الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة الحاضرة والسلوك الغائب

جرجس نظير

2015 / 8 / 16
الصحافة والاعلام


ثمة فارق كبير بين قلم يكتب طيلة الوقت عن فساد المجتمع,ما يحدث فيه من غلاء الأسعار ,وقصور أجهزة الدولة من إهمال المحافظين,سوء سلوك الموظفين ,وما إلي ذلك من سلبيات في الأصل منبعها رداءة السلوك الإنساني وانعدام ضميره وثمة سلوك يتنافي مع هذا القلم المغوار الذي يشهر سيفه في وجه كل أعداء المجتمع.فهذا القلم وهذا السلوك وجهان لعملة واحدة هي المثقف,وهذه الازدواجية التي تسمي في عالم الطب النفسي اضطراب الهوية الانشقاقي أضحت سمة جلية , وبات هناك هوة عظيمة بين الكاتب وبين سلوكه .وتسأل نفسك هل هناك بالفعل رسالة كما يوهمونا هي محاربة الفساد ومجابهة الفقر. المرض .الجهل ,إظهار مساوئ أجهزة الدولة ,وفضح أسراره وكشفها للجميع حتى يتسنى لنا علاجها ؟! رائع جدا نسأل مرة أخري هل أنت مهيأ لذلك نفسيا وأخلاقيا ؟! لماذا تعيب مجتمعك والعيب فيك؟لماذا تريد أن تخرج القذى من عين أخيك والخشبة ما تزال في عينك؟ والإجابة ابسط من المتوقع لان مهنتك هي سبوبة وأكل عيش في عرفك ويقينك ليس إلا .هذه الإشكالية لسنا حدثاء العهد بها لكننا بارعون في تطوير كل ما هو سيء ورديء .
لقد تعرضت الدراما لظاهرة المثقفين المصابين بهذه الظاهرة في أفلام كثيرة مثل المذنبون ,ثرثرة فوق النيل,حافية علي جسر الذهب والأخير من تأليف إبراهيم الو رداني وإخراج عاطف سالم الذي جسد فيه الممثل احمد توفيق شخصية رشدي
تلك الشخصية التي خدعت في هذا الوسط الفني والفكري عندما ذهب الي العوامة التي تجمع أهل الفن والفكر والصحافة كما جاء علي لسانه في سيناريو الفيلم قائلا"روحت وياريتني ما رحت 00000خرجت من العوامة وأنا محطم يائس"
وخرج من العوامة خائرا حزينا بعد ان وجد مجموعة من السكارى المستهزئين واعتقد أن هذا المشهد يتكرر يوميا علي الساحة الثقافية .واعتقد أيضا أن هناك الكثيرون الذين حافظوا علي أنفسهم من الدخول في هذه البوتقة..
واخذ لكم مثالا كتبت احدي الكاتبات تجربتها في هذا المضمار قائلة"فتحت ذراعي وسعهما لاستقبال وهج الآداب والفنون والفكر لا عبر اللقاء المباشر بالأدباء والكتاب. وتوالت الصفعات والهزائم الوجودية والانكسارات 000نميمة .أحقاد.تهافت علي الصغائر ومراهقات جعلت الأرض تميد بي . يجلس عشر أدباء في مقهى ينصرف واحد,فيبدأ التسعة في النميمة حول الذي انصرف ,يمضي أخر فيتحول إلي بنبوناية القعدة000"انتهي كلام الكاتبة يا لها من ماساه .
زبده القول إذا لم يتحول المثقف إلي قدوة ومثال في سلوكه وتصرفاته فقد دل بهذا علي أن ثقافته سطحية وإنها مجرد طلاء خارجي لا يلبث أن يتساقط ويتداعي فيظهر ما تحته .
ما هو نفع الناس من مواعظ المصلحين الاجتماعيين ومعارفهم الشاملة عن مضار المسكرات إذا كان هؤلاء المصلحون يسكرون بالخمر في الخفية والعلن , وما جدوى المعرفة بقيمة الصدق والحق والأمانة والنعي عن شرور الكذب والباطل والغش إذا لم يكن الإنسان صادقا محقا أمينا مع نفسه والآخرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة