الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سألتني حبيبتي

جان برو

2015 / 8 / 20
الادب والفن


سألتني حبيبتي

سَأَلَتْنِي حَبِيبَيتِي أِينَ أَعِيشْ؟
قُلْتُ لَهَا أَعِيشُ أَنَا عَلَى القَمَرِ،
بِقَلْبِ مَلَاكٍ أَحْيَّا،
بِقَلْبِ عَاشِقٍ،
يُقَدِّسُ حَلَبَاتِ التِّرْحَالِ وَالسَّفَرِ،
كَنَسَائِمِ الحُرِّيَّةِ فِي عَصْرِ أَلإِنْحِطَاطِ،
كَبَسْمَةِ طِفْلَةٍ، كَوَرْدَةٍ جُورِّيَّةٍ،
قُلْتُ لَهَا،
حُرُوفَاً مُطَرَّزَةً بِلَوْنِ دُخَّانِ السَّهَرِ..

عَلَى القَمَرِ..
قُلْتُ لَهَا أَعِيشُ أَنَا عَلَى القَمَرِ،
وَأَدْفُنُ أَسْرَارِي فِي خَجَلِ القَمَرِ،
وَأَرْسُمُ قَصَائِدِي عَلَى وَجْهِ القَمَرِ،
وَتَسْتَيْقِظُ أَحْلَامِي عَلَى زَقْزَقَةِ العَصَافِيرِ،
وَصَوتِ حَبَاتِ المَطَرِ..

ثُمَّ سَأَلَتْنِي عَنْ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ،
وَسَأَلَتْنِي عَنْ العِشْقِ فِي غَابِرِ اَلأزْمَانِ،
وَسَأَلَتْنِي أَنَا مَنْ أَكُونْ؟
وَمَا هُوَ قَوْلِي فِي الرُّجُولَةِ،
وَمَا هُوَ قَوْلِي بِدَمْعِ العُيُونِ،
فَأَلْقَيتُ لَهَا قَصِيدَةً أَعْشَقُهَا،
قُلْتُ فِيهَا..

لَا تَدْمَعِي يَا عِينُ،
فَالوِصَالُ لَيسَ إِلَا نَصِيبُ،
وَكُونِي كَنُورِ الصَّبَاحِ مُشْرِقَةً،
اِذَا أَقْبَلَ الحَبِيبُ،
وَأنَا لَسْتُ لِخَيلِ الحُزْنِ فَارِسَاً،
وَلَا كُنْتُ فِي اَلآهَاتِ لَبِيبُ،
وَسَأبْقَى طُولَ الدَّهْرِ فِي حُبِّهَا مُعْتَكِفَاً،
حَتَّى تَنْتَهِي قَصَائِدِي،
وَحَتَّى أَلْقَى المَشِيبُ،

يَا دَمْعُ..
أَنَا لَسْتُ إِلَا مَقْطُوعَةً مُوسِيقِيةً لِحَبِيبَتِي،
أَنَا لَسْتُ إِلَا عَصاً سِحْرِيَّةً لِحَبِيبَتِي،
وَأَنَا دِفْئُهَا، وَأَنَا هَمْسُهَا، وَأَنَا اِبْتِسَامَتُهَا،
وَأَنَا الطَبِيبُ..

يَا دَمْعُ..
كَمْ مِنْ مَرَّةٍ زُرْتَنِي وَأَنَا أُعَاتِبُ الحُرِّيَّةْ،
وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ زَارَنَا الجَّلِيدُ،
وَكُنْتَ كَالرَّبِيعِ قَوّيَّا،
وَكَمْ مَرَّةٍ تَشَاجَرْنَا،
وَكَمْ مَرَّةٍ تَعَاتَبْنَا،
وَكَمْ مَرَّةٍ بِسَعِيرِكَ الحَزِينِ،
قَلَّبْتَ مَوَاجِعِي فِيَّا،

يَا دَمْعُ..
لِلحُبِّ دَرُّكَ لَقَدْ حَانَ الوَدَاعْ،
فَلَمْلِمْ جِرَاحَكَ عَنِّي،
وَخُذْ مَا تَبَقَّى لَكَ عِنْدِي مِنْ مَتَاعْ،
وَخُذْ مَعَكَ غَضَبِي، وَخُذْ يَأْسِي،
فَأَنَا أَنَا الشُّجَاعْ..
أَنَا الحُرُّ فِي مَوْلِدِي وَمَمَاتِي،
وَهَذَا أَنَا.. وَمَنْ أَكُونْ،

وَسَأَلَتْنِي أَيضَاً إِنْ كُنْتُ أُحِبُّهَا؟
فَعَجِبْتُ لِهَذَا السُّؤَالْ،
قُلْتُ لَهَا سَيِّدَتِي..
يَا أَمِيرَةَ السَّيِّدَاتْ،
أَنْتِ تَقُولِينَ لِلرَّبِيعِ مَتَى يَبْتَدِي،
وَأَنْتِ تَقُولِينَ لِلرَّبِيعِ مَتَى يَنْتَهِي،
وَتُدَثِّرِينَهُ بِدِفْئِكِ، وَتُعَطِّرِينَهُ بِعِطْرِكِ،
وَأَنْتِ تَخْتَارِينَ لِلسَّمَاءِ..
أَيَّ ثَوبٍ تَرْتَدِي،

نَعمْ يَا سَيِّدَةَ الكَوَاكِبْ..
يَا شَهْرَزَادَ قَلْبِي،
أَنا، جَزِيرَةُ النِّسَاءِ لَا تُغْرِينِي،
وَعُرُوشُ المُلُوكِ كُلُّهَا لَا تُغْرِينِي،
وَلَا يُغْرِينِي فِي الأَرْضِ شَيئٌ،
سِوَى قَلْبُكِ الحَنُونْ..
وَلَا تَبْكِي طُفُولَتِي إِلَّا عَلَى صَدْرِكِ الحَنُونْ،
وَهَذَا كُلُّ شِيئٍ،
وَهَذَا أَنَا مَنْ أَكُونْ.


جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في