصيته الحقيقية ؟
بل من يجرؤ على الظهور بشخصيته الحقيقية ؟ ومن يمتلك حتى مجرد التفكير بذلك بعيدا عن منطق الخسارات في دوامة الخوف من فقدان ما نحب وما نرغب ...
عندها ماذا يمكن له أن يفعل بأقنعة عاش عمره ينحت بها شخصياتها التي يظهر بها , في البيت , الشارع , العمل , الأصدقاء , حتى يصل لشخصية ينحتها ليرتدي قناعها يواجه بها نفسه , مخفيا وجهه الحقيقي حتى عن نفسه , ياللكارثة !!!!!!!؟ .
كيف لحقيقة ما في هذا العالم ان تظهر ولَمّا تزل تسكن الأقنعة داخل الأقنعة ..؟؟؟؟
اذ هي إلا ضروب تعويضنا , وهي من تساعدنا على العيش ,بحيث نتمسك بضروب تعويضنا وكبتنا وحصرنا , خوفا من زواله , عندها يكون زوالنا , زوال الأوهام , فنقع في فخ الحقيقة , الغير مناسب للحرية على ما يبدي لنا خوف تفكيرنا ...
إحساس باليأس عميق جدا .. وإحساس بالفرح .. سنمضي نحو الباب المغلق
ينفتح ويكون صعبا أن أستعيد ذاتي ...
الآن أستطيع قول كل ما يخطر بذهني , وأدخل الباب الذي سوف ينفتح , الأشبه بالدهليز , هناك أشياء تحتفظ بها ذاتي , تتحرك بداخلي ,
أشياء تجعلني , تبقيني , سجينا دون أن ادرك , حيث كانت تحول بيني وبيني , وبيني وبين الناس , وبيني وبين الحياة , وبيني وبين الله .
ها هو ألمي يحثني على البحث عن ذاتي الضائعة في مجاهيل نفسي , أقف , أفكر , كيف نحن من الداخل ؟ وهل أتطابق ونتطابق مع شخصياتنا الحقيقية ؟ هل ندركها ؟ شخصياتنا الواقعية مع الداخلية ؟ أم هي إختلاق نخترعه لنحمي أنفسنا من المخاوف .
أحس بأني عشت طويلا في الظلام .
هناك صلة ما تربط الإنسان بذاته , بالناس , بالإله , وكل موجود يتصف انه في بحث مطلق عن ذاته في لاشعوره .
أين يجده ؟ ؟ ؟
لماذا نبحث في خارجنا عن أنفسنا ؟ هل نفتقر في ذواتنا عما نبحث عنه في خارجنا ؟
ماذا لو اخضعنا اللاشعور الى الشعور ؟
لو أتت القوى الغريزية وصعدت وأصبحت في ساحة الشعور , والوعي , تتغذى منه وتغذيه كما النسغ يغذي جذوع الأوراق والجذور ؟ حكما , سنرتفع الى قمة المدى , حيث النا الشعورية , الصاحية , المُحاكمة , المنطقية الةاعية , تلك التي غُمر جزء منها في اللاشعور الشخصي الذي يحتوي جميع تجاربنا التي عشناها مما يوصلنا الى اللاشعور الجمعي .
هل الواجب أمر مطلق ؟
الثياب تصنع القديس في المطلق ؟
سيبقى الصراع قائما بين الأنا واللاشعور , وسنبقى في صراع الأضداد من حيث لاندري ولن نجرؤ أن ندري .. نحن لانحب أن ندري وليس لنا قوة إلا قوة الدخول في قفص العبودية الأبدية ..
لماذا نحن نكره الديكتاتور , والمتسلط والقوي حتى لو كان حكيما أو ... طبعا لأنه يذكرنا بضعفنا الذي نهرب منه .. ليس أكثر . يذكرنا بكينونتنا الهشة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته


.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202