الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن العربي وطروحات الاصلاح السياسي والاجتماعي وعملية التحديث .

حسين خميس

2005 / 10 / 15
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


قد يستغرب البعض منا من المصطلحات الواردة في عنوان الملف السياسي الحاضر للحوار المتمدن لماذا ابتدئناه بكلمة الاصلاح ولم نستعمل مصطلح متعارف عليه ومتفق عليه سياسيا وهو كلمة ثورة وهي الادق والافضل لاصحاب مشروع يساري في ذهنهم اطلاق برنامجهم ومشروعهم في مجال تغيير واقع المجتمع والاوطان الى الافضل ،فالحقيقة انه عندما تلتقط اذني كلمة اصلاح ينتابني شعور من الخوف وعدم الراحة لسبب محدد ان الذي طرح مصطلح الاصلاح في وطننا العربي وفي عصرنا هذا بالتحديد ارادنا ان نعيش مع الواقع الذي نحن فيه مع ادخال بعض التعديلات عليه هكذا هو الحال في الوطن العربي على الاقل مجال توجهنا ومحطة انظارنا ومن هنا فأن تبني مصطلح الثورة هو افضل وصف لمشروعاتنا وطروحاتنا السياسية والاجتماعية وربما هنالك البعض مما تصيبه الحساسية من هذه المصطلحات لانها تعبر عن قيم غير السائدة اليوم وغير معمول بها والبعض الاخر قد تم تدجينه على القيم الامبريالية لذلك الافضل له تبني المصطلحات التي يطرحها الغرب وسياسيي الغرب ، واليوم عندما نطرح القيم الثورية لمجتمعاتنا العربية فاننا ندرك تماما انه لا يمكن العيش مع الانظمة الموجودة حاليا مهما حصلت على شرعية انتخابية عبر صناديق الاقتراع المزيف للأننا ندرك ان وراء هذه الشرعية المزيفة تقف القبضة الحديدية والفساد واقبية الزنازين المظلمة ومنع التجول ورهن ثروات البلاد الطبيعية للبنك الدولي وبنك النقد ومنظمة التجارة العالمية ، وعندما نتحدث عن قيم ثورية ننشرها لشعوبنا ولمجتمعاتنا فأننا نهدف الى عدالة اجتماعية بكل معنى الكلمة ومساواة كاملة بين الديانات المختلفة وانصاف الاقليات القومية التي تعيش بيننا على قدم المساواة مع ابناء الشعوب العربية وتوفير اماكن عمل الجميع بغض النظر عن عائلة فلان ومدى تقربها من السلطة والقضاء على الفساد المنظم التي ترعاه طبقة معينة وتعتاش منه وتوزيع عادل للثروات الطبيعية والقضاء على افة الجهل التي تعتبر من اخطر الامراض الاجتماعية التي نعاني منها كذلك ان نتحول الى مجتمع منتج لانه المدخل الوحيد للحفاظ على حريتنا واستقلالنا الوطني من التبعية للمؤسسات الرأسمالية الغربية الانتهازية ،كذلك علينا ان ننمي طاقاتنا الثقافية الوطنية والقومية لأنها تشكل الحصن الاخير لنا في مواجهة تيار العولمة الرأسمالية الهدامة ،ووصولا الى مشروعنا وطروحاتنا هذه يتضح للجميع انها ستصطدم بقوى محلية واقليمية وعالمية كبرى هدفها المحافظة على الوضع القائم لان مصالحها تتطلب ابقاء الوضع على ماعليه لذلك فان افضل الوسائل لطرح مشروعنا اليساري هو بالبدئ بعملية تثوير للجماهير وتوعيتهم وزرع عامل التضحية في نفوسهم وكسر حاجز الخوف والصمت الذي ميز مجتمعاتنا العربية على مدى عشرات السنين الماضية ونشر مبدأ تقبل الاخر السياسي والفكري والديني والتقرب اكثر الى الطبقات المسحوقة والفقيرة لان التحالف معها اهم من التحالف مع منظر للحرية السياسية والفكرية وهو يجلس في فنادق ومقاهي باريس ولندن وواشنطن .
بات من البديهي الان بعد المداخلة القصيرة التي قدمتها ان دعوات الاصلاح السياسي ومحاولة التغيير من داخل الانظمة الموجودة حاليا بات ضربا من الخيال والبديل يجب ان يكون بالاعتماد على العامل الجماهيري فقط لاننا تعلمنا بانه دائما يوجد هنالك ضرورات نظم لا تعنينا بشيئ وخيارات جماهير مفتوحة على مصراعيها ونقف ورائها وفي تاريخنا الحديث هنالك مثال بارز لقضية مايسمى بالاصلاح السياسي وهذه المرة الاصلاح المدعوم من الخارج والمتمثل في وضعية العراق فلو انني اردت ان اتنحى عن العاطفية جانبا واريد ان اتبنى تحليلا واقعيا لما حدث بالعراق وافرازاته المحلية فانني لا يمكن الا ان ارى في المشروع الامريكي في العراق بانه استمرارية لنزعة النصر الذي يعيشه المشروع الامبريالي خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وسيطرة امريكا على العالم ولا يمكن ان اضع المشروع الامريكي في خانة مساعدة الشعوب على التحرر والتخلص من الطغيان ، تأتي دولة متمكنة من اخر بقاع الدنيا تتبنى بعض الاطراف المحليين يأتمرون بامرها لا يملكون اية خلفية سياسية ليس لديهم مشاريع اجتماعية او سياسية مقبولة خلفيتهم الوحيدة انهم امراء حرب سابقين تستقدمهم قوى الاحتلال على ظهر الدبابات ومن على مروحيات الاباتشي وتسوقهم كأنهم بديل للنظام السابق ويصبحون امثلة للاصلاح السياسي المنشود في الوطن العربي والبعض من يطلب منا ان نهلل ونكبر للمشاريع الامريكية التي تحقق العدالة الاجتماعية والسياسية دون ان نتمعن للاهداف الحقيقية لهذه المشاريع ،لكن لو نظرنا من حولنا لرأينا ان هنالك مستقبل اخر للشعوب غير المستقبل الامريكي والرأسمالي فلننظر الى هناك قريبا من قلعة الرٍاسمالية في البرازيل وفنزويلا التي تبنت مستقبلا افضل من المستقبل الرأسمالي بالرغم من المؤامرات ومحاولات الحصار الظالمة ويقينا ان الفجر العربي ينتظره فجرا مماثلا فقط بالتضحيات وبالثورات على الظلم والظلامين .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث