الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصنامُ الفلّينِ الفخمة

شوكت جميل

2015 / 8 / 6
الادب والفن


هذا ديدنهُ و دوامه ، أن يقبعَ على كرسيهِ في بهوٍ رخاميٍّ شاسع ، غطّتهُ قبابٌ بلورية شفيفة ، و في يديهِ خرقته المبللة عطرا و ماء ..."غراب العامل" هكذا ينادونه ، و ما من أحدٍ يحفلُ ، فيما يبدو ، بباقي لقبه ،غرابٌ و حسب ، هذا ما يعرفونه ، لم تكن مهمةُ صاحبنا جسيمة ، فكل ما عليه أن ينهضَ بين الفينةِ و الفينة ، ليدور عليها و هي موزعةٌ أطرافَ البهو ، فيمسح ما علقَ بقسماتها الفخيمة من ذراتِ تراب ، و قد ينحني أحياناً _ و هذا ما يتعبه_ ليلعق بخرقته المنداة أصابعَ قدميها ،هذه الظهيرة ،لم يدرِ أي شيطان قد عراه ، فسلَّ من جيب قميصه المتهريء و لاعته الرخيصة ليشعل سيجارته الرديئة، رغم لافتات المنع ، و ينهض كدأبه و لكن ليدور عليها واحداً فواحداً مخلفاً خرقتهُ على كرسيه ، ما هي إلا لحيظاتٌ ،حتى عادَ صاحبنا قريراً إلى مجلسهِ ، يحدقُ في ألسنةِ النارِ تأكلُ أصنامَ الفلينِ الضخمة ، و هو يعبُّ دخانه بلذةٍ لم يألفها قبلاً ،ما بين صفير ونعيق ناذرات الحريق و هرج و نعيق الناس ؛كان منتشياُ كأنه لا يراهم ، و قد أسر عينيه عصفورٌ مرهق ، يحلقُ فوقَ القبة ..... و في جريدة الصباح يقرأ الناس : مجنون الحرائق يقول "أنا أخر الموحدين ، في هذا الكون الوثني"!.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن