الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران تعادي البارزاني .. ايران تناصر البارزاني

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2015 / 8 / 3
القضية الكردية


لا نتوغل كثيرا في عمق التاريخ ، الاّ ان من المؤكد ان هناك اواصر قرابة من نوع ما بين الكرد والفرس ، وان اللغتين الكردية والفارسية تنتمي الى عائلة واحدة ، وساهم الكرد بنشاط في الحروب التي خاضتها ايران في العصور الغابرة حتى تحددّت الحدود الحالية للدولة الايرانية .
علاقات ايران مع الحركة التحررية الكردية في العراق ، علاقات قديمة نسبيا ايضا ، وترجع الى منتصف الستينيات من القرن الماضي ، وكان هناك شبه تحالف بين الحركة الكردية المسلحة بزعامة مصطفى البارزاني وبين الدولة الايرانية حتى شهر اذار من عام1975 عندما غدر الشاه محمد رضا بهلوي بحليفه البارزاني والكرد ، واتفق مع صدام حسين على خنق الحركة الكردية . مع ذلك استضافت الدولة الايرانية الزعيم البارزاني وقيادة حزبه الديمقراطي الكردستاني وعشرات الالوف من مناصري الحركة الكردية على اراضيها ووفرت لهم بعض مصادر العيش ، ولازال هناك في ايران اعداد من المهاجرين الكرد العراقيين .
عندما حدثت الثورة الايرانية عام 1979 ، كان الزعيم البارزاني في شوق للعودة من الولايات المتحدة ، التي كان يزورها لتلقي العلاج ، للتباحث مع قادة الثورة الايرانية والامام الخميني والذي قيل انه كان على اتصال معه قبل الثورة ، الاّ ان الاجل لم يمهل البارزاني فانتقل الى رحمة الله في الولايات المتحدة ونقلت جثمانه الى ايران ودفن في كردستان ايران بتشييع مهيب شارك فيها مسؤولون من النظام الجديد .
اقام الحزب الديمقراطي الكردستاني ( البارتي ) علاقات وثيقة مع قادة الثورة الايرانية ، وساعدت جمهورية ايران الاسلامية الحزب في اعادة تنظيماته علنا وديمومة المقاومة المسلحة في كردستان العراق ، واقام البارتي مراكز قيادية ومعسكرات داخل اراضي كردستان ايران ، وتلقى دعما ماليا وبعض الاسلحة من القيادة الايرانية .
اثناء الحرب التي فرضها نظام صدام على الجمهورية الاسلامية الايرانية بهدف استعادة ( المكافئة ) التي كان قد قدمها للشاه ثمنا لحجبه الدعم الايراني عن الكرد ، وقف البارتي وفصائل كردية اخرى الى جانب ايران ، ولا نكشف سرا ان نقول ان البيشمركة بفصائلها العديدة قاتلوا الى جانب القوات الايرانية وساهموا في ردّ عدوان صدام وحزب البعث .
بعد الانتفاضة الجماهيرية العارمة في كردستان عام 1991 والتي تحررّت على اثرها كردستان العراق من حكم صدام ، ظلّت علاقات حكومة الاقليم ، على اغلب الفترات ،متينة وثابتة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية . وعندما واجهت عاصمة الاقليم اول تحدي حقيقي من داعش في شهر اب من العام الماضي ، كانت ايران حاضرة وقدّمت الدعم لقوات البيشمركة وساعدتهم في دحر الدواعش وردّهم عل اعقابهم خائبين ومندحرين .
ما قلناه ، كان للتأكيد على قوة علاقات الجيرة والصداقة بين الاحزاب الكردية وفي المقدمة البارتي ، وبين الجمهورية الايرانية . ومناعة هذه العلاقات من التصدّع لموقف هنا او هناك . ومن المؤسف ان يغفل او يتغالف بعض اعضاء وانصار البارتي ، وبعض العاملين في مؤسساته الاعلامية او المؤسسات الاعلامية القريبة من البارتي ، عن هذه العلاقات التاريخية وصلابتها ، وحاجة البارتي نفسه الى الاستمرار في تطويرها وديمومتها وبما يخدم المصالح المشتركة والاستقرار الاقليمي .
منذ جلسة البرلمان في الشهر الماضي والتي حضرها احد الدبلوماسيين الايرانيين كغيره من الدبلوماسيين لبعض الدول الاخرى ومنها امريكا، ارادت بعض الاجهزة الاعلامية افهام الشارع الكردي ان ايران تحيك مؤامرة ضد قيادة مسعود البارزاني ، وان الاحزاب الاربعة التي قدمت مشاريع لتعديل قاون رئاسة الاقليم تتحرك بتوجيهات ايرانية . وحتى ان برلمانيا من البارتي دعا حزبه الى الكف عن اجراء الحوار مع هذه الاحزاب والتفاوض مع ايران مباشرة ، في اشارة يفهم منها ان لا حول ولا قوة لهذه الاحزاب وان ايران هي التي تسييّرها . وجائه الرد سريعا من عضو في مجلس محافظة اربيل عن الاتحاد الوطني متهما البارتي بالعمالة لانقرة ومساعدتها في ضرب حزب العمال الكردستاني ، مضيفا تهما لقيادة البارتي ، ما انزل الله بها من سلطان .
في مقال سابق نشر على موقع الحوار المتمدن بتاريخ 25 حزيران الماضي قلت فيه ((اتمنى ان يكون بعض اعضاء ومناصري الحزب الديمقراطي الكردستاني اكثر اعتدالا ،وتجنب اتهام هذه الدولة الاقليمية او تلك بالوقوف وراء العاصفة او استهداف موقع مسعود البارزاني، فمن مصلحة تركيا وايران وكل الدول الجارة ان تسير الامور في كردستان بهدوء . ومن مصلحة هذه الدول ان يجدوا في كردستان رئيسا يجيد التصرف ويضبط الامور ويتمتع بثقة ومحبة شعبه ، ويسعى لتجنب المنطقة الحروب والويلات )) .
اليوم تغييرت لهجة هذه المؤسسات الاعلامية المحسوبة على البارتي اذ انها افادت ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني نقل وجهة نظر القيادة الايرانية الى الاتحاد الوطني وحركة التغيير بضرورة استمرار رئاسة البارزاني للاقليم ، فاذا صحّ ذلك هل يجوز لخصوم البارتي اطلاق الاتهمات ، طبعا لا .
لا لآن كل من ايران وتركيا دولة اقليمية كبرى ، ومن الطبيعي ولعوامل تاريخية عديدة ان يكون لهما نفوذ في كردستان وفي العراق ، وهو نفوذ وجد مع وجود الدولة العراقية ، وكان موجودا ايام الامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية . ولا للاسباب التي اوضحناها في مقالنا السابق .
يكفينا اطلاق الاتهامات وتحضير المؤامرات في اذهاننا ،وتشويه صفحات خصومنا السياسيين . لم يعد الجمهور الكردي يستسيغ الصيغ الرخيصة للنيل من الخصوم ، لم يعد جمهورا يمكن خداعه او تغيير قناعاته بيسر ، واقول ذلك ولا اقصد جهة دون اخرى ، فالاسلوب وللاسف هو نفسه هنا وهناك ، وكأننا نعيش عصر ما قبل الانترنيت والفيسبوك . كأننا لا زلنا نمانع في الاستماع الى ما يقوله غيرنا عنّا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا