الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الحي يصمت ولا يموت

واصف شنون

2015 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


التغييرات الجذرية بحكم التاريخ المدون والمقروء للشعوب تأخذ من الزمن عقدا من السنين أو أكثر بقليل ،وهذه تجربة شخصية عشتها ، ففي 1991 وبعدغزو الكويت وهزيمةالدكتاتور الذي كان سقوطه محتماً لولا تراجع جورج بوش الأب والأدارة الأميركية بسبب مخاوفهم من النفوذ الإيراني وتحطيم الجيش العراقي ،جاء التغيير عام 2003 بعد 12 عاما من الزمن المضني والحصار المقيت للشعب العراقي ، حتى وأن كان ذلك التغيير المنشود بقوة أميركية ودولية ، البعض يسميه احتلالا والبعض الأخر تغييرا ، لكن النتيجة الواقعية هي سقوط الدكتاتور الأرعن ومحاكمته واعوانه واذلاله والقضاء عليه وعلى أولاده وأخوته وبعض من شلته ، الأن عام 2015 وبعد 12 عاما على التغيير الذي جرى عام 2003 جاءت ثورة الشباب العراقي السلمية ضد أساطين الفساد والحيتان الكبرى الين اضاعوا ثروة البلاد ونصف اراضيه لعصابات داعش المتوحشة ، وهم يدعون النزاهة والشرف والتقوى والتدين الكاذب ، كل عقد من الزمن يشهد تغييرا جذريا والوقت الراهن الأن يشهد هذا التغيير على ايدي صحوة الشباب ، الذين هتفوا ( مدنية..مدنية..وعلمانية ..علمانية ) و( وباسم الدين سرقونا الحرامية ) و ( عمي با بواك النفط كلي النفط وين كلي ) شعارات هتفت بها الجموع في بغداد والناصرية والعمارة والبصرة والديوانية وكربلاء والنجف ، اي في المحافظات الشيعية التي تعتبرها الأحزاب الموالية لإيران وميليشياتها (ملك صرف ) لها دون قيد ولا شرط ولا احساس وشعور بالضمير فلا خدمات ولا حريات ولا تنمية ولا تطوير فقط فرض القيود المجحفة على الحريات الشخصية وصفقات الفساد المهولة وانتفاع المسؤولين بالسحت الحرام دون وازع ولا ضمير وتشجيع القيم العشائرية البائدة وشيوخها المنافقين المرتزقين الذي لاعمل لهم ولا انجاز ولا هم ولا غم فقط فصول عشائرية وجلسات لحل نزاعات مبتكرة سافلة يذهب ضحيتها من لاعشيرة له ولا عائلة ولا سند من المواطنين المساكين ، هذه ابرز انتاجات الأحزاب الدينية وكتلها ومجالس محافظاتها في الجنوب والوسط ناهيك عن سرقة النفط والعمالة للأجنبي باسم الطائفة والمذهب ، شعب فقير مسروق منهوب30 % منه دون مستوى الفقر مقتول مغتصب لا رعاية ولا ضمان صحي ولا اسكان ولا تعليم ولا كرامة ولا مستقبل لأولاده منحه المجتمع الدولي عام 2003 فرصة كي يحيا ويعيش، سرقتموه وفجرتموه ثم ادخلتم كل نفايات الأرض لمدنه الكبرى.....وتقولون نحن الشرفاء...هل هناك أكثر من الموت يستحقكم....لا ولعنة التاريخ ، وصحوة الشعب وشبابه التي لا ترحم ، الشباب العراقي قرر أن تكون تظاهراته سلمية دون عنف ولا سحل ولا قتل ، بقي الجانب الفاسد واقراشه متمثلا بزعامات دينية ورثت العمامة من اسلافها وهذه هي مميزاتها الوحيدة ، باتت تسيطر على عواطف الملايين وتقودهم كالقطعان بسبب العاطفة الدينية المذهبية والتشجيع على اقامة مراسيم العزاء والبكاء واللطم التي منعها النظام الكتاتوري البائد بسبب الرعونة والغباء ، وزعامات سياسية ورثت القيادة من تعاونها مع المخابرات الأجنبية ودول الجوار التي ابتلي فيها العراق .
هذه الزعامات حان قطافها فقد أينعت الرؤوس ، وارى من الأفضل أن تنسحب بهدوء من اي مشهد عام ، فالعراقيون لايصمتون بعد ذلك مهما كلف الأمر ، يكفيهم أن داعش وتحت أعين تلك الزعامات والقيادات قد أختطفت نصف بلادهم ، وكل ثرواتهم قد أهدرت وسرقت طوال 12 عاما من الحيف والإذلال والتفرقة والتمييز والطائفية والعنصرية القومية والخيانة والتخابر مع الأجنبي ،وستة ملايين عراقي يعانون من الجوع والفقر وملايين النازحين والمهجرين ....ماذا اكثر من ذلك ؟
الشعب مصدر كل السلطات ،وهو عرف ذلك الأن بعد تغييب استمر 12 عاما ونيف ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخوف ---الخوف ان يركبوا الموجة
علي عدنان ( 2015 / 8 / 12 - 07:15 )
اشعر بالخوف والهلع صديقي العزيز ان يركب المافونون شذاذ الافاق واللصوص المتاسلمين موجة غضب شعبنا ويخدعوه من جديد باسم الدين والطائفة!!! كم اتمنى ان يستمر الحماس نفسه والقوة نفسها برفض اللصوص وادعاءاتهم الكاذبة بالتقوى----شكرا لموضوعك القيم


2 - ليقول الشعب :ـ الداعش امامكم و...
حميد كركوكي؛صيّادي ( 2015 / 8 / 12 - 08:56 )
الداعش امامكم وصحوة الشباب أمامكم أين أمانكم و مكانكم ؟ -خميني ستان - أو -كوردستان-؟!!! مثل ما إنهزم كثيرون منهم للشمال الحبيب قبلا!!!
وآني كلّش ممنون
حميد صياديأمريكا


3 - وقع الفاس بالراس
شيخ صفوك ( 2015 / 8 / 12 - 11:29 )
اخي علي لقد ركبت المرجعية الموجة و حصل ما كان في الحسبان
و تيتي تيتي مثل رحتي جيتي
و كانك يا زيد ما غزيت
و سوف تري المعممون يملاؤن الشاشات
هم يذرفون دموح التماسيح علي الشعب المسكين
يجب علي الشعب العراقي ان يركض وراء المعممين بالنعل و التواثي
و يرفسهم علي بطونهم الكبيرة المليئة بالمال الحرام
و ياخذ العمامة من رؤسهم و يضربهم بها و علي مؤخراتهم الكبيرة من كثرة الجلوس و الكسل..اللعنة علي رجال الدين شكد اكرههم

اخر الافلام

.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي


.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل




.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل