الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة السويس الجديدة بين التهوين والتهويل

اسلام احمد

2015 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حين اشتريت شهادة استثمار قناة السويس العام الماضي استجابة لدعوة الرئيس للاكتتاب لم يدر بخلدي أنه سيتم انجاز المشروع في هذا الزمن القياسي (خلال عام واحد) ولا أنه سيخرج إلى النور بهذا الحجم الرائع لذا فقد كانت سعادتي كبيرة يوم 6 أغسطس أثناء الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة , وحرصت على متابعة الحفل أمام شاشة التلفاز ثم نزلت إلى الميادين للاحتفال مع الجماهير

إن المتابع للتصريحات التي أطلقت وللكتابات التي كتبت عن قناة السويس الجديدة سيجد أنها جانحة نحو التطرف تهويلا للمشروع أو تهوينا من شأنه وهو ما يعكس حالة الاستقطاب والانقسام القائمة في المجتمع , فأنصار النظام بالغوا في تقدير المشروع إلى حد تشبيه حفر القناة من قبل مفتي الجمهورية بخندق الأحزاب الذي حفره النبي صلي الله عليه والسلم ومعه صحابته الكرام! , بينما بالغ خصوم النظام والحاقدين عليه في الحط من شأنه إلى حد وصفه بالترعة! , في حين أن المشروع ليس هكذا ولا كذلك

المؤكد أن مشروع حفر قناة السويس الجديدة انجاز كبير سيحقق نقلة اقتصادية كبرى لمصر خلال العشرين عام القادمة إذ ستتضاعف عائدات القناة من 5.3 مليار إلى ما يزيد عن 15 مليار دولار بحلول عام 2023 فضلا عن جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من نحو 4.8 مليار دولار عام 2014 إلى ما يتجاوز 10 مليار دولار خلال خمسة سنوات على الأكثر

ولا شك أن انجاز المشروع يحسب أولا للشعب المصري الذي استجاب لدعوة الرئيس وساهم في تمويله والوقوف بقوة خلف القيادة إلى أن تم انجازه بنجاح , ويحسب ثانيا للقائمين على المشروع بدء من الرئيس صاحب القرار ومرورا بهيئة قناة السويس والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وانتهاء بالعمال الذين قاموا بتنفيذه بأيديهم مسطرين ملحمة جديدة من ملاحم التاريخ المصري الحديث

غير أن المشروع ليس عصا موسى السحرية التي ستحل كل مشكلات الدولة والمجتمع في مصر كما يحاول بعض المطبلين للرئيس تصويره فالواقع يقول أنه هناك معدل يقترب من 20% ونسبة أمية تتجاوز 25% فضلا عن الفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة وتدهور مستوى الخدمات والبنية التحتية وهو ما كشف عنه الشهر الماضي حادث غرق مركب الوراق في النيل , ناهيك عن انسداد الأفق السياسي في ظل ضعف الأحزاب والقوى السياسية وهيمنة الرئيس على السلطتين التشريعية والتنفيذية وتغول الأجهزة الأمنية مع تراجع الحقوق والحريات , وهي كلها مشكلات لن تحلها قناة السويس الجديدة وإنما لابد من رؤية سياسية متكاملة للتعامل معها لا تكتفي بالمشروعات العملاقة بل تتجاوزها إلى إصلاح سياسي واقتصادي متكامل

اسوأ ما رأيته في حفل افتتاح القناة مشهد الرئيس وهو راكب يخت المحروسة مرتديا البدلة العسكرية ويلوح بيده إلى الجماهير إذ كشف لي عن جوانب سيئة في شخصيته , ولا أعرف لماذا شعرت حين رأيته كأنني أرى مبارك ثاني! , بينما أفضل ما سرني في الحفل هي الكلمة الرائعة التي ألقاها الرئيس لاسيما إشارته إلى أن المشروع هو مجرد خطوة في طريق طويل من ألف خطوة , وهو ما يعكس في اعتقادي رؤية الرئيس وإدراكه لما بعد المشروع وهو أن يتواكب معه تطوير منطقة محور قناة السويس ككل فضلا عن إقامة مشروعات جديدة على ضفتي القناة عندئذ نكون قد نجحنا فعلا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشروع ناجح 100% لانه افتتح من دون قرآن
سيلوس العراقي ( 2015 / 8 / 13 - 14:45 )
الاخ اسلام
ربما سيزعجك ما أحببته في حفل افتتاح السيسي للمشروع الجديد في مصر الحبيبة

انه يبشر بألف خير لمصر لان افتتاحه تم من دون قراءة طويلة عريضة من القرآن
لذلك كان يعبر عن فرحة وليس مجلسا في فاتحة لاموات

أتمنى لمصر كل الفرح الدائم والتقدم والتمدن
تقبل تقديري

اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة