الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التخوف من وصول الاسلاميين الى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع

علاء الهويجل

2005 / 10 / 15
ملف 15-10- 2005 الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي


ربما لازال هناك الكثير من الوقت لنقول بان دمائنا وعقولنا تشبعت بالديموقراطية الحقة واننا اصبحنا قادرين على مزاولتها كغيرنا من الشعوب المتحضرة في العالبم .
ففي لجة التصادم والسب والقذف التي تتعرض لها الديموقراطية من اعدائها في العالم العربي من الحكام الديكتاتورين والمجاهدين التكفيريين نرى ان الديموقراطيين العرب انفسهم امسوا اشبه باعداء الديموقراطية في بعض الاحيان .
فما ان يطرق ان الانتخابات يمكن ان تاتي بالاسلامين الى سدة الحكم في اي بلد حتى اذا ببعض الديموقراطيين تثور ثائرتهم ويترحمون على ديكتاتورية علمانية بدل ديمقراطية تاتي بعمامة وهذا خطا فادح وخبث علق في عقول الكثير من الساسة والمفكرين والمثقفين العرب .
فان تكون ديمقراطيا عليك اولا ان تتقبل ماتاتي به صناديق الاقتراع بالمطلق وبلا نقاش مهما كان المنتصر علمانيا او اسلاميا او تكفيريا او ليبراليا وتلك هي اصول اللعبة .
وانا هنا لست ممن يدافع عن العمائم المشوهة في عالمنا العربي ولست ممن يرغب بوصولها الى اي منصب في الحكومات الديموقراطية لكنني في الوقت نفسه اؤمن ان من حق الشعب ان يختار من يشاء بلا وصاية ولا تحجيم .
واستطيع ان اؤكد ان الديموقراطية في بدايتها في العراق ستوصل احدى العمائم المشوهة الى منصة الحكم في الوقت الذي ستوصل فيه بعثيا الى الحكم في سوريا وربما توصل ارهابيا في اليمن وتوصل ربما احدى الراقصات الى القصر الجمهوري في مصر .
لكن المهم في الامر ان من يصل الى منصة الحكم سيصبح مكشوفا عاريا امام متطلبات الجماهير وتطلعاتها للحرية والخلاص ولا اضن ان ايا من الاسلاميين او البعثيين او التكفيريين يستطيع ان يحقق تلك الرغبات اذا ما استثنينا الراقصات .
فمن يصل الى سدة حكم ديموقراطيا يصبح حريا به ان يستغني عن كثير من ثوابته وشعاراته للحفاظ على كرسيه وحظوظه في الدورات الانتخابية القادمة وذلك بارضاء الاغلبية من الشباب والمثقفين واصحاب الراي الاخر الطامحين بالتقدم والرقي والتواصل مع الشعوب الاخرى او لنقل المتبنين للراي الاخر , اذا ما اعتبرنا ان الاسلامين هم ضد الاندماج والانصهار في بوتقة التحضر.
اذا فلنترك الصندوق وما ينجب فالاندفاع نحو الرموز الدينية في بعض الدول العربية ماهي الا ردة فعل طبيعية لسنين من الكبت الديني او الاضطهاد العقائدي ومتى ما سمحنا لممثلي هؤلاء المكبوتين من الوصول الى سدة الحكم حتى اذا بحالة الكبت تنتهي ويكتشف الجمهور بعد ذلك ضحالة الطروحات العمائمية وانا على يقين انه لن يعيد انتخاب تلك الطروحات ثانية .
فالدمقرطة لا تعني غير القبول بلسان صدق صندوق الاقتراع مهما كانت النتائج وربما لنا في التجربة العراقية خير دليل فحكومة الجعفري متمثلة بحزب الدعوة والمجلس الاعلى خسرت الكثير من المريدين والاتباع منذ توليها الحكم ولغاية الان وهذا ما يراه كل عراقي بجلاء ووضوح .
بينما بقيت تيارات اسلامية اخرى شيعية تحظى بالاعجاب والتهليل والتصفيق من قبل الكثير من جموع الشباب في العراق لانها مازالت الى الان تردد الشعارات دون ان يراها المواطن في سدة الحكم ليختبرها هناك.
وانا على يقين ان السماح لباقي التيارات الاسلامية بالولوج الى الساحة الديمقراطية سيعود علينا بالنفع من بابين
اولهما اننا سنسحب هذه التيارات الى ساحة المواجهة السياسية بدلا من تركها مسلحة في الشارع تذبح وتقتل كيف تشاء فولوج زعماء هذه التيارات الى العمل السياسي الديموقراطي ومشاركتهم في الحكم ستحتم عليهم ان يمنعوا انصارهم من ممارسة اعمال العنف والقاء السلاح.
اما الباب الثاني فهو ما اسلفت من ان وصول هذه التيارات سيكشف افلاسها للناخبين وضعفها حيث لا تستطيع رؤاها الضيقة واهدافها ذات الاتجاه الواحد من ان تلبي مطاليب انصارها فضلا عن مطاليب باقي التيارات الاخرى .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ