الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكم ستبيع صوتك؟

المامون حساين

2015 / 8 / 24
المجتمع المدني


مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والجهوية طفت على الساحة السياسية المحلية عشرات الأحزاب والكائنات الانتخابية والكيانات السياسية والكل، يجزم ويدعي وينادي كل منها بخدمة المدينة والحرص على الصالح العام وبناء مدينة نموذجية...والكل يندد بالفساد واستعمال المال الحرام والرشوة وشراء الذمم...التبرؤ منها ..فكيف يمكننا نحن التمييز بين من يريد خدمة المدينة والجهة ومن يريد ؟..وهل يمكن ان أعطي لنفسي الحق بأن اقول غدا وبعد فوات الأوان أنني لم أكن اعرف او اختلطت علي الأمور وانا المواطن البسيط الذي عشت وعلى مدى عشرة سنوات وسط هده المدينة وخبرت ولمست وعايشت مرارة المعاناة اليومية وعرفت ومن خلال تجربتي الشخصية من هو الصالح ومن هو الطالح..ومن هنا ومن خلال هذه التجربة يحتم علي واجبي وضميري ان لا اسبب الأذى والضرر لنفسي ولبني جلدتي واكرر الخسارة وذلك من خلال الوقوع بنفس الخطأ السابق عندما أعود وامنح صوتي لأحزاب فشلت بتقديم ابسط الحقوق والمكاسب لمدينتنا التي تئن من آلامها و تعض على جراحها وللمتسائل الحق ان يسال اين حقي؟ .
وعند وقوفي أمام صندوق الاقتراع يتطلب ان احكّم ضميري مليا واسأل نفسي هل أني اخترت الحزب المناسب أو المشرح المناسب أو اللائحة المناسب؟ وهل قلت كلمة الحق وهل أرضيت نفسي وبني مدينتي ؟ وهل انا متأكد من اني لا اعود لأعض على اصبعي ندما لاني لم استفد من تجربة الانتخابات السابقة حين كانت اختياراتي خاطئة ؟.
بعد فترة وجيزة ستذهب الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس المدينة ومجالس الجهات، ولكن قبل ذلك ستتعرض الى ضغوط كبيرة وقاسية ومؤلمة حقا، فعندما ياتيك ممثل الحزب المعين المدعوم ماليا وسلطويا، وحضوة علائقية ويعرض عليك ( مبلغا تافها أوعود هوائية أو وليمة دسمة... ) ويطلب منك ان تقسم له بالقران الكريم و تقسم له بأنك سوف تنتخبه وأنت العارف المتيقن وبالتجربة الملموسة بان ذلك الشخص لم يقدم لك ولمدينتك اي شيء، فهل تجوز الخيانة لمجرد وعود كاذبة او بضعة دراهم لا تغني ولا تسمن من جوع وتعطي لضميرك اجازة في الوقت الذي انت تعلم جيدا انك سوف لا ترى ذلك المسؤول مرة اخرى بعد ان استطاع بهذه الطريقة اوتلك اومن خلال الضحك على الذقون ان يسرق صوتك.. والسرقة واحدة ولكنها تتجلى بإشكال مختلفة .
ايها المواطن لا تستهين بصوتك مطلقا وأنت على محك التجربة، وعلى الأرض أمامك كيانات حزبية ولوبيات المال والفساد الانتخابي قد تاخذك ومدينتك الرائعة وبلادك الى المجهول الى الفساد الكلي التي سوف تحرق الاخضر واليابس، وانت ايها المواطن افضل من يعرف المصير الاسود المتمثل بعودة الانتهازين والفاسدين والمخربين للمدينة الى كرسي التسير ..ونعم للديمقراطية والتسير الشفاف والصادق والغيرة على المدينة نعم لنصرة الطبقات الفقيرة والمحرومين وتحقيق آمالهم وطموحاتهم ،ولكن هذا لا يتحقق الا اذا تمكنت انت من امتلاك ناصية كلمتك وقرارك واستطعت ان تشخص الجهة التي تخدم مصالحك ومصالح مدينتك ...
أيها المواطن الجديدي لا تستهين بصوتك ، بل الواجب يحتم عليك الاعتزاز به وان لا تقلل من أهميته وتأثيره في اي حال من الأحوال سواء في انتخاب ممثلي المجالس المحلية او المجالس الجهوية ، ان تقديرك الصحيح ومعرفتك الدقيقة بأهمية فعل وتأثير صوتك سيجعلك أكثر معرفة اين تضعه ولمن تعطيه.
وكغيور على هذه المدينة ادعوك ان تضع ثقتك بمن ترى أجدر للمدينة ولخدمة مصالحها في الجهة وتمنح صوتك له وأنت بهذا قد خدمت مدينتك وأرضيت ضميرك ..وفي النهاية.. الأمر يعود لك والله من وراء القصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة


.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي




.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين




.. رياض أطفال بمبادرات شخصية بمدينة رفح تسعى لإنقاذ صغار النازح