الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الثورة الفرنسية 1789م والثورة العراقية 2015 م

يوحنا بيداويد

2015 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ما بين الثورة الفرنسية 1789م والثورة العراقية 2015 م
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن/ استراليا
20 اب 2015

يعتبر المؤرخون الثورة الفرنسية التي أطاحت بإمبراطورية ماري انطوانيت (1)، من أعظم الثورات التي الهمت الشعوب والأمم والقوميات في العصر الحديث للسعي الى تحررها من قيود النظام الملوكي والامبراطوريات والدكتاتوريات، حيث تعد هذه الثورة بداية عصر الديمقراطية وحكم الشعب بنفسه، حيث رفعت هذه الثورة الشعارات (الحرية – الأخاء -المساوة) التي اعطت الامل للشعب الفرنسي المنقسم بسبب طبقاته الاجتماعية، بالحصول على المساواة والحرية مع الطبقات الغنية والحاكمة. وعلى الرغم من نجاح الثورة نجاحا ساحقا في بدايتها الا ان الثورة لم تحقق هدفها في عشر سنوات الاولى، حيث انتخب روبسيير قائد اليعاقبة قائدا للثوار والطبقة الفقيرة، الذي قام باعدام الملك لويس الرابع عشر مع زوجته الامبراطورة ماري انطوانيت في ساحة كونكرد (ساحة الجمهورية) في وسط باريس في 21 كانون الثاني 1793. حينها حاولت الطبقة الاقطاعية القريبة من الملك وقادة العسكر (الجيرونديين) الرد على روبسيير وجماعته، فحدثت حروب داخلية وصراعات محلية وانقسامات بين الثوار أنفسهم بسبب تسرب نفوذ اصحاب الدنيئة ووصلها مصادر الحكم والقانون، ادت الى ظهور تاثيرها على روح الثورة نفسها، حيث اتيحت الفرصة امام روبسيير ان يصبح جلادا ويعدم اقرب اصدقائه دانتون مع اكثر من 5000 معارض اخر له بوضع راسهم تحت المقصلة، لم تنتهي الحرب ألاهلية والصراعات الداخلية لحين تم تصفية قائد الثورة نفسه (روبسيير) من قبل جماعته و بوضع راسه تحت نفس المقصلة التي قطعت راس ماري انطوانيت وزوجها الملك، بعد اتهامه بالخيانة من قبل الجمعية الوطنية.

مر العراق باشع صورة من الحرب الاهلية والطائفية منذ 13 عشرة سنة، حيث تولى الحكم احزابا قومية ودينية ورجال فاسدين لم يعملوا سوى على سرقة الاموال العامة، والتعاون مع الدول الاقليمية مثل السعودية وإيران وتركيا. ثلاث حكومات حكمت منذ حين، كانت الواحدة اسوء من الأخرى، تناوبوا على مقاليد الحكم باسم الدين وثوب الحشمة والعفة اغلبهم مارسوا مهنة الصوص، ثلاثة انتخابات اقيمت ولكنها مزورة بدليل المشاركين في هذه الحكومات لم يملكوا الروح الوطنية الا القليل منهم، فلم جدا منهم من يعبر عن هموم الشعب او ينتفض ضميره لما جرى من السرقات امامه، بالعكس كانوا في اعلام الخارجي كانوا يظهرون لنا انهم اعداء؟!!!، لم نجد بينهم خرج من الحكم واياديه نظيفة!!

في 31 تموز الحالي وبسبب الحر الذي ضرب الوطن لم يقدر الفقراء والمهجرين والنازحيين الذين تم سرق مساعداتهم على تحمل طوق الحر الذي ضرب الوطن المحرق بنار السياسيين وطبخاتهم الفاسدة، فبعدما امنوا، لم يعد لهم شيئا اخر يخسروه بعد موت 52 طفل من شدة الحرب بغياب الكهرباء، فخرجوا افواجا أفواجا، لم تشهد مدينة بغداد الحزينة منذ نصف قرن تقريبا في مظاهرات عامة مثلها، امام ساحة البكاء، الباب الشرقي، امام البوابة التي وضع الفنان الخالد جواد سليم الواح ونصب رموز تعود لأجدادهم العراقيين القدماء، الذين كانوا يقودون العالم في تقدم حضارتهم ومعرفتهم وسلطته العسكرية.

سؤالنا للمتظاهرين هل قراتهم ما حصل في الثورة الفرنسية قبل 225 عاما، لنا كل الامل بان الشعب فاق فعلا من سباته او أثر مخدره !! وأدرك نيات قادته الذين البعض منهم كانوا مثل مرتزقة للدول الأجنبية، عملوا على سرقة البلد ونهبها باسم الله والدين، لنا الامل يفهم العراقيين ليس لهم كلهم خلاص لا في الأحزاب القومية ولا في الأحزاب الدينية ولا في الأحزاب المذهبية ولا في النظام العشائري، خلاصهم بخلاص الوطن، ومستقبلهم مع مستقبل الوطن، كل الوطن (كل المواطنين)، بخلاف ذلك اعدائهم يفكرون في التقسيم والتمزيق خلق والصراعات بينهم حتى ان يأتي الموت ويدق ابوابهم ويهدي الانتصارات للدواعش، ان يتحدوا والا استعدوا لحفر القبور ؟!!

أملى من المتظاهرين الواقفون تحت بوابة الحرية اتي تحمل رموز الحضارة العراقية القديمة ان يفهموا النقاط التالية:
1- ان لا يخون أحد منهم وطنيته مقابل حفة من النقود التي سرقها اللصوص يهدونها اليوم إليهم مقابل تراجعهم او تحجيمهم من ثورتهم الوطنية.
2- الاستمرار بالمطالبة الإصلاح التام من اعلى هرم الى ادناه، من الدستور والقضاء والسلطة التنفيذية والتشريعية، الى الوزارات الى اخر موظف في الدولة وبناء جيش عراقي وطني لا يتم ذكر الهوية او القومية في سجلهم ويطرد كل من يتحدث او يبوح عنها.
3- تشريع نظام العدالة الاجتماعية لشمل الفقراء والايتام والعجزة برواتب رمزية تساعدهم على العيش بكرامة.
4- المطالبة بحل الأحزاب التي أشرفت قادتها على نشر الفساد والقتال الاهلي وقام البعض منهم بالخيانة للوطن على غرار الحذر المفروض على حزب البعث المقبور الذي استخدمه المجرم صدام حسين في حكمه 35 عاما.
5- تشكيل جبهة رسمية من قادة المتظاهرين لتمثليهم جميعا وحمل مطالبهم على تكون مطاليب وطنية وعدالة وشاملة مثل الثورة الفرنسية ( الحرية والاخاء والمساواة) تخدم كل العراقيين ونابعة من روح وطنية خالصة.
6- مطالبة تقديم الفاسدين للمحاكم وعدم قبولهم في الحكم باي طريقة كانت والا سرطان الفساد يسري في جسد الوطن والحكومة ويشله وقد يقود الى موته (زواله من الخارطة السياسية)
7- تشكيل هيئة إعلامية مستقلة من القنوات والصحف والإعلاميين والاذاعات لبث الاخبار والتقارير الصادقة البعيدة عن التزوير او الترهيب او التلفيق.
8- تقديس الحياة كل عراقي بغض النظر عن خطئه او خيانته وعدم اللجوء الى العنف بتاتا وانما التشبث بالحقوق على طريقة غاندي ونيلسن مانديلا ومارتن لوثر كينك.
9- التفكير لتأسيس حزب علماني ذو اهداف وطنية بعيدة عن الطائفية والسلطة الدينية والاحزاب القومية والاستعداد للدخول في الانتخابات القادمة.
10- تأسيس مجمع علمي عراقي مستقل من الحكومة الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية، يعمل مع المؤسسات الحكومية على التفكير لبناء الدولة العراقية القادمة بروح وطنية على غرار روحية الشهيد عبد الكريم قاسم.
في الختام أتمنى لكم ولكل العراقيين النجاح والتوفيق في مساعدكم لتخليص الوطن من براثين السراق والاعداء والجيران وكل ذي نفس دنيئة.


..................
1-الملكة ماري انطوانيت قالت لحاشيتها حينما رات الجماهير الجائعة تتظاهر امام قصرها المشهور فرسايي “إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء. دعهم يأكلون كعكاً"












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الثورة
nasha ( 2015 / 8 / 20 - 01:49 )
استاذ يوحنا طرحك (كنظرية) لا غبار عليه وهذا هو الطريق الوحيد للخلاص من جحيم الحرب والتناحر بين ابناء العراق.
ولكن التطبيق يختلف عن النظرية لان معظم البشر يفكرون بقلوبهم وليس بعقولهم .
الشرخ الذي ولده الجهلة والمجرمين من السياسيين ورجال الدين والنخبة التي تُسمى مثقفة لسنوات طويلة بين طوائف المجتمع العراقي عميق جداً ويصعب رأبه .
يمكن ان تحدث معجزة في حالة واحدة فقط وهي ان الشعب العراقي قد تعلم من التجارب على الارض وأستفاد من الثورة المعلوماتية العالمية ونضج بما فيه الكفاية ليفرز نخبة متنورة وقائد كارزماتي ثوري يقود هذا الشعب .
آمل ان تتحقق المعجزة ويخلص هذا الشعب المسكين من بلاء اهل العمايم العجم ومن بلاء سرطان داعش وورم القومية والعشائرية .
تحياتي


2 - شكرا
يوحنا بيداويد ( 2015 / 8 / 20 - 07:30 )
Dear NAsh

شكرا لمرورك وتعليقك اللطيف ، حقيقة ما تقوله صحيح ولكن عبر التاريخ حدثت مشاكل وانقسامت وويلات كبيرة مثل الوضع الحالي لكن المجتمع التحم معا. ا

خوفي هو من رجال الدين والبساط فقط ، حيث كلاهما يشكلان نقطة الضعف في الهوية العراقية.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي حصل الم يكن بسبب المواقف الضعيفة للشعب نفسه لا سيما في الانتخابات او سكوتهم على السراق، صدام حسين لم يسرق الشعب وانما قاده الى اربعة حروب خاسرة وغير ضرورية ، وهؤلاء سرقوا الوطن شتتوا الشعب بين قارات العالم.

العراقيون اليوم بحاجة الى الاتحاد وغفران الماضي والبدء بمرحلة جديدة مستقلة من تاثير رجال الدين او الى قائد عسكري من نمط سيسي رئيس الجمهورية المصرية الحالي او جلاد اخر مثل صدام حسين لا يستطيع احد يتحدث مع زوجته.

شكرا لمرورك مرة اخرى

اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة