الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مرج دابق ومرج داعش – هل يعيد التاريخ نفسه

علي مسلم

2015 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مرج دابق هو اسم معركة فاصلة قامت في عام 1516 بين العثمانيين والمماليك قرب حلب، قاد العثمانيين سليم الأول وقاد المماليك قانصو الغوري بعد أن ساءت العلاقات بينهم ، وفشلت كل محاولات الغوري في عقد الصلح مع السلطان العثماني "سليم الأول" ، فاحتكما إلى السيف، والتقى الفريقان عند "مرج دابق" بالقرب من حلب في (24 أغسطس 1516م).
وقد أبدى المماليك في هذه المعركة ضروبا من الشجاعة والبسالة، وقاموا بهجوم خاطف زلزل أقدام العثمانيين، وأنزل بهم خسائر فادحة، حتى فكّر سليم الأول في التقهقر، وطلب الأمان، غير أن هذا النجاح في القتال لم يدم طويلا فسرعان ما دب الخلاف بين فرق المماليك المحاربة، وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة "خاير بك".
وسرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلا، فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم، وفرّوا لا يلوون على شيء، وضاع في زحام المعركة وفوضى الهزيمة والفرار، نداء الغوري وصيحته في جنوده بالثبات والصمود وسقط عن فرسه جثة هامدة من هول الهزيمة، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأن يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام وأن يستولي على مدنه واحدة بعد أخرى، بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال.
لا شبه بين الامس واليوم في المقدمات الاولية والسياقات التاريخية ، لكنها قد تكون بعكس ذلك في المنحى والنتائج والمرامي ، بعد خمسة عقود تماماً دقت ساعة الزمن ليستيقظ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من حلم ربما راوده كثيراً في اليقظة ، وهو يستعيد في مخيلته امجاد الامبراطورية على ايقاع سكرات موت النظام السوري في دمشق , وأصوات حوافر أحصنة ثورات الربيع العربي ، ليتجه بأنظاره مرة أخرى نحو الجنوب ، نحو مرج دابق ، حيث قانصو الغوري ما زال ينتظرهم هناك على صهوة حصانه وهو يصرخ بجنوده أن يتشبثوا في الميدان .
لم يكن سهلاٍ ما عاناه السوريون ، وسوف لن يكون من السهل عليهم الخروج من مستنقع الوحل والدم ، فها قد عاد هولاكو واستباح أرض الديار مرة أخرى على وقع صليل السكاكين والموت المخضب ، ولم تتأهب حضر موت بعد لقطف رؤوس المغول ، وما زال الكردي صلاح الدين الايوبي غارقا في أحلامه يجدد حبر الولاء لدمشق الخلافة ويستضيف قادة المماليك في غرف نوم الاميرات لديه ، ليجهزوا على ما تبقى من شيم المرؤة ههنا .
نعم كل شيء قد تبدل في المحيط وفي الخليج سوى أصوات أقدام الطغاة التي ما زالت تجلجل مسامعنا على وقع تجديد الولاء المنعكس في قحط مرامينا ، ليحول دون الظفر بما نبتغيه مرة أخرى ، أمة ديموقراطية تسبح في سراب الممكنات الطائشة وامبراطورية عظمى لبنو عثمان تبنى هناك ، وتبقى مرج دابق تنتظر الغزاة ليزرعوا فيها نصرهم مرة اخرى ، وستبقى أبواب دمشق مشرعة بوجه من يفوز ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك