الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المسلمون الجدد- : حُجَجٌ ضِدَّهُمْ (1)

هادي بن رمضان

2015 / 8 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"المسلمون الجدد" , مصطلح يمكن أن نستعمله لنشير به إلى تيار إسلامي جديد يلقى رواجا واسعا في السنوات الأخيرة , ولا يمكن أن نصنف أنصار هذا التيار الإسلامي الجديد في خندق واحد كما الحال مع مختلف المنتمين لمذاهب تقليدية أخرى . فهذا التيار الجديد هو خليط من القرانيين والمعتزلة الجدد واللامذهبيين من لا يصنفون أنفسهم ضمن أي توجه عقائدي منظم . وأشهر رموز هؤلاء المسلمين الجدد الفلسطيني عدنان إبراهيم , والسعودي حسن المالكي , والمصري أحمد صبحي منصور , وغيرهم من المعتزلة الناشطين بكثافة على الساحة الإفتراضية . وقد إزدهر الخطاب الإسلامي المجدّد الحديث في السنوات الأخيرة مع إندلاع الثورات والحروب الأهلية والطائفية في شتى أنحاء العالم العربي وفي زمن بلغ فيه الفكر الإسلامي الأصولي السلفي ذروته القصوى وأعلنها حربا مسلحة شعواء على العالم من سوريا والعراق إلى مصر وليبيا وتونس وأعماق القارة الأفريقية مع أعداد غير معلومة من الذئاب المنفردة في أستراليا وأوروبا والقارة الأمريكية إضافة إلى قواعده الأساسية القديمة بأفغانستان وباكستان واليمن .

أسهمت مجريات الأحداث في أن يطفو الإسلام بكل تاريخه ومذاهبه وأطيافه ليعرض على النقاش والتداول , بين من يعيدون العنف إلى طبيعة الإسلام نفسه . وبين مبررين ومنكرين من أنصار الفكر الديني التقليدي , وبين اخرين إختاروا في حالة من اللاوعي أن يتخذوا موقفا منكرا مشيِّدا لنظريات المؤامرة دون أن يخوضوا في ما هو فقهي وتاريخي ليقينهم المسبق بمثاليته .

كانت مجريات الأحداث الأخيرة إذا فرصة دعائية للمسلمين الجدد , للطعن في خصومهم المذهبيين وتفكيك ما تقوم عليه الفاشية الإسلامية وعرضها للعوام المرعوبين من أعمال القتل والدمار والمذابح الجماعية ... وهكذا وجد الأصوليون أنفسهم في موقف محرج , فهم مقتنعون تمام الإقتناع بالأسس العقائدية للفاشية الدينية , ثم هم مدركون بجهل عوام المسلمين بالخطوط العريضة للتوحيد . وجهل العوام هذا سيتحول إلى مصدر للقلق إذا ما نجح المسلمون الجدد في إستمالتهم وإقناعهم بفظاعة وعدوانية مذهب الأصوليين التقليديين . ولهذا رأينا كيف يقع أنصار الأصولية في التناقض في خطبهم الموجهة لعوام المسلمين , فرغم إيمانهم النظري المطلق بالمنظومة الدينية التي يرتكز عليها الإرهاب الديني إلا أنهم خيروا نفي كل التهم والشبهات عن إرتباط العنف بالوازع الديني لئلا يقع العوام في حالة صدمة نتيجة إنهيار تصورهم الأخلاقي/المثالي المسبق للنصوص الدينية والتاريخية .

يمكن حصر ما يشترك فيه المسلمون الجدد في خطابهم المجدّد في رفضهم لمنظومة الحديث السائدة بأكملها وطعنهم في مصداقيتها وعلميتها , ثم طعنهم في معصومية وقدسية الصحابة والتابعين والذي يشكل العنصر الأهم في الخطاب الموجه ضد الرّواية والرُّواة . ورفضهم المطلق للنزعة العدوانية التوحيدية للأصوليين ودفاعهم عن الوضعية بتقديمها كضرورة دينية حتمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت