الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الديمقراطية والإصلاح السياسي في الوطن العربي

محمد أيوب

2005 / 10 / 15
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


بقلم : د . محمد أيوب
دأبت قوى اليسار في الوطن العربي على المطالبة بتحقيق أكبر قدر من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية لأوسع الجماهير العربية وغير العربية المطحونة والمسحوقة ، ولكن هذه القوى والأحزاب اليسارية واجهت مقاومة عنيفة من قوى الاستعمار والرجعية العربية ، لأن تحقيق العدالة الاجتماعية يحد من سيطرة قوى رأس المال المستغل ويمهد لقيام مجتمع اشتراكي ديمقراطي وبنية اقتصادية مغايرة للنموذج الرأسمالي بما يحقق التوافق والانسجام بين القوميات المختلفة في الوطن العربي ، مما يشكل خطرا على السيطرة الاستعمارية في المنطقة العربية ويجعل زمام المبادرة بيد أوسع الجماهير ، وبعد انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي على يد زمرة جورباتشوف ويلتسين اللذان تسترا بشعارات البريسترويكا والغلاسنوست من أجل تفكيك معقل الاشتراكية الأول في العالم ، وقد أدى ذلك إلى فقدان قوى الديمقراطية والتقدم والسلام في العالم العربي للجدار السوفييتي الذي كانت تستند إليه وتعتبره ظهيرا لها في كفاحها ضد النفوذ الاستعماري في المنطقة .
وبعد انهيار التجربة السوفياتية بدأت أمريكا تصول وتجول في العالم في محاولة لفرض هيمنتها على كافة أرجاء المعمورة وفرض نموذجها السياسي والاجتماعي على شعوب المنطقة العربية على وجه الخصوص ، وذلك من خلال حالة الضعف والاسترخاء التي تمر بها أنظمة الحكم العربية التي قطعت صلتها بشعوبها ، فقد قامت هذه الأنظمة باضطهاد أبناء شعوبها وتحجيم دورهم وقدرتهم على المبادرة الإيجابية من أجل النهوض بالمجتمع ، مما جعل البلدان العربية تعيش حالة من التقهقر والتراجع المستمرين ، في حين كانت بقية شعوب العالم تشق طريقها صعودا نحو التقدم وتحقيق ذاتها في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بغض النظر عن أنظمتها الاقتصادية ، وقد دفع ذلك بالولايات المتحدة إلى التفكير في فرض نموذجها الديمقراطي على العالمين العربي والإسلامي عن طريق اللجوء إلى القوة إذا اقتضت الضرورة ذلك ، وقد ساعدها على ذلك وجود أنظمة عربية ديكتاتورية لا تثق بشعوبها ، بل وتعتبر هذه الشعوب مجرد مطايا لتحقيق مصالح الحكام الخاصة والنخب المهيمنة في المجتمع ، مما جعل سقوط هذه الأنظمة أمرا سهلا ، لأن الشعوب لا يمكن أن تدافع عن جلاديها حتى ولو أدى سقوط هذه الأنظمة إلى بروز أنظمة أكثر استبدادا وظلامية .
ولكن هل تستطيع الضغوط الخارجية بناء مجتمع ديمقراطي في المنطقة العربية ، أعتقد أن الضغوط الخارجية لن تنجح في بناء نظام ديمقراطي في بلدان الوطن العربي بسبب البنية الفكرية التي تربى عليها الإنسان العربي ، فالمواطن العربي يعيش في مجتمع أبوي ويحمل فكرا سلفيا يشده إلى الوراء دائما ويحاول أن يجعل المجتمعات العربية والإسلامية تعيش حالة مشابهة لتلك الحالة التي كانت سائدة قبل أكثر من ألف سنة دون الأخذ بعين الاعتبار ذلك الانفجار المعرفي الضخم وذلك التطور الهائل في وسائل الاتصال والتكنولوجيا الذي حدث في العالم ، وأنه لم يعد ممكنا بل أصبح من المستحيل الحجر على الشعوب والأفراد في عصر التقدم التقني الحديث والهائل ، لا بد من إعادة النظر في تلك البنى الفكرية السائدة في الوطن العربي والإسلامي ، وكسر دائرة الانغلاق التي تعتمد على هيمنة التفكير المثالي الغيبي والمتعصب دون بذل أي جهد لقراءة جدلية الواقع بكل أبعاده ومقوماته ، ولو أخذنا العراق تموذجاً لاتضح لنا مدى حالة الارتباك التي تسود الوطن العربي من خلال الوضع العراقي ، لا يكاد يوجد اتفاق على طبيعة النظام المناسب للحكم في العراق ، أو طبيعة الوضع الاقتصادي والنظام الاقتصادي الأفضل ، الأمريكان لا يريدون نظاما اقتصاديا غير رأسمالي ، والمواطن العراقي يريد نظاما يحقق له الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية التي تضمن كرامة جميع أبناء العراق على حد سواء ، لقد حاولت أمريكا صياغة دستور للعراق يخدم مصالحها ورؤيتها للنظام العالمي الجديد ، وقد يؤدي هذا الدستور إلى تفتيت وحدة العراق بسبب انتشار الصراعات الدينية والقومية التي تسعى أمريكا إلى تأجيج نيرانها لتحافظ على استمرار وجودها في العراق ، لا بد أن يأخذ المثقفون العراقيون والعرب زمام المبادرة لقطع الطريق على أي توجه استعماري لضرب وحدة العراق أو بروز هيمنة فكرية منغلقة لإحدى الطوائف الدينية ، ولا يعني ذلك الوقوف في وجه الدين بأية حال من الأحوال ، ولكن حكم رجال الدين الذين لا يرون أكثر من العلوم الدينية وأكثر من مصلحة الطائفة التي ينتمون إليها سيؤدي إلى حالة من الإرباك الاقتصادي والاجتماعي في ظروف عالمية تضمن حق الحياة للجميع ولو كانوا يخالفوننا في الدين أو القومية .
لن تنجح أمريكا في فرض نموذجها على العراق لأن أي تغيير لا ينبع من قناعة ذاتية ومن تغيير فكري حقيقي سيكون مصيره الفشل بعد غياب المؤثرات الخارجية ، ولن تستطيع حضارة عمرها لا يزيد على بضع مئات من السنين أن تفرض نموذجها على حضارة ضاربة الجذور في عمق التاريخ ، فالعراقيون هم من علّم العالم أبجديات الحضارة بكل فروعها ، فقد سبق العراقيون جميع شعوب الأرض على درب الحضارة والتقدم البشريين .
إن أي إصلاح لا يتم من القاعدة إلى القمة ليس إصلاحا ولكنه نوع من القهر يتستر بدعاوى الإصلاح لتبرير استغلال بديل للاستغلال الذي كان قائما ، ولذا فإن من واجب قوى اليسار في الوطن العربي أن تلملم قواها بعد حالة التردي التي وصلت إليها بسبب انهيار الحليف السوفييتي ، ولا بد لهذه القوى من أن تتناسى خلافاتها وأن تتفق على برنامج جبهوي يضمن لها العمل بين الجماهير المهمشة والتي يخطط المستغلون لاستبعادها من خريطة القوى الاجتماعية الفاعلة ، ولا بد لقوى اليسار أن تستفيد من قوانين الديالكتيك الثلاثة " قانون وحدة المتناقضات ، وقانون العبور من الكم إلى الكيف ، وقانون نفي النفي " ومن التحليل المادي للتاريخ ، ذك أن ما يشهده المشرق العربي من تراكمات داخلية وخارجية للظلم والاستبداد في جميع المجالات سيدفع شعوب المنطقة إن آجلا أو عاجلا إلى العمل الجاد على إحداث تغيير جذري وجوهري في البنى السياسية والاجتماعية في المنطقة .
إن قوى اليسار والديمقراطية مطالبة بتقديم برامج سياسية واقتصادية واجتماعية قابلة للتطبيق على أرض الواقع ، ولتحقيق ذلك لا بد من أن يتم الابتعاد عن الخلافات الهامشية والنظرة الحزبية الضيقة ، ولا يتحقق ذلك إلا إذا تفهم الجميع ضرورة وحدة المتناقضات بين الأحزاب التي ترفع راية العدالة الاجتماعية وتتبنى الدفاع عن العمال والفلاحين والشرائح الاجتماعية المغبونة ، كما يجب على الجميع تهذيب الشعور القومي ولا أقول تجاهله بحيث نبتعد عن الشوفينية والتعصب الأعمى للعرق أو الجنس ، فالجميع واقعون تحت ظلم الفئات المستغلة بغض النظر عن اللون أو الدين أو الجنس ، لأن الصراع في نظام العولمة الأمريكي يتم بين فريقين ، فريق مستغل يريد أن يسيطر على كل مقدرات المعمورة لخدمة احتكاراته ، وفريق يدافع عن حقه في حياة كريمة .
لقد اًصبح الصراع اليوم أكثر ميلا لأن يكون صراعا أمميا ، وقد برز ذلك بشكل واضح بعد سقوط الدولة الأممية الأولى في العالم ، لأن الرأسمال المستغل يريد للصراع أن يكون كذلك ، وهنا يمكن لقوى اليسار أن تعزف على وتر أممية الصراع دون حرج خصوصا وأن الإسلام والفكر الاشتراكي أمميان في نهجهما مما يجعل من التحالفات بين الطبقات المظلومة والمهمشة أمرا ممكنا ، خصوصا إذا اعتمدت هذه القوى طريق الكفاح السلمي لتحقيق مطالبها بعيدا عن العنف والإرهاب ، بحيث تشعر الجماهير بالأمان وتستطيع منح الثقة لهذه القوى التي تتبنى الدفاع عن مصالحها ، وحين تفشل الطرق السلمية في تحقيق العدالة الاجتماعية يمكن اللجوء إلى أشكال أخرى من أشكال النضال المتعددة التي تحترم إرادة الجماهير وتعمل على تطوير أدواتها الكفاحية ، الدرب طويل ولا مجال للاستعجال ، لأن القفز بسرعة من شكل نضالي إلى شكل نضالي آخر قبل نضج الظروف الموضوعية يؤدي إلى فشل الهبات الجماهيرية والعودة إلى نقطة الصفر من جديد ، ولعل الشعب الفلسطيني هو من أكثر الشعوب التي عانت من الارتجال وتجاهل إرادة الجماهير ، فقد لجأت الثورة الفلسطينية في كل هباتها إلى الكفاح المسلح قبل نضج الظروف الموضوعية التي تضمن نجاح هذا الشكل النضالي الأكثر رقيا، وقد تناسى الجميع دور أشكال النضال الأخرى، الطلابية والعمالية والفكرية والسياسية ، والتظاهرات السلمية والاعتصامات الجماهيرية والإضرابات الجزئية والشاملة وصولا إلى العصيان المدني الذي يجعل الطريق ممهدا أمام نجاح الكفاح المسلح إذا اقتضت الضرورة اللجوء إليه إذا لم تتحقق الأهداف المرجوة بعد اتباع أشكال النضال السابقة .
لقد بدأت أنظمة الحكم تستشعر الخطر على مصالحها ووجودها بعد أن فقدت الإدارة الأمريكية ثقتها بوكلائها من الحكام في المنطقة ، وبدأت تحاول تغيير أنظمة الحكم في المنطقة واستبدال الحكام بحكام جدد يخدمون مصالحها في محاولة من هذه الإدارة للضحك على ذقون الشعوب المقهورة وجعل هذه الشعوب تعيش على أمل أن يتحقق لها نوع من العدالة ولو بشكل جزئي ، ولكن أمريكا أو الغرب لا يتحركون في ملعب يسيطر عليه فريق واحد ، لقد بدأت شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الحديثة تقلب موازين اللعبة في العالم وأصبحت لاعبا غير مرئي في كل ما يدور في العالم ، يستطيع أن يساهم في إعادة تشكيل البنى الفكرية لدى الشباب بعيدا عن الرقابة أو الحصار والحجر على الأفكار ، لا بد لقوى اليسار والديمقراطية والسلام من الاستفادة من هذه الشبكة والعمل على توحيد القوى المكافحة من أجل حياة أفضل لجميع الشعوب بغض النظر عن انتماءاتها الفكرية ، دينية كانت أو علمانية وخلق النموذج الذي يستطيع مواجهة النموذج الغربي المهيمن حتى الآن ، لأن التشرذم أمام المد القادم من الغرب يعني الانهيار التام لقوى السلام والعدل .
إن النظام الديمقراطي المفروض من الخارج يمكن أن يحدث تغيير شكليا مؤقتا ، لأنه من غير الجائز استنساخ تجارب الآخرين ، فلكل منطقة ولكل أمة ظروفها الموضوعية ، لقد أخطأت الأحزاب اليسارية حين حاولت استنساخ التجربة السوفياتية دون الأخذ بعين الاعتبار تلك الخصوصية التي تحياها الأمة أو المنطقة الجغرافية ، وقد أخطأ السوفييت حين رفضوا أن يروا نماذج مغايرة للنموذج السوفييتي ، كما حدث مع جوزيف بروز تيتو حين حاول أن يختط طريقا يناسب ظروف يوغوسلافيا ، فقد أقام الروس الدنيا ولم يقعدوها، واتهموا يوغسلافيا بالتحريفية بسبب تبنيهم لفكرة التسيير الذاتي واتباع نظام الحوافز المادية .
ولعل أمريكا تسير على الدرب ذاته فهي لا تريد أن ترى نماذج مغايرة للنموذج الأمريكي متجاهلة بذلك خصوصية كل شعب ، لقد بدأ الصينيون يدركون طبيعة المأزق السوفييتي وأسبابه ، وهم يحاولون التأقلم مع الوضع العالمي الجديد وفهم طبيعة السوق والتطورات الاقتصادية في العالم ، إن أي نظام ديمقراطي مفروض من الخارج أو نابع من حاجة ملحة للشعب لن يكتب له النجاح ولن يستطيع تغيير البنى الفكرية القائمة دون الاهتمام بإشراك أكبر قطاع ممكن من الجماهير ، لأن هذه الجماهير بحسها وفطرتها تستطيع أن تدرك ما هو في مصلحتها أو ما هو ضد هذه المصلحة مع بعض التوجيه من القيادات الواعية لتصحيح المسار إذا لزم الأمر .
وإذا قبلنا الاحتكام إلى الديمقراطية وصندوق الاقتراع فإننا نكون ملزمين بقبول النتائج التي يسفر عنها هذا الاقتراع ، حتى ولو أدى ذلك إلى فوز أحزاب إسلامية متعصبة ومتزمتة، علما بأن التزمت يحمل عوامل فنائه في داخله ، لقد ناديت يوم فازت جبهة الإنقاذ في الانتخابات البلدية في الجزائر بترك هذه الجبهة تمارس حقها ، لأن الممارسة العملية تعمل على تغيير الفكر من خلال قراءة جدلية الواقع ، أما إذا فشلت في إنجاز هذه القراءة ، أو قرأتها بطريقة خاطئة توصلها إلى نتائج خاطئة ، تكون قد حكمت على نفسها بالفشل ، كان من الخطأ ذلك الانقلاب على نتائج الانتخابات لأن ذلك أدخل الجزائر في دوامة ما زالت تعاني من آثارها السلبية حتى الآن ، كان من الواجب أن تتاح أمام الإسلاميين فرصة الممارسة الفعلية وأن نترك الحكم للجماهير التي تستطيع بحسها أن تميز بين الصواب والخطأ لو أعطيناها الثقة المطلقة ولم نقدم لها ديمقراطية مقننة تخدم مصلحة من قدمها ، يجب أن نقبل حكم الجماهير وأن نحترم إرادتها ، لأننا بذلك نقطع الطريق على غول الإرهاب والعنف، ونمنع نزيف الدم الذي قد ينتج عن ذلك ونجتث احتمالات الحرب الأهلية التي لا تخدم إلا أعداء الشعب والأمة.
إن سكان الوطن العربي يعيشون في ظروف متشابهة ، فهم يمتلكون مزاجا متشابها ، ويعيشون ظروفا تاريخية وجغرافية متشابهة ، ومن الناحية الدينية والعرقية لا نكاد نجد ذلك التعصب الديني أو القومي في المشرق العربي ، وحين يتحدث الحكام عن الخصوصية إنما يتحدثون عن خصوصيته أنظمة الحكم التي يخافون من سقوطها ، ولعل اهتمام جامعة الدول العربية بالوضع في العراق الذي جاء متأخرا بعد حوالي ثلاثة أعوام من الاحتلال الأمريكي لهذا البد العظيم إنما جاء بسبب استشعار أنظمة الحكم في الدول العربية بخطر حقيقي نتيجة تفاقم الأوضاع في العراق ، وكذلك بسبب ضغوط أمريكية على دول الجامعة حتى تتمكن أمريكا من الخروج من المأزق العراقي ، الشعب العراقي شعب عظيم يدرك بفطرته مصلحته لو تركت له الأمور يتصرف فيها بعيدا عن تدخل الدول المجاورة وغير المجاورة ، لم يعرف العراق الصراعات العرقية والدينية إلا بعد وقوع العراق تحت الاحتلال الأمريكي ، أين كانت الجامعة العربية عندما غزا صدام حسين الكويت ، ولماذا صمتوا فترة طويلة ليشاركوا بعد ذلك في الحرب على العراق ضمن التحالف الدولي .
إن الخصوصية أمر مقبول ، والتحقيق التدريجي للإصلاح الديمقراطي ليس عيبا إذا كان ذلك نابعا عن قناعة حقيقية وليس من أجل قطع الطريق على تطور ديمقراطي حقيقي ، إن ما تريده أمريكا وأنظمة الحكم العربية في المنطقة هو إصلاح شكلي سرعان ما يقضون عليه ليكرسوا ديكتاتورية النخبة تحت راية زائفة تحمل شعارات الإصلاح بعد تفريغها من مضامينها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا